واشنطن: توصلت واشنطن ونيودلهي الى حل خلافاتهما حول المساعدات الزراعية الهندية، في خطوة حاسمة الى الامام تمهيدا لتطبيق اتفاق تجاري تاريخي في منظمة التجارة العالمية ابرم في بالي في كانون الاول/ديسمبر 2013.وفي تموز/يوليو، تمكنت نيودلهي من تقويض اتفاق لتسهيل المبادلات يرمي الى خفض الحواجز الجمركية، مطالبة بالاسراع في احراز تقدم في مجال اعفاء احتياطيها الغذائي من عقوبات ممكنة من جانب منظمة التجارة العالمية.&ويعد تشكيل احتياطات غذائية مدعومة لصالح الفقراء مخالفة لقوانين منظمة التجارة العالمية.

وسيسمح حل الخلاف بين البلدين، برايهما، بتطبيق اتفاق تسهيل المبادلات، وهو الاجراء الاساسي في النص الذي ابرم في بالي في كانون الاول/ديسمبر 2013 اثناء المؤتمر الوزاري الاخير للدول ال160 الاعضاء في منظمة التجارة العالمية.والخميس، اتفقت الولايات المتحدة والهند على ان منظمة التجارة العالمية لن تمس بامن البرامج الغذائية الهندية "الى ان يتم التوصل الى حل دائم حول هذا الموضوع وتبنيه"، كما اوضح البيان الاميركي.واعتبر البيت الابيض ان هذا الاتفاق "سيفتح الطريق امام احراز تقدم تمهيدا للتطبيق الفوري والتام لاتفاق تسهيل المبادلات الذي سيخفض تكاليف المبادلات في الدول المتقدمة والنامية".
&
واعربت الهند من جهتها عن "سرورها الكبير" لان الدولتين "توصلتا الى حل خلافهما حول مسالة المخزونات العامة بهدف ضمان الامن الغذائي".وفي بيان، اعتبرت وزيرة التجارة الهندية نيرمالا سيثارامان ان "ذلك يضع حدا للمأزق في منظمة التجارة العالمية ويفتح الطريق امام اتفاق تسهيل المبادلات".واضافت ان "المجلس العام لمنظمة التجارة العالمية سيتسلم اقتراح الهند الذي سيحظى بدعم الولايات المتحدة". وقالت ايضا "نحن على ثقة في ان الموضوع سيبحث بطريقة بناءة في اطار منظمة التجارة العالمية".واليوم الخميس رحب المدير العام لمنظمة التجارة العالمية روبرتو ازيفيدو بالاتفاق بين الولايات المتحدة والهند حول المساعدات الزراعية، في بيان نشرته المنظمة.
&
وقال بيان منظمة التجارة العالمية ان المدير العام "اشاد بالاتفاق بين الهند والولايات المتحدة حول المسائل الرئيسية في مؤتمر بالي".وقالت المنظمة الخميس ان "الاتفاق بين الهند والولايات المتحدة يوفر اساسا للمدير العام لتكثيف مشاوراته مع الدول الاعضاء الاخرى" للخروج من المأزق الحالي.وكان ازيفيدو يحاول منذ اسابيع عدة انقاذ اتفاق تسهيل المبادلات الذي سيعمل برايه على تبسيط الاجراءات الجمركية ويجمع مليارات الدولارات من التوفير والمكاسب المتبادلة كل سنة.واقر الاسبوع الماضي بان العرقلة بشان المخزونات الغذائية "ادت الى شلل في المفاوضات المتعددة الاطراف داخل المنظمة"، معتبرا ان الامر يتعلق "باخطر ازمة تشهدها منظمة التجارة العالمية" منذ انشائها.
&
وبحث رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي هذه المسالة مع الرئيس الاميركي باراك اوباما اثناء زيارته الى واشنطن في ايلول/سبتمبر، ما اعاد احياء الامال بتتسجيل اختراق.وكانت بعض الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة تخشى ان تنتهي الاحتياطات الغذائية في نهاية المطاف في الاسواق ما يشكل انحرافا لقواعد التجارة.&وكانت الدول ال160 الاعضاء في منظمة التجارة العالمية بما فيها الهند، وافقت كلها على تطبيق اتفاق تسهيل المبادلات الذي يعتبر اهم اتفاق عالمي لتحرير التجارة في السنوات العشرين الماضية، وذلك اثناء مؤتمر وزاري في بالي في كانون الاول/ديسمبر 2013.&واعلنت الهند في ذلك الوقت انها تريد التفاوض على الفور بشان بند يتعلق بسيادتها الغذائية لا ان تنتظر العام 2017 كما تقرر في بالي.
&
وتعتبر ان تشكيل مخزونات غذائية امر اساسي لتضمن للفقراء والمستهلكين امكانية الاستمرار في بيئة تجارية عالمية لا ترحم.وقالت الوزيرة سيثارامان الخميس ان "عدة دول اقرت باهمية ما كنا نطلبه". واضافت ان "الهند لم تكن وحيدة ولا منعزلة. بكل بساطة لم يكن الاخرون يعبرون عن ارائهم بصورة علنية".واعلن الممثل الاميركي للتجارة مايكل فرومان انه ينتظر بفارغ الصبر للعمل مع اعضاء منظمة التجارة العالمية "لبلوغ الاجماع على تطبيق سلة بالي وبينها اتفاق تسهيل المبادلات".وكان يفترض ان يتم اعتماد البروتوكول حول تسهيل التجارة في 31 تموز/يوليو ليدخل اتفاق تسهيل المبادلات حيز التطبيق في منتصف 2015.