أكد وزير النفط ووزير الدولة لشؤون مجلس الامة بدولة الكويت الدكتور علي العمير أن ضعف أسعار النفط لن يؤثر على المضي قدما في تطوير المشاريع التنموية الرأسمالية النفطية ذات الأهمية الاستراتيجية.

وقال العمير في كلمة خلال افتتاح مؤتمر ومعرض الكويت الثاني للنفط والغاز 2015 &في الليلة الماضية برعاية وحضور سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء الكويتي إن هذه المشروعات تشمل التنقيب عن النفط والغاز وتكرير وتوزيع النفط الخام.

وأضاف أن هذه المشاريع ستعزز الأداء البيئي والسلامة في المصافي وتوفير فرص عمل جديدة ودعم النمو الاقتصادي في الكويت مشيرا إلى أن التوقعات الطويلة الاجل لمنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) تشير الى أن الطلب على الطاقة سيزداد بنسبة 50 في المئة بحلول عام 2040.

وأوضح أن الوقود الاحفوري يحافظ على كونه المصدر الرئيسي في أمن الطاقة المستقبلي مبينا ان أغلب الزيادة في الطلب ستأتي من البلدان النامية كما تسجل مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة تناميا ملحوظا يسبق أنواع الطاقة الأخرى.

وبين العمير ان أسعار النفط بلغت أدنى مستوياتها منذ أوائل عام 2009 بسبب المخاوف من الوفرة النفطية مقابل ضعف الطلب على النفط نسبيا مشيرا إلى أن ضعف الأسعار زاد الشكوك حول أداء الاقتصاد في شرق آسيا وما تبع ذلك من انخفاض في البورصات العالمية.

وأكد حرص صناعة النفط والغاز العالمية في ظل هذه الأجواء على التكيف والتعايش مع انخفاض أسعار النفط والمنافسة الكبيرة من مصادر الطاقة الأخرى موضحا أن قرار (أوبك) إبقاء سقف الانتاج عند 30 مليون برميل يوميا في 27 نوفمبر 2014 والتأكيد عليه في اجتماعها الأخير خلال شهر يونيو 2015 يوفر الحل الأمثل لإعادة توازن الأسواق ودعم الأسعار.

وشدد العمير على أن مؤسسة البترول الكويتي تحرص على استكشاف وتطوير وانتاج النفط والغاز لتطوير موظفيها والوفاء بالتزاماتها تجاه زبائنها في مختلف الاسواق مبينا انه تم إطلاق عدة مبادرات تستهدف دعم الشراكات لدعم الاقتصاد المحلي الكويتي وتطوير دور القطاع الخاص ليصبح شريكا فعالا في التنمية.

وذكر أن الشراكة تتم بين الشركات النفطية والجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص المحلي من خلال التعاون لتطوير آلية تشجع وتيسر نقل المعرفة والتقنيات الحديثة بالاستفادة من العلاقات التي تربط المؤسسة مع الشركات العالمية والخدماتية لتطوير القدرات الفنية للقطاعات الخاصة المحلية.

ومن جانبه أكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية نزار العدساني في كلمة مماثلة عزم المؤسسة تسخير كل الموارد المتاحة ليكون 2020 عام تحقيق وانجاز للمشاريع التنموية النفطية.

وقال العدساني إن الكويت تنتج حوالي ثلاثة ملايين برميل يوميا من النفط الخام حاليا وأنه بحلول عام 2020 ستكون قادرة على انتاج اربعة ملايين برميل يوميا عبر زيادة عدد أبراج ومنصات الحفر من 95 حاليا الى 140 في بداية 2017 وصولا الى حفر 2000 بئر بحلول عام 2020.

واضاف ان المؤسسة لديها مشاريع مهمة ستساهم في زيادة القدرة الانتاجية للكويت منها بناء اربعة مراكز تجميع ومركزين لتعزيز الغاز الطبيعي وتطوير انتاج النفط الثقيل وتطوير انتاج الغاز الطبيعي الحر وهو أمر حاسم لتلبية احتياجات البلاد من الطاقة.

واشار الى انه تم تشغيل وحدة اسالة الغاز الرابعة وتمت ترسية إتمام وحدة اسالة الغاز الخامسة موضحا أنه على صعيد طاقة التكرير والبتروكيماويات سيتم البدء ببناء مصفاة الزور الجديدة بطاقة 615 ألف برميل يوميا والتي تزويد محطات توليد الكهرباء بكميات زيت الوقود ذو المحتوى الكبريتي المنخفض.

وذكر أنه تم بدء العمل في تنفيذ مشروع الوقود البيئي الذي يهدف الى تأمين منتجات كويتية نظيفة تتماشى مع أنماط الطلب العالمي في الأسواق وتحافظ على أسوقنا وتأمين أسواق جديدة بنهاية عام 2018.

وقال العدساني إن العمل يجري لتقديم دراسة تفصيلية للجدوى الاقتصادية لمشروع الأوليفينات الثالث والعطريات الثاني وتحقيق التكامل مع مصفاة الزور بقصد التوسع في نشاط البتروكيماويات داخل دولة الكويت.

واوضح انه تم تخصيص 32 مليار دينار كويتي للمشاريع التنموية للخطة الخمسية سواء داخل او خارج الكويت منها 15 مليار دينار كويتي تمثل مشاريع استراتيجية تنموية تمت ترستيها وأنه تم إنفاق 4 مليار دينار خلال السنة المالية 2014 – 2015 ومليارين حتى الان في السنة المالية 2015 – 2016.

واكد مضي المؤسسة في تنفيذ المشاريع التي تعود على صناعة النفط الكويتية بالفائدة وتسهم في تنامي الاقتصاد الكويتي على أسس متينة الى جانب سعي المؤسسة الى تعزيز دور القطاع الخاص وتنويع مصادر الدخل.

وذكر ان المؤسسة تقوم كذلك بالتنسيق مع الأطراف المعنية في الكويت وخارجها لضمان أن تسهم مصادر الطاقة المتجددة في انتاج 15 في المئة من مجموع الطلب على الكهرباء وذلك تماشيا مع توجيهات سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح.

ومن جهتها قالت نائب الرئيس للعمليات في الشركة الكويتية للاستكشافات البترولية الخارجية (كوفبيك) حسنية هاشم إن الكويت تستضيف للمرة الثانية معرضا ومؤتمرا بهذا الحجم يغطي مختلف أنشطة صناعة النفط والغاز موضحة ان المعرض سيعقد على هامش المؤتمر.

واضافت هاشم التي ترأس اللجنة العليا لاعداد برنامج المعرض أن المؤتمر في كل دوراته يشكل معلما جديدا "يشعرنا بالفخر الشديد ويشكل إطارا للتواصل حول إنجازاتنا ونجاحنا في أجواء التحديات التي تواجه صناعتنا النفطية".

وذكرت ان المؤتمر يستضيف أكثر من 1300 مشاركا من أكثر من 30 دولة ليكونوا جزء من هذا الحدث ويستفيدوا من أحدث المستجدات التقنية مشيرة الى ان اوراق العمل وصلت الى 382 ورقة علمية من 126 شركة "وهذه الأرقام المرتفعة تعد مقياسا لمدى الاهتمام الذي أثاره هذا المؤتمر والمعرض في الكويت والمنطقة والعالم".