أعلنت الصين أن شراء اليابان غير القانوني للجزر المتنازع عليها بين البلدين سيلحق الضرر بالعلاقات الاقتصادية. فجزر سنكاكو أو دياويو تغذي الخيال بقدر ما تثير خلافات محفوفة بالمخاطر بين بكين وطوكيو.


قضية جزر سنكاكو تحتد بين اليابان والصين

بكين: أعلنت وزارة التجارة الصينية أن شراء اليابان غير القانوني للجزر المتنازع عليها، بين البلدين سيلحق الضرر، قطعًا، بالعلاقات الاقتصادية والتجارية بينهما.

أكد الناطق باسم الوزارة، شين دان يانغ، على ضرورة تحلي الحكومة اليابانية، بالمسؤولية الكاملة، مضيفًا: quot;شراء جزر quot;ديايوquot;، سخافة، تنتهك سيادة الصين الإقليمية، وتجرح مشاعر الشعب الصينيquot;.

وأوضح دان يانغ، أن وزارته تعارض النهب والعنف والتصرفات غير القانونية، التي شهدتها المظاهرات المناهضة لليابان، مشددًا، على أن quot;مصالح الشركات الأجنبية، موضوعة تحت حماية القوانين الصينيةquot;.

وكانت مظاهرات جرت، في بعض المدن الصينية، احتجاجًا على عزم اليابان شراء الجزر المتنازع عليها، تخللها هجوم على الشركات اليابانية، العاملة في الصين، مما دعا البعض منها إلى الإعلان عن إيقاف عملياته وإنتاجه مؤقتًا.

وأدى التوتر بين البلدين، إلى إلغاء الجولات السياحية، التي تنظمها الوكالات السياحية الصينية، في اليابان بنسبة كبيرة، فيما لوحظ انخفاض كبير في مبيعات البضائع اليابانية، وعلى رأسها السيارات والإلكترونيات، في الصين منذ مطلع الشهر الماضي.

جزر سنكاكو أزمة صينية يابانية قومية حتمًا وربما نفطية
هل هي كتلة صغيرة من الصخور القاحلة التائهة في شرق بحر الصين أم إنها حقول نفطية في عرض البحر؟، فالجزر اليابانية الصغيرة المعروفة باسم سنكاكو في اليابان ودياويو في الصين، التي تطالب بها، تغذي الخيال بقدر ما تثير خلافات محفوفة بالمخاطر بين بكين وطوكيو.

كل شيء بدأ في أواخر سبعينات القرن الماضي مع تقرير غامض من أربعين صفحة للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والشرق الأدنى حول البنية الجيولوجية لأعماق بحر شرق الصين. حتى ذلك الحين لم يكن هناك من أمر مثير يجذب الأنظار إلى أن توصل أعضاء البعثة العلمية، المؤلفة من يابانيين وكوريين وصينيين وأميركيين، التي استمرت لشهر ونصف شهر، إلى نتيجة ملفتة، تشير إلى أن هذه المنطقة غنية جدا بالنفط والغاز، وربما تكون من اغنى المناطق في العالم.

لم تقدم الوثيقة اي رقم عن الاحتياطات الممكنة، لكنها اضافت quot;ان الجزء الاكثر اهمية في المنطقة لجهة النفط والغاز يمتد على مسافة 220 الف كلم مربع الى شمال شرق تايوان. اي بعبارة اخرى منطقة جزر سنكاكو.

وكتب هؤلاء الاختصاصيون ايضًا quot;يوجد احتمال كبير ان تكون الهضبة القارية بين تايوان واليابان في المياه القليلة العمق احد خزانات النفط الاكثر غنى في العالمquot;. واشاروا الى احتمال وجود طبقة من الرواسب بسماكة تزيد عن الكيلومترين تعود الى اكثر من 23 مليون سنة.

غير ان العلماء حرصوا على البقاء على قدر من الحذر، مؤكدين انه يتعين اجراء دراسات اخرى والقيام بعمليات تنقيب لاثبات توقعاتهم. وبالرغم من ذلك ما لبثت ان انطلقت التكهنات المحمومة وتوالت الارقام، وتم التحدث عن ملايين، بل مليارات البراميل، حتى ان البعض اشار الى مئة مليار برميل.

وذلك كان كافيا لاثارة الخلافات بين البلدان المشاطئة تفاقمت مع مر السنين، كما باتت مصادر الطاقة نادرة فيما الصين في اوج نموها الصناعي نهمة للحصول على النفط. لكن مسؤولا يابانيا اكد لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته quot;لا نعتقد ان هناك كميات بهذا الحجمquot;.

ومنذ تقرير لجنة الامم المتحدة لم تؤكد اي دراسة وجود احتياطي نفطي كبير في اعماق البحر في المنطقة. مع ذلك قدر تقرير ياباني في 1994 الحقول المحتملة في الجزء الذي تعتبره طوكيو يابانيا في شرق بحر الصين بـ3.26 مليار برميل على ابعد تقدير.

من جهتها اعتبرت الوكالة اليابانية للموارد الطبيعية وكذلك وزارة الخارجية انه لا توجد عناصر جديرة بالثقة تؤكد ان الارخبيل المتنازع عليه يحتوي على كنز من الذهب الاسود.

واضافتا quot;ان تقرير 1994 ليس سوى تقدير يتعلق بمساحة شاسعة في شرق بحر الصين تضم مياها حول شبكة جزر اوكيناواquot; جنوب اليابان. اما في الجانب الصيني فقد اشار التقرير السنوي للعام 2011 لـquot;تشاينا ناشيونال اوفشور اويل كوربquot; الى رقم 384.6 مليون برميل من النفط و303.7 مليار قدم مكعب من الغاز في كامل منطقة شرق بحر الصين.

أكانت صدفة ام لا، فان وزارة الخارجية الصينية اعلنت في 16 ايلول/سبتمبر، في اوج الازمة الصينية اليابانية، ان بكين ستتقدم قريبا بطلب الى لجنة مختصة في الامم المتحدة (اتفاقية الامم المتحدة حول قانون البحار) يتعلق بترسيم حدود هضبتها القارية في شرق بحر الصين وراء المئتي ميل بحري.

وفي طوكيو يركز حاليًا على الحجج التاريخية لاظهار عدم صلابة المطالب الصينية. وكانت اليابان والصين اتفقتا في 2008 على التعاون في تطوير الثروات الطبيعية في هذا البحر الذي اطلقا عليه اسم quot;بحر السلام والتعاون والصداقةquot;.

لكن قبل عشرة ايام من الذكرى الرابعة لتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين بكين وطوكيو، قد يصبح بحر كل الاخطار، حتى ان وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا، الذي توقف خلال عطلة الاسبوع الماضي في طوكيو، عبّر عن قلقه الكبير من خطر نشوب نزاع.