رأى خبراء ومزارعون مصريون أنتصريحات مرسي عن أن حكومته وفت بوعودها في تحقيق اكتفاء ذاتي من محصول القمح هي مزاعم quot;مُسَيَّسةquot;. مؤكدين أنها أكاذيب ومبالغات في ظل غياب الشفافية، واستمرار الخداع من قبل رئيس يخدم مصلحة الإخوان فقط.
رغم تحدث الرئيس المصري، محمد مرسي، سابقًا عن أن مصر ماضية في طريقها نحو التحوّل من أكبر دولة مستوردة للقمح في العالم إلى دولة مكتفية ذاتيًا خلال 4 أعوام، إلا أن شبكة فوكس نيوز الأميركية نقلت عن خبراء ومزارعين قولهم إنهم يشكون من أن حصاد القمح في مصر هذا العام لن يكون على مستوى توقعات الحكومة.
وأشار الخبراء والمزارعون في الإطار عينه إلى أن ذلك الأمر قد يشكل عبئًا ثقيلًا على الدولة، بينما تسعى إلى تقليص واردات القمح، في محاولة لإنقاذ احتياطات النقد الأجنبي المتراجعة.
وأكدوا كذلك أن حكومة مرسي لم تقترب من دائرة فساد في السياسات الزراعية، تساعد على ازدهار الأسواق السوداء وزيادة صعوبات المزارعين في ما يتعلق بالنقص الواضح في مياه الريّ وارتفاع الأسعار الخاصة بالوقود والأسمدة والمخصبات.
الإسلاميون فاشلون
نتيجة لذلك، أضحى الخبز جزءًا لا يتجزأ من العملية السياسية في مصر، مع قرب انتهاء العام الأول له في منصبه. هذا وتواجه مصر خلال الأشهر الأخيرة نقصًا في الوقود، والمياه، والكهرباء، وارتفاعًا في أسعار المواد الغذائية، وهو ما أدى إلى نشوب موجة غضب من جانب خصوم مرسي، بقولهم إن أنصاره الإسلاميين لا يحسنون إدارة البلاد.
مضت الشبكة تنقل عن أحمد الشافعي، وهو مسؤول إحدى الجمعيات الزراعية الحكومية في إحدى القرى الموجودة في منطقة أبشواي الزراعية في جنوب القاهرة، قوله: quot;اكتفاء ذاتي؟، هل تريد أن تضحك عليّ؟، أم إننا نضحك على أنفسنا؟، وما يقوله مرسي عن إنتاج القمح غير حقيقي، فالإنتاج لم يزد إلا حوالي واحد أو اثنين في المئة. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن في ما يتعلق بهذا الأمر: ما هو الجديد الآن؟quot;.
انتصار مزعوم
وكان مرسي ووزراء حكومته قد نسبوا الفضل وراء حصاد هذا العام غير المسبوق إلى أنفسهم، باعتباره نجاحًا للسياسات التي يسيرون عليها. وهو ما بدا واضحًا في التصريحات الأخيرة، التي أدلى بها مرسي ووزير التموين باسم عودة بهذا الخصوص.
رد على ذلك خبراء ومزارعون بتشديدهم على أن تلك المزاعم quot;مُسَيَّسةquot;. وقال أستاذ الزراعة نادر نور الدين، الذي سبق له العمل كمستشار لوزارة التموين عام 2005: quot;ليس الإنتاج الذي وصل إلى مستوى غير مسبوق، فتلك هي أكاذيب ومبالغات... لا توجد شفافية، وليس هناك سوى الخداع. والرئيس يعمل لمصلحة حزبهquot;.
وبينما سبق لمرسي أن أكد أن إنتاج هذا العام من القمح سيصل إلى 9.5 ملايين طن، بزيادة قدرها 30 % عن العام الماضي، عندما كان يقدر الإنتاج بـ 7.5 ملايين طن، فقد تحدث البعض عن صعوبة الوصول إلى مستوى الـ 9.5 ملايين طن هذا العام بالفعل.
وأشار تقرير أعدته وكالة الزراعة الأميركية إلى أن إنتاج مصر المتوقع لهذا العام سيكون حوالي 8.7 ملايين طن. كما أكد أبو بكر أبو وردة، نائب رئيس معهد المحاصيل لدى وزارة الزراعة المصرية، أن النسبة الحقيقية ربما تكون أقل من ذلك، منوهًا بأنها قد تتراوح بين 8 و 8.5 ملايين طن، بناءً على المساحات المزروعة.
رسائل خاطئة
ولم يرد متحدث باسم وزارة الزراعة على كثير من الاتصالات في محاولة للحصول منه على تعليق أو رد بخصوص تلك الأرقام أو الإحصاءات المتعلقة بمحصول القمح. وعاود نور الدين ليحذر من أن التقارير المبالغ فيها عن محصول القمح تبعث برسائل خاطئة إلى مسؤولي وزارة المالية بأن الدولة ليست في حاجة إلى أن يؤمِّنوا لها الأموال اللازمة لاستيراد القمح من الخارج، لأن الحكومة قادرة على تغطية الطلب المحلي.
ومن المقرر، حسب ما ذكرت الشبكة الأميركية، أن يشهد العام المالي المقبل في مصر خفضًا لواردات القمح بالنسبة إلى برنامج الخبز المدعم إلى 4.5 ملايين طن، بعدما كان 5.3 ملايين طن في العام الماضي، من منطلق إمكانية اعتمادها على الإنتاج المحلي.
كما عبّر كثير من المزارعين عن عدد كبير من الشكاوى بخصوص ارتفاع الأسعار وبعض أوجه الخلل الحاصلة في النظام المعمول به، لاسيما مشكلة نقص مياه الري والوقود.
وقال مزارع يُدعى عبد الوهاب بشيهي علي إن محصوله وعائداته بقيت كما هي، وأضاف quot;لا تصدقوا ما يقولونه. فالمزارعون في أسوأ حالاتهم. أنا لا يهمني من يحكم. وحتى إن كانت سيدة، فهذا لا يهمّ. لأن كل ما أريده هو إطعام أولادي وتحقيق اكتفاء ذاتيquot;.
التعليقات