لندن:ذكرت تقارير إخبارية يوم الخميس أن الطلب على النفط في الدول النامية سيتجاوز الطلب على السلعة الاستراتيجية في الدول الصناعية لأول مرة العام المقبل،'وهو ما سيؤدي إلى تداعيات على أسواق الطاقة العالمية. ونقلت صحيفة (فاينانشال تايمز) البريطانية عن تقرير وكالة الطاقة الدولية القول إن النمو الاقتصادي القوي في آسيا وجمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق ومنطقة الشرق الأوسط أدى إلى زيادة الطلب على النفط في هذه المناطق، في حين مازالت اقتصادات منطقة اليورو والولايات المتحدة ضعيفة مما يقلص الطلب على الطاقة فيها.


وذكرت الوكالة أن الطلب في الدول غير الاعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، التي تضم الدول الأغنى في العالم، سيصل إلى 45.7 مليون برميل يوميا العام المقبل''بزيادة قدرها 600 ألف برميل يوميا عن الطلب في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.


وهذا التحول في مركز الثقل في الطلب على النفط في العالم ليس مفاجأة بالنسبة لأغلب المراقبين، نظرا لتراجع الطلب الهيكلي للنفط في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية منذ 2005. ولم يرتفع الطلب في هذه الدول إلا عام ، وهو ما اعتبر مجرد زيادة في أعقاب الركود الاقتصادي حيث تراجع مجددا عام 2011 مع توقع استمرار التراجع خلال العام الحالي. في الوقت نفسه فإن الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية''مثل الصين تشهد نموا سكانيا واقتصاديا''ونمو الدخل مما يؤدي إلى زيادة استهلاك الطاقة فيها.


في الوقت نفسه فإن المناطق المنتجة للنفط مثل الجمهوريات السوفييتية سابقا ودول الشرق الأوسط تشهدا انتعاشا اقتصاديا قويا مما''يؤثر على ارتفاع أسعار النفط في العالم. في الوقت نفسه تتوقع وكالة الطاقة الدولية زيادة الطلب العالمي على النفط خلال العام المقبل بمقدار مليون برميل يوميا مقارنة بالعامين السابقين. وكان الطلب العالمي''قد زاد العام الماضي بمقدار 700 ألف برميل يوميا''ومن المتوقع زيادته بمقدار 800 ألف برميل العام الحالي