يشكو العراقيون من شركات الهاتف النقال، ولا يدرون ما يفعلون ازاء التجاوزات الكبيرة التي تقوم بها هذه الشركات التي يتهمونها بنهب أموالهم في وضح النهار، وكل الشكاوى تذهب مع الريح التي تهب مليئة بالتبريرات من هذه الشركات ، والتجاوزات وان كانت من النوع الذي لايمكن السكوت عليه الا ان السكوت هنا من ذهب لأن اي اجراء لايمكن ان يتخذ ضدها، كما يؤكد عراقيون تحدثوا لايلاف.
بغداد: أغلب العراقيينمنزعجون من الخدمة التي تقدمها بعض هذه الشركات ذلك لانها تضغط على المواطن بان يشحن رصيده في مدة قصيرة والا فهي تعلق خطه، ولا يهمها سوى الوقت الخاص بها ، اي ان المواطن اذا ما كان لديه رصيد وتجاوز مدة الشهر فإن عليه ان يقوم بشحن الرصيد والا فالانذار بتعليق خطه سيجيء راكضا مع دقات تحذيرية على هاتفه من قبل الشركة.
فلا يجد الا الانصياع للتحذير، وهذه واحدة من الشكاوى الكثيرة، اذ كشفت ذات مرة هيئة الاعلام والاتصالات عن تسلمها (2796) شكوى على الخدمات التي تقدمها شركات الهاتف النقال وشركات الاتصال العاملة في العراق خلال شهر شباط 2011. وتعمل في العراق ثلاث شركات للهاتف النقال هي آسيا سيل والاثير وكورك. وعادة ما تثار مشاكل مالية وقانونية بينها وبين السلطات العراقية.
وقال تقرير أعدته شعبة البحوث والدراسات في الهيئة إن أعداد الشكاوى تفاوتت بين المحافظات حيث شكلت محافظة بغداد اعلى نسبة بـ747 شكوى تليها القادسية بـ262 شكوى ثم بابل 240 شكوى ،وذي قار 230 شكوى ،ونينوى 194 ،وصلاح الدين 175،وواسط 172 شكوى ،والبصرة 137 ،والانبار 134 ،والنجف 113،ثم كربلاء 104،وديالى 99،والمثنى 76،وكركوك 56 ،وميسان 43،والسليمانية 8 شكاوى ،واخيرا اربيل 5 شكــــــاوى فقط.ولم ترد اي شكوى من دهوك ، واوضح التقرير ان شركة اسيا سيل سجلت اعلى معدل للشكاوى في بغداد بـ381 شكوى تمثل نسبة 51% من مجموع الشكاوى .
السياسي العراقي ابراهيم الصميدعي شكا لايلاف ما تعرض له الشهر الماضي مع شركة آسيا سيل. وهي شكوى تعكس مئات مثلها من مواطنين يعلون بالصراخ كلما ذكر امامهم اسم شركة من شركات الهاتف النقال في العراق.
وعرض الصميدعي لايلاف بيانا وزعه على الصحف المحلية وعلى شبكات التواصل الاجتماعي جاء فيه: quot;إن شبكات الهاتف النقال المتخلفة والبائسة تبقينا على مستوى الجيل الثاني (2G) من شبكات الاتصال الذي لايسمح الا بالاتصال عبر الشبكة (GSM)quot; وفسر ذلك بأنه نهب اكثر من تستطيع نهبه من جيب المواطن العراقي ومن الناتج الوطني بالضرورة، مفوتة على المواطن العراقي استخدام وسائل الاتصال والتواصل المتاحة اليوم بأرخص من سعر البصل على الهواتف الذكية والغبية معا التي يوفرها الجيل الثالث والرابع المستخدمة في عموم المنطقة المجاورة وعند افقر دول العالم ، الذي يتأهب خلال ايام لاطلاق الجيل الخامس من شبكات الاتصال، ليس ذلك فقط وانما هناك انواع من النصب والاحتيال لايمكن ان تخطر بمجال ، منها ما حصل لي في سفرتي الاخيرة لعمان التي استمرت اسبوعين فقط .
