طلال جاسر: أكدت منظمة العمل الدولية اليوم ان معدلات البطالة في العالم لا تزال مرتفعة رغم تحسن مستوى التعليم بين العمال بشكل ملحوظ في السنوات الاخيرة.

وأوضح التقرير الصادر عن المنظمة بعنوان (مؤشرات سوق العمل) ان "64 دولة فقط حرصت على تسجيل بيانات حول تحسين المستوى التعليمي لعمالها خلال ال15 سنة الماضية حيث لوحظت زيادة واضحة في هذا التوجه في كل من كندا وروسيا ولوكسمبورغ".

واشار الى ان هذا التوجه يثير نوعا من الاحباط بين العمال الذين حرصوا على استكمال مسيرتهم التعليمية ثم لم يوفقوا في الحصول على فرصة عمل مناسبة لاسيما في الدول ذات الدخل المتوسط.

وعزت مسؤولة قسم الاحصاء بالمنظمة روزينا غامارانو في التقرير ذاته هذا التوجه الى وجود فجوة بين توجهات العمال في تحسين مستوياتهم العلمية والفرص المتاحة لهم في سوق العمل ما ينعكس سلبا على معدلات النمو الاقتصادي والتنمية.

وأوضح التقرير ان نسبة الشباب غير المنضمين الى برامج تحسين المستوى التعليمي والمهارات والكفاءات المهنية ارتفعت في كل الدول ذات الاقتصادات المتقدمة حيث توجد نسبة مرتفعة منهم في كل من ايطاليا واسبانيا واليونان وايرلندا وقبرص.

ولفت الى ان الشباب في دول مثل بلغاريا ذات الدخل المتوسط او كمبوديا ذات الدخل المنخفض اهتموا بالانضمام الى فرص اعادة تأهيل او تطوير مستواهم التعليمي.

من جهته رحب رئيس قسم التحليل والرصد في المنظمة ستيفين كابسوس باهتمام العمال بتحسين مستواهم العلمي بعد الدراسة ما سيساهم تلقائيا في تحسين كفاءة العمال وادائهم وتطوير مجالات العمل.

وشدد على ضرورة تحسين المستوى التعليمي للعمال لتحسين الاقتصادات الوطنية والاقليمية والدولية حيث تعد الطاقة الانتاجية للعامل في الدول المتقدمة اقتصاديا اعلى 62 مرة من الدول النامية وتعادل عشرة اضعاف الطاقة الانتاجية في الدول متوسطة الدخل.

ووفقا للتقرير تمكنت الدول متوسطة الدخل من تحقيق نمو اقتصادي جيد خلال السنوات ال15 الماضية مكنتها من تحسين فرص العمل حتى اصبحت تستقطب نسبة 72 في المئة من الايادي العاملة في العالم.

وتعول منظمة العمل الدولية على هذه النتائج لتقليل معدلات البطالة وتحسين القدرات الانتاجية للعمال بما يتواجب مع مسار اجندة التنمية المستدامة لعام 2030 التي اعتمدتها الامم المتحدة.