كييف: عدلت أوكرانيا الخميس عن اتفاق الشراكة، الذي طرحه الاتحاد الأوروبي، قبل أسبوع من توقيعه المتوقع، والمرتقب منذ وقت طويل، بهدف quot;إعادة تحريك علاقاتها الاقتصادية مع روسياquot;.

ووقع رئيس الوزراء ميكولا أزاروف الخميس مرسومًا يقضي بـquot;تعليق عملية التحضير لاتفاق الشراكة بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبيquot; في الوقت الذي يتواجد فيه الموفدان الأوروبيان الرئيس البولندي السابق ألكسندر كفانيفكسي والرئيس السابق للبرلمان الأوروبي بات كوكس، في كييف، في محاولة لتحريك الوضع.

ورفض الأخيران الإدلاء بأي تعليق حول الإجراء الذي اتخذته الحكومة الأوكرانية. إلا أن داليا غريبوسكايتي رئيسة ليتوانيا، التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، اعتبرت لفرانس برس أن quot;فترة توقف العلاقات (بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا) قد تدوم طويلًا جدًاquot;.

هذا القرار غير المتوقع من كييف اتخذ بهدف quot;ضمان الأمن القومي وإعادة تحريك العلاقات الاقتصادية مع روسيا وتحضير السوق الداخلية لعلاقات متساوية مع الاتحاد الأوروبيquot;، بحسب أزاروف، الذي التقى أمس على انفراد نظيره الروسي ديمتري مدفيديف.

واتهم أحد قادة المعارضة الأوكرانية أرسيني ياتسينيوك الرئيس فيكتور يانوكوفيتش بـquot;الخيانة العظمىquot;، وطالب بإقالته. وقال quot;إذا رفض يانوكوفيتش التوقيع على الاتفاق، فهذا لا يمثل خيانة عظمى فحسب، وإنما أيضًا سببًا للمطالبة بإقالته واستقالة الحكومةquot;.

ولمح المستشار الاقتصادي في الكرملين سيرغي غلازييف في الأسبوع الماضي إلى تعاون اقتصادي يبلغ quot;عشرات المليارات من الدولاراتquot; إذا تخلت كييف عن الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، وهدد بوقف استيراد المنتجات الأوكرانية في حال العكس.

وقبل نشر المرسوم، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يانوكوفيتش عرض عليه تشكيل لجنة ثلاثية. وقال بوتين quot;نحن نؤيد ذلك، لكن قبل أي قرارquot; حول انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي.

وعرضت أوكرانيا أيضًا على موسكو والاتحاد الأوروبي تأليف لجنة ثلاثية حول التجارة وquot;إطلاق حوار حيوي مع روسيا والأعضاء الآخرين في الاتحاد الجمركيquot;، الذي تقوده موسكو، وتدعو أوكرانيا إلى الانضمام إليه منذ أشهر عدة.

من جهة أخرى، وصباح الخميس، رفض البرلمان الأوكراني كل مشاريع القوانين، التي تسمح بنقل المعارضة المسجونة يوليا تيموشينكو إلى الخارج للعلاج، كما يريد الاتحاد الأوروبي، لتوقيع اتفاق شراكة في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر. وحصلت النصوص الستة على أصوات أقل من مئتي نائب، بينما يحتاج إقرارها غالبية 226 صوتًا.

ولم يشارك حزب المناطق، الذي يقوده الرئيس فيكتور يانوكوفيتش، ويشكل غالبية في البرلمان، في التصويت، بعدما انتقد في الأيام الأخيرة مشاريع القوانين quot;الناقصةquot;. وحضر المبعوثان الأوروبيان الرئيس البولندي السابق ألكسندر كفاشنيفسكي ورئيس البرلمان الأوروبي السابق بات كوكس الجلسة. وهتف نواب المعارضة quot;عار!quot;.

بعد التصويت، دعا نواب المعارضة الرئيس إلى العفو عن رئيسة الوزراء السابقة، كما اقترح المبعوثان الأوروبيان. وقالت إيرينا غيراشتشينكو النائبة عن حزب أودار، الذي يقوده الملاكم فيتالي كليتشكو: quot;نطلب دعوة لجنة العفو ودراسة طلب كوكس كفاشنيفسكي العفو عن تيموشينكوquot;.

وبعد اجتماع مساء الاثنين للجنة برلمانية من أجل صياغة نص يرضي كل الأطراف، قال حزب المناطق، الذي يقوده الرئيس، إنه لن يصوّت على quot;قانون تيموشينكوquot;. وتمضي رئيسة الوزراء السابقة عقوبة بالسجن سبع سنوات لاستغلالها السلطة. وقد أدخلت المستشفى في نيسان/إبريل 2012 بسبب إصابتها بآلام حادة في الظهر.

وقضية تيموشينكو، التي تعتبر في أوروبا مثالًا على العدالة الانتقائية، سببت أزمة خطيرة في العلاقات بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي. وكانت تيموشينكو المسجونة منذ صيف 2011 دعت في رسالة في الأسبوع الماضي القادة الأوروبيين إلى بذل كل الجهود لتوقيع اتفاق الشراكة quot;مهما كانت الظروفquot;.