بيروت: كشفت دراسة أولية عن توافر كميات كبيرة من النفط والغاز فى أعماق المياه الإقليمية اللبنانية ستحقق إيرادات ضخمة للاقتصاد اللبنانى، وتساهم فى رفع مستوى معيشة المواطنين، وأنه سيتم قريبا إطلاق عمليات المناقصات أمام الشركات العالمية لاستخراج هذه الثروات.وذكرت صحيفة quot;النهارquot; اللبنانية أن الاستشارى الفرنسى فرانلاب بايسيب أعد تقريرا عن احتمالات الكشف عن النفط والغاز داخل المياه الإقليمية اللبنانية وإحالة إلى وزارة الطاقة، وأوضح فيه للمرة الأولى وجود جبل نفطى سائل فى شمال المياه الإقليمية فى المنطقة الواقعة عند الحدود اللبنانية - القبرصية - السورية، ولكن ضمن المياه الإقليمية، وأن هناك أكثر من منطقة نفطية تحتوى على سوائل قدّرت إحجامها بنحو 440 مليون برميل، وقد تصل إلى نحو 675 مليون برميل، وتعود هذه الكميات إلى ثلاثة مناطق من أصل خمسة تم مسحها وتحليل معطياتها، إضافة إلى وجود نحو 15 تريليون قدم مكعب من الغاز فى المنطقة عينها.
وقال وزير الطاقة والمياه اللبنانى جبران باسيل لـصحيفة quot;النهارquot; إن وجود سوائل نفطية يشكل ثروة إضافية للبنان ويحقق جاذبية أكبر للشركات المستثمرة، حيث ترتفع الإيرادات المتأتية منها للشركات وللبنان على السواء، ولأنها كميات تجارية، فهى تضاف بقيمتها المالية إلى كمية الغاز الموجودة، خصوصا أن الاحتمالات العالية لوجود النفط هى فى المياه العميقة، ولكن تبين لاحقا أننا كلما اقتربنا من المياه الأقل عمقا وصولا إلى الشاطئ، تزيد احتمالات وجود النفط، مما يعنى خفض التكاليف وارتفاع المردود المتوقع للدولةquot;.وأوضح أن الوزارة ستطلق فى الأيام المقبلة عملية المناقصات quot;وسنرى اهتمام الشركات بمواد البترول اللبنانية من خلال مشاركتها وإقبالها على دورة التراخيص، كما نتجه عمليا إلى البدء بعملية البحث والتنقيب فى البر، وسنعلن قريبا أخبارا سارة إضافية.
يشار إلى أن لبنان باشر الإجراءات العملية للتنقيب عن النفط، مع تحديد المعايير أمام الشركات العالمية للمشاركة فى المناقصة التى ستطلقها قريبا وزارة الطاقة، وفى أبرز الشروط، أن تكون قيمة موجودات الشركة 10 مليارات دولار وصاحبة تجربة (حفر بأعماق تفوق 1500 متر) إضافة إلى اشتراط بلوغ قيمة موجودات الشركتين الشريكتين للشركة المشغلة 500 مليون دولار (كونسورسيوم من 3 شركات وفق القانون: شركة مشغلة وشركتان شريكتان).وتستعد وزارة الطاقة لإطلاق المناقصة العالمية قريبا فى ظل قاعدة معلومات تفيد وفق التخمينات الأولية، بأن المخزون حيال الساحل الجنوبى للبنان تقدّر بنحو 25 تريليون قدم مكعّب من الغاز الطبيعى، وهى تفوق ما اكتُشف فى سوريا وقبرص معا، علما أن المسوحات الزلزالية الثلاثية الأبعاد تبين احتمال وجود نفط سائل، ورغم عدم إنجاز استكشاف قعر المياه الشمالية.
وكشف الوزير جبران باسيل عن فرص جيدة وكبيرة بوجود موارد نفطية قد تفوق ما استكشف جنوبا، وللمقارنة فقط، تتجاوز الكميات الموجودة فى روسيا 120 تريليون قدم مكعب، وفق الأستاذ الزائر فى جامعة quot;كمبردجquot; البريطانية الدكتور يسار ناصر.ويدعو الخبير فى علم الطاقة وسياسة المرافق العامة جورج ساسين إلى مقاربة هذا التفاؤل بقليل من الحذر، مؤكدا ضرورة أن يعى اللبنانيون والسياسيون أن الكميات quot;لن تصبح مؤكدة إلا بعد إطلاق عملية الاستكشاف والتنقيب فخلافا للتوقعات، فوجئت إسرائيل فى عمليات التنقيب، بفجوات قاحلة قبل استكشافها النفط والغاز
- آخر تحديث :
التعليقات