يصل إلى طهران الجمعة مندوبون من الوكالة الدولية للطاقة، بينما تحدثت تقارير عن سباق غربي محموم للاستثمارات في إيران.


أعلن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي بأن مندوبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيصلون إلى طهران، الجمعة، لإجراء مباحثات مع الجانب الإيراني. ونقلت وكالة أنباء (فارس) عن كمالوندي قوله إن المحادثات مع الفريق الدولي ستبدأ السبت ليوم أو يومين، وسيشارك فيها مساعد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية ترو واريورانتة.

وقال كمالوندي إن موضوعات البحث الأساسية في المحادثات ستكون دراسة الاتفاق، الذي توصلت إليه إيران والوكالة الذرية والمتضمن 6 بنود، وكذلك أسلوب مواصلة التعاون.

في ما يتعلق بإجراء التغيير في تصاميم مفاعل الماء الثقيل في أراك، والذي من الممكن أن يتم لتبديد هواجس الطرف الغربي، قال كماوندي: إننا نرى بأن هواجس الطرف الغربي مصطنعة، لكننا قلنا دومًا إنه لو كانت لديهم هواجس، فبالإمكان القيام ببعض الأعمال من الناحية الفنية لتبديدها.

وأوضح المسؤول الإيراني أنه ما دام لم يتم التشكيك بأساس الموضوع، وكانوا يسعون إلى تبديد الهواجس، فإن هنالك من الناحية الفنية طريقًا لتبديدها، ولكن كيف يتم هذا الأمر، فهو قضية فنية، وعندما يتم فتحه تتبلور استنتاجات خاطئة، ومن الممكن حتى أن يسيء الطرف الآخر استغلال القضية.

استثمار غربي
إلى ذلك، احتلت علاقة إيران بالغرب حيزًا كبيرًا، وعلى صفحة كاملة، تكشف صحيفة quot;أندبندنتquot; اللندنية، في تقرير كتبه كيم سينغوبتا، عن سباق غربي محموم لانتهاز فرص الاستثمار في إيران. ويقول التقرير، وعنوانه quot;الهرولة إلى إيران على أشدها رغم إدعاءات أميركاquot;، إنه مع تخفيف العقوبات بعد اتفاق جنيف النووي الموقت، فإن الهجوم التجاري الغربي، على الجمهورية الإسلامية، ماضٍ في طريقه.

ويضيف أن كبريات الشركات العالمية تتجه صوب إيران لكسب عقود الأعمال فيها. ويضرب التقرير مثالًا بالعلاقات التركية الإيرانية، قائلًا إن مسؤولي البلدين يتوقعون ارتفاع حجم التجارة البينية من 22 مليار دولار في العام الماضي إلى 30 مليار دولار في عام 2014.

وتقارن الصحيفة بين هذا الوضع وبين تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري، التي قال فيها إن إيران ليست مفتوحة للأعمال والتجارة بعد اتفاق جنيف. ووصفت الصحيفة هذه التصريحات بأنها قصف مدفعي ثقيل استهدف توجيه رسالة تفيد بأن تخفيف العقوبات عن إيران، بعد اتفاق جنيف، لن يؤدي إلى ازدحام المستثمرين الأجانب المقبلين على إيران سعيًا إلى الفرص.

يوضح التقرير أن الرئيس الإيراني حسن روحاني استغل منتدى دافوس quot;ليشنّ هجومًا تجاريًاquot; مستغلًا اتفاق جنيف، مشيرًا إلى أنه على هامش المنتدى، التقى وزير النفط الإيراني بيغان زنكنه مع مسؤولين تنفيذيين من مؤسستي شيفرون وشيل، ومن المقرر عقد مؤتمر في لندن هذا العام حول فرص الاستثمار في إيران في قطاعي النفط والغاز، وسوف يحضره مسؤولون تنفيذيون كانوا قد سمعوا تحذيرات أميركية من مخاطر الاستثمار في إيران.

صورة مختلفة
غير أن صحيفة فاينانشال تايمز ترسم صورة مختلفة، قاتمة، للوضع الاقتصادي في إيران في ظل اتفاق جنيف واحتمالات التوصل إلى اتفاق نهائي مع الغرب، ينهي خلاف إيران مع الغرب بشأن طبيعة برنامجها النووي. وفي تقرير بعنوان: quot;النفط والغاز الإيرانيان في أزمة مع اشتداد برد الشتاءquot;، تقول نجمه بزرگمهر إن إيران الغنية بالنفط والغاز ترشد استخدام الغاز بعدما بدأ الثلج يكسو معظم أنحاء البلاد.

يقول التقرير إن حوالى 2000 محطة للغاز الطبيعي المسال توقفت في إيران حتى يوم الأربعاء الماضي، وتوقف الضخ إلى بعض القطاعات الصناعية ومحطات توليد الكهرباء، حتى يمكن توفير الغاز للمنازل، خاصة في المناطق الشمالية، التي تواجه أقسى موجة ثلوج خلال الـ 60 عامًا الأخيرة.

وتؤكد الكاتبة أن العقوبات المفروضة على إيران منذ سنوات هي أحد أسباب هذا الوضع السيء. وحسب الكاتبة، فإنه لا يبدو أن الوضع سوف يتحسن بالدرجة المأمولة إلا بعد التوصل إلى اتفاق نهائي بين إيران والقوى الكبرى.

ويختم تقرير الصحيفة البريطانية قائلًا: quot;فتخفيف العقوبات، إثر بدء تنفيذ اتفاق جنيف الموقت، شمل قطاعات مثل البتروكيميائيات وإنتاج السيارات، كما جرى الإفراج عن 4.2 مليارات دولار من أموال إيران المجمدة في الخارجquot;. وتنقل عن محللين توقعهم بأن قطاع الغاز والنفط يحتاج استثمارات بقيمة نحو 230 مليار دولار خلال السنوات الأربع المقبلة.