ويوضح الصميدعي: quot;في الاسبوع الاول ورغم اني لم استخدم هاتفي العراقي ( اسيا سيل ) الا مرة او مرتين فقط ، فقد تم شفط الرصيد ونصف التأمينات باكثر من مليون دينار عراقي (نحو 800 دولار) ، وحيث كان المنطق ان يوقف الخط عند تجاوز سقف التأمينات المسموح به ، لكن الشركة احتسبت عليّ حوالى 5 ملايين دينار عراقي (نحو 4500 دولار) من تأريخ 24-7-2012 لغاية 1-8-2012، والسبب كما يقول موظف الشركة اني تركت الانترنت مفتوحا !!quot;.
ويتساءل: quot;أي انترنت هذا الذي يستهلك مليون دينار فقط في اليوم الواحد ، علما انيربطت هاتفي بشبكة (wifi ) المجانية التي يوفرها الفندق وهي باقوى الف مرة من شبكة اسيا ( العاوية موديل 2g ) التي تحتاج ساعة ونصف لتحميل صفحة انترنت واحدة ، وعلما ان خدمة تزويد الانترنت عن طريق الشبكة تتوقف حتما عن الاشتباك بمزود محلي (واي فاي )، هذا فقط اني اشتريت على هاتفي الاردني 2غيغا للشهر الواحد باقل من عشرين دينارا اردنيا وهي سرعة فائقة تغنيني عن كل قارة اسيا وليس شبكة اسيا فقطquot;. وختم الصميدعي بالقول: quot;سمعت عن تجاوزات شركات الهاتف النقال بحق المواطن العراقي لكني لم اتوقع ان تكون هكذا وعليه سأنتظر مراجعة مقر الشركة لمعرفة اسباب قطع خطي والاستمرار بإضافة هذا الرصيد الفاحش علي دون ذنبquot;.
من جانبه، المواطن احمد كاظم حسن يقول: quot;اصبحنا مدمنين على الهاتف النقال، ولا يمكننا ان نستغني عنه لان فوائده كثيرة ، ولكن تعال وقل لي ماذا نفعل مع الشركات التي تسرقنا وتزعجنا ، كنا نشكو من عدم وجود شبكة في اغلب المناطق ، الان اصبحت السرقة ديدنا ونحن نعلم ونسكت والسكوت علامة الرضى والشركة توزع اموالنا على الاعلانات في القنوات الفضائية والصحف والمجلات لكي لا يتحدثوا عنها ، فالرصيد ما ان تعبيه حتى بعد مكالمة او اثنتين وينفد ، ويأتيك انذار من الشركة ومن ثم يعلق الخط خاصة مع شركة (اسياسيل) التي لا تعرف اذا ماكان هذا المواطن يملك ثمن (كارت الشحن) او لا ، وهي تسخر منا حين تقول لنا اتصل بالرقم كذا واستلف 300 دينار ، هذا فضلا عن الرسائل المزعجة التي تشبه (منبهات ) السيارات !!quot;.
اما المواطنة كريمة بهجت، فقالت: quot;ارتحت بعد ان رميت (السيم كارت) ولعنته، ما ان اعبي الرصيد واتصل بتخطيط للحفاظ على الرصيد سرعان ما اسمع (رصيدك غير كاف لاتمام المكالمة) فأصرخ ، هكذا بسرعة راح الرصيد ، اما الرسائل فهذه قصة أخرى، فإنهم يبيعونك 100 رسالة اذا لم تتمها خلال وقت معين فسوف تذهب ويطالبونك بشحن رصيدك حتى تتمكن من دفع مبلغ 100 رسالة اخرى وهكذاquot;.
إيلاف حاولت الاتصال ونجح مسعانا مع آسيا سيل لمعرفة ما تقوله الشركة حول شكاوى المواطنين ، فطرحنا ما سمعنا وأكثر من ذلك، لكن الشركة نفت نفيا قاطعا كل ذلك. وقالت انها تعمل بالشكل الصحيح لخدمة المواطن. ولا يمكن ان تقتطع فلسا واحدا دون سبب. وحين طرحنا مشكلة السياسي ابراهيم الصميدعي جاء الرد: quot;ليس هنالك من خطأ ، وأكيد أن ما حدث هو بشكل أصولي. لكن الصميدعي، وهو محام أصلا، هدد باللجوء للقضاء لاسترداد حقه، كما أكد في بيانهquot;.
التعليقات