تجمع مئات المستثمرين والعملاء من جنسيات مختلفة أمام بوابة شركة quot;إعمارquot; في دبي لشراء فيلّات في مشروع quot;فلل ميرةquot;، بأسلوب فوضوي لم نشهده قبل في الامارة.


محمود العوضي من دبي: المشهد الذي وقع كان أشبه بمصارعة الثيران أو بمهرجان بامبلونا الإسباني الشهير، الذي يشارك فيه آلاف المغامرين في الركض أمام الثيران في شوارع مدينة بامبلونا في شمال أسبانيا، وتوقع فيه الثيران إصابات خطيرة بين المغامرين الذين يركضون في الشوارع أمامها.

القصة بدأت عندما اصطف العملاء في طابور طويل أمام مقر شركة إعمار، والطابور كان يضم مئات من الجنسيات المختلفة المقيمة داخل الدولة من رجال ونساء، مواطنين وأجانب. وفجأة دارت معركة حامية بين شخصين، أحدهما مواطن، والآخر وافد، بعدما حاول أحدهم الدخول في الطابور قبل الآخر، شملت الضرب بالأيدي واللكمات وغيرها، ثم عمّت الفوضى المكان، واختلط الحابل بالنابل، وحاول البعض فضّ دائرة الاشتباك بين الطرفين، كما حاول البعض الآخر حماية من معه من النساء من التعرّض للأذى نتيجة الفوضى العارمة التي شهدها المكان.

بعد انتهاء تلك المشادة الساخنة، قال مواطنون إماراتيون لـquot;إيلافquot; إنهم ذهبوا إلى شركة quot;إعمارquot; لشراء فلل في quot;مشروع فلل ميرةquot;، ولكنهم وجدوا طابورًا طويلًا، يضم المئات من الأشخاص، في انتظار دورهم لشراء أو استئجار شقق وفيلّات في المشروع، لافتين إلى أن الطوابير كانت مختلطة بين الرجال والنساء، وليس فيها أي نظام يذكر، كما كانت غالبية الحضور من الجنسية الهندية، وهدفها هو استئجار العديد من الوحدات في ذلك المشروع.

رأسمالية متوحشة
وقال مستثمر إماراتي كان متواجدًا ضمن هذا المهرجان لـquot;إيلافquot; إن quot;هناك مثلًا إماراتيًا يقول quot;إذا رفسك الحمار لا ترفسهquot;، ولذلك فلن يقبل الإماراتيون والخليجيون المصونون والمعززون بأن يقفوا في طوابير الشركات، ليروا مثل تلك المشاهد الغوغائية من أجل شراء فلة أو شقة، كما إنه لن تذهب أي عائلة إماراتية أو خليجية لمثل تلك المواقع، في ظل غياب التنظيم ووجود تلك المشاهدquot;.

وأضاف أن quot;هناك لافتة كبيرة موجودة في قلب شركة إعمار بوليفارد كُتبت عليها عبارة (هذه هي الرأسمالية المتوحشة التي تحول كل شيء إلى بضائع)quot;.

وحمّل المواطنون مسؤولية الشجار الحاد، الذي حدث اليوم، إلى شركة إعمار، قائلين إن quot;إعمار نجحت في بناء مشاريع عملاقة وتسويقها بصورة ممتازة، ولكنها فشلت في تنظيم البيع والطوابير، التي يستحوذ عليها الهنود.. فحتى الآن يصعب على المواطن الإماراتي في دبي شراء فيلا من إعمار، في ظل تلك الطوابير الكبيرة المرهقةquot;.

وأضافوا أن المواطن الإماراتي ليست لديه مشكلة في أن يعيش مع العديد من الجنسيات الأخرى، وأن يتعايش معها، ولكن يجب على إعمار وغيرها من الشركات أن تقدم ميزة نسبية للمواطن ابن البلد، أي لا بد من أن تعمل إعمار وغيرها على إيجاد آلية مناسبة، تمكن المواطنين من شراء ما يرغبون فيه من المشاريع، وأن تكون لهم الأفضلية في تملكها. وتابعوا أنه عندما تطرح أي شركة وحدات للبيع أو الإيجار فعليها أن تقوم بتنظيم يوم للمواطنين ويوم للوافدين وآخر للسيدات على أقل تقدير.

quot;بوليفارد الشيخ محمد بن راشدquot;
وكانت إعمار قد أعلنت عن إطلاق اسم quot;بوليفارد الشيخ محمد بن راشدquot; على quot;إعمار بوليفاردquot;، التي تعتبر الوجهة الأكثر استقطاباً للزوار في العالم quot;وسط مدينة دبيquot;، تقديراً للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وتوجيهاته في ترسيخ مكانة دبي كمدينة عالمية تتبوأ الصدارة في شتى المجالات.

في إطار هذا الزخم التنموي الطموح أصبح quot;وسط مدينة دبيquot; - أرقى كيلومتر مربع في العالم - أحد أشهر وجهات سياحة الحياة العصرية الراقية، بعدما استقطب نحو 60 مليون زائر، متفوقاً على نظرائه على المستوى العالمي، ليستحق بجدارة لقب quot;قلب العالم الحاضرquot;.

ويعتبر المشروع مجمعاً عصرياً متكاملاً، يمثل بيئة نموذجية للسكن والعمل والترفيه، وتنتشر في رحابه نخبة من أبرز معالم المدينة مثل quot;برج خليفةquot; وquot;دبي مولquot;، إضافة إلى مشروع quot;متحف دبي للفن الحديث ودار الأوبراquot;، الذي يجري العمل عليه حاليًا، وتم تصميم جميع أجزاء المشروع من قبل ألمع المهندسين والمعماريين في العالم.

العبار سر النجاح
لقد نجح محمد العبار رئيس مجلس إدارة شركة إعمار العقارية وجيشه في إنجاح الشركة منذ تأسيسها في عام 1997 في دبي.
وتعتبر إعمار من أكبر الشركات العقارية عبر العالم من حيث الإيرادات والقيمة السوقية وأسرعها نموًا.

عرفت الشركة بمشاريعها الضخمة في العديد من الدول. وهي مدرجة منذ سنة 2000 في سوق دبي المالية، وسهمها يعتبر من الأسهم القيادية. بلغت إيراداتها سنة 2005 نحو 2.276 مليون دولار، وأرباحها 1.287 مليون دولار، ولها أصول بلغت 8.767 ملايين دولار. وأكبر المساهمين فيها حكومة دبي بحوالي 32% من الأسهم.