أعلنت وزارة النفط العراقية، أن مطلع العام القادم سيشهد بدء الإنتاج من الحقول التي تطورها شركات النفط الروسية، وأن دورها مهم وفعال في تطوير الصناعة النفطية في العراق، وأنها تلمس أن للشركات الروسية رغبة كبيرة لزيادة حجم تواجدها في العراق.
وقال ناطق الرسمي باسم وزارة النفط العراقية عاصم جهاد لـquot;أنباء موسكوquot; إن مطلع العام القادم سيشهد بدء الإنتاج الأولي من حقل غرب القرنة بمرحلته الثانية، التي تعمل على تطويره شركة quot;لوك أويلquot; الروسية.
وأضاف أن إنتاجا من هذا الحقل المهم في العراق سيكون عاملا ايجابيا وسيضيف الشيء الكبير للإنتاج النفطي الوطني، الذي يذهب الجزء الأكبر منه للتصدير للخارج.
هذا وعقد وزير النفط العراقي عبدالكريم لعيبي أثناء جولته في حقل quot;بدرةquot; النفطي (جنوب شرق العراق) اجتماعا مع كوادر شركة quot;غاز بروم نفطquot; الروسية الفائزة بتاهيل الحقل، بحضور مدير عام وملاكات شركة quot;نفط الوسطquot; في يوم الـ30 من شهر تشرين الأول الماضي.
وذكر وزير النفط العراقي في بيان صدر عن الوزارة تلقى مندوب quot;أنباء موسكوquot; على نسخة منه، أن quot;بدء الإنتاج الأولي من حقل quot;بدرةquot; سيكون في شهر آذار/مارس من العام المقبل 2014 بواقع 60 ألف برميل يوميا كمرحلة أولىquot;.
وأضاف الوزير أن الإنتاج سيتصاعد عبر المراحل الثلاث لتطوير الحقل، وكل مرحلة بطاقة 60 ألف برميل يوميا بصورة إضافية، مشيرا إلى أن عملية تطوير الحقل تتضمن مشروعا لمعالجة النفط الخام والغاز، ومشروع آخر لمد أنبوب النفط الرئيسي ليرتبط بالخط الإستراتيجي للتصدير، كما سيتم مد أنبوب لنقل الغاز.
وأوضح كذلك أن المشروع وفر فرص عمل كبيرة لأهالي المنطقة، حيث يعمل في مشروع معالجة النفط الخام أكثر من 1200 عامل ومهندس، فضلا عن ذلك فقد تم توفير العمل للشركات العراقية كمقاول ثانوي مما أعطى فرصة لهذه الشركات لاكتساب الخبرة الفنية والتدريب من المقاول الرئيسي الأجنبي المتمثل بالشركة الفائزة بتاهيل الحقل.
واستمع الوزير الى شرح مفصل عن عمليات تأهيل الحقل والمشاريع المنجزة فيه، ووجه شرطة الطاقة بتوفير الحماية اللازمة للمواقع والأنابيب النفطية التابعة للحقل.
وقال ناطق الرسمي باسم وزارة النفط العراقية عاصم جهاد، إن للشركات النفط الروسية دوراً فاعلاً في تطوير الصناعة النفطية العراقية، من خلال خبرتها الطويلة في هذا المجال، وأن مجالات التعاون بين وزارة النفط وهذه الشركات quot;واسعةquot;، تتمثل بعمليات الاستخراج والتصفية وتوفير المعدات.
وأفاد أن الشركات الروسية رائدة في مجال الاستخراج ونقل وتصفية وتطوير الصناعة النفطية، وأن دورها يتنامى في العراق، وخصوصا ان لدى وزارة النفط العراقية مشاريع كثيرة، مما quot;يعزز العلاقة المتميزة بين العراق وروسياquot;، على حد قوله.
واعتبر تواجد الشركات الروسية quot;متميزاquot; في العراق، مضيفا أن وزارة النفط العراقية لمست هناك رغبة كبيرة لزيادة حجم هذا التواجد في البلاد، وخاصة شركة quot;لوك أويلquot;.
ويسعى العراق إلى زيادة في انتاجه النفطي ليصل حجمه إلى 12 مليون برميل يوميا في عام 2017، بينما الانتاج الحالي يبلغ ما يقارب 3 ملايين و100 ألف برميل يوميا.
وقد قام العراق منذ عام 2003 بأربع جولات تراخيص لشركات نفطية عالمية، من أجل تطوير حقوله النفطية، التي عانت لسنوات من الإهمال بسبب الحصار الاقتصادي المفروض على العراق في عقد التسعينات من القرن المنصرم.
وقال دكتور حسين علاوي، الباحث في معهد العراق للطاقة لـquot;أنباء موسكوquot;، إن quot;دور الشركات الروسية مهم في إدارة وتطوير قطاع الثروة النفطية العراقية، وخصوصا في الحقول الجنوبية من البلاد.quot;
واضاف ان علاقة العراق مع الشركات الروسية تعود إلى فترة طويلة الأمد، منذ عقد الستينات من القرن الماضي، وتوقع لهذه العلاقات أن تتقدم وتزدهر، وخصوصا أن هناك إشارات إلى إمكانية استخدام شركات النفط العراقية quot;الموديل الروسيquot; في الصناعة النفطية.
وبين الخبير النفطي أن على العراق أن يستثمر وجود الشركات الروسية لتطوير صناعة استخراج الغاز الطبيعي بالاضافة إلى النفط، ليسهم ذلك في زيادة الواردات المالية لاقتصاده وتوفير الوقود لمحطات الطاقة الكهربائية له.
واختتم تصريحه بأنه لحد الوقت الحاضر يقتصر عمل الشركات الروسية في العراق على تطوير الصناعة النفطية، على الرغم من كون 70% من الغاز العراقي يكون مصاحبا لعمليات استخراج النفط.
ويبلغ احتياطي النفط العراقي الثابت حوالي 112 مليار برميل، مما يجعله ثاني أكبر خزان نفطي معروف في العالم بعد السعودية، بينما يبلغ الاحتياطات المحتملة للنفط في العراق بحوالي 150 مليار برميل.