نيقوسيا: قال محللون ان قرار الاتحاد الاوروبي غير المسبوق بفرض رسم على كل الودائع المصرفية مقابل منح قبرص خطة انقاذ، يمكن ان يعرض للخطر كل اقتصاد الجزيرة التي تعد مركزا ماليا مهما.
وقالت المحللة الاقتصادية الخبيرة في الشؤون القبرصية فيونا مولن لوكالة فرانس برس ان quot;الاضرار قد تدوم على الامد الطويلquot;.
واضافت ان quot;الخدمات المالية والتجارية هي القطاعات الوحيدة التي تسمح بخلق وظائف وتحقيق عائدات ضريبية، وهي تتعرض حاليا لعقوبة مزدوجة تتمثل بزيادة الضريبة على الشركات وفرض رسوم على الودائعquot;.
وطلب المانحون من نيقوسيا فرض رسم استثنائي نسبته 6,75 بالمئة على كل الودائع المصرفية التي تقل عن مئة الف يورو، و9,9 بالمئة على المبالغ الاكبر، وكذلك خفض الفوائد على هذه الودائع.
وسيطبق هذا الاجراء الذي يفترض ان يؤمن 5,8 مليارات يورو على كل المقيمين في الجزيرة.
واضطرت الحكومة في مفاوضاتها مع الاتحاد الاوروبي والمصرف المركزي الاوروبي وصندوق النقد الدولي لتجاوز خط احمر آخر وقبول زيادة الضرائب على الشركات لتصل الى 12,5 بالمئة، مقابل عشرة بالمئة من قبل.
والموجودات المصرفية اكبر ثماني مرات من اجمالي الناتج الداخلي للجزيرة حيث اقامت عدة شركات اوف-شور مقار لها مستفيدة من الرسوم المفروضة عليها التي تعد الافضل في الاتحاد الاوروبي.
وقال نائب رئيس معهد خبراء لمحاسبة العامة ماريوس سكانداليس quot;هناك خطر كبير جدا بانهاء وضع قبرص كمركز مالي قوي وجدير بالثقةquot;.
واضاف ان quot;الاجراءين (فرض الرسوم على الودائع وزيادة الضرائب على الشركات) يؤثران على قطاع كبير في الاقتصاد القبرصي وسيكون لهذا تأثير سلبي على اجمالي الناتج الداخليquot;.
واكد ان quot;مصدرا رئيسيا للعائدات للاقتصاد القبرصيquot; اصبح مهددا بذلك.
وبعد الاعلان عن خطة الانقاذ التي تم التوصل اليها فجر السبت عشية عطلة نهاية اسبوع طويلة، حاول عدد كبير من المودعين القلقين سحب اموال لخفض المبلغ الذي سيقتطع من حساباتهم.
وقال هوبرت فاوستمان المحلل السياسي الالماني الذي يقيم في قبرص ان فرض رسم على الودائع quot;تجربةquot; آثارها quot;لا يمكن التكهن بهاquot;.
واضاف ان quot;الاقتصاديين لا يعرفون كيف يمكن ان يتصرف المستثمرونquot; وما سيحدث عندما تفتح المصارف ابوابها من جديد الثلاثاء.
وتابع ان quot;الذين يستفيدون من وضع الجزيرة كملاذ ضريبي والذين يمتلكون اموالا تم غسلها سيدفعون حصتهم وهذا يفترض ان يرضي الرأي العام الالماني، لكن هذه الاجراءات تؤثر على كل السكان ويمكن ان تقتل اقتصاد الجزيرةquot;.
وقال الخبير الاقتصادي جورج تيوخاريدس ردا على سؤال لمحطة التلفزيون سيغما تي في ان الرسم الاستثنائي يمكن ان يدر مبلغا قد يصل الى عشرين مليار يورو، بينما تعول مجموعة اليورو على 5,8 مليارات يورو.
واضاف quot;يبدو ان كل الودائع ستتأثر وكل حساب في كل مصرف سيتم اقتطاع مبلغ منهquot;.
وتابع ان quot;النتائج لن تكون سيئة لقبرص وحدها بل لدول اخرى في منطقة اليوروquot;.
وقال فاوستمان ان موقعي الاتفاق اطلقوا كل الشرور. واضاف quot;لقد اوجدوا سابقة يمكن ان تؤدي الى نتائج بالتسلسل: تصوروا ما سيحدث اذا قرر المستثمرون في دول اوروبية اخرى تستفيد من خطة انقاذ سحب اموالهمquot; خوفا من اجراء مماثل.
لكنه رأى ان النواب القبارصة وعلى الرغم من معارضة الشيوعيين الذين يشغلون 19 مقعدا في البرلمان من اصل 56، مضطرون للمصادقة على خطة الانقاذ لان quot;البديل الوحيد سيكون الافلاسquot;.
وتابع quot;على حد علمي، انهم لا يستطيعون تعديل النص لذلك سيكون التصويت مع الخطة او ضدها والتصويت ضدها يعني الافلاسquot;.