عشية عيدي الميلاد ورأس السنة كيف تبدو أسواق بيروت، وهل صحيح أن نسبة المتفرجين في الأسواق تفوق بكثير نسبة المشترين، وكيف أثرت الأوضاع الأمنية على نسبة الشراء في أسواق بيروت؟.

ريما زهار من بيروت: على مشارف عيدي الميلاد ورأس السنة في لبنان، يتحدث البعض عن أزمة شراء وتبضع لدى اللبنانيين في أسواق بيروت، ويشيرون إلى "الحركة" الكثيفة في أسواق بيروت من دون "بركة"، وإلى أن الموسم لم يكن كما يجب، فما مدى حقيقة ذلك، وهل صحيح أن الأسواق تشهد ازدحامًا من دون النية أو القدرة الحقيقية على الشراء خلال الأعياد؟، وكيف ساهم الوضع الأمني الملتهب إقليميًا في التأثير على حركة الشراء في بيروت خلال عيدي الميلاد ورأس السنة، وهل صحيح أن لبنان تأثر مباشرة بالأحداث المحيطة به أمنيًا؟.
&
في مار الياس
رئيس جمعية تجار مار الياس عدنان فاكهاني يؤكد لـ"إيلاف" أن الحركة التجارية أفضل من الأعوام الماضية كحركة ناس في الأسواق، لكن نسبة الشراء لم تتحسن، والمميز في مار الياس أنه من الشوارع الرئيسة في بيروت، وأصبح معروفًا لناحية الجو العربي.&
&
ويضيف :"نقوم بجهدنا كجمعية إن كان من خلال الزينة، إذ كنا الأوائل منذ العام 1976 حتى اليوم الذين لم تغب الزينة عن شارعنا حتى خلال الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، إضافة إلى ذلك نحن نرّكز اليوم كما في السابق على أسعارنا المدروسة، ونحن دائمًا لدينا مهرجانات واحتفالات مستمرة، وخلال عيد الميلاد سنقوم باحتفالات، وكذلك على رأس السنة تمامًا كما حصل خلال رمضان".
&
يتابع فاكهاني: "أما الأساس لدينا فهو السعر المدروس، فالزبون يعرف ذلك بالتأكيد، اليوم تشهد السوق بعض الخصومات وبعض المحال تقدم الهدايا، وتركنا الحرية للتجار، وكان الأهم أن نقدم خلال هذه المناسبة السلعة الجيدة، مع خدمة واستقبال جيدين، ومن خلال حركة السوق لاحظنا بعض المغتربين اللبنانيين الذين أتوا إلى لبنان لشراء حاجياتهم من هنا، ولم يأتوا بالهدايا من الخارج، لأنهم يريدون دفع أموالهم في لبنان، وكان هناك أشخاص لبنانيون من أستراليا، ومن كندا والخليج".
&
ويوضح: "أما لبنان فبحاجة إلى أن يبتعد عن التجاذبات السياسية وعن الأوضاع الأمنية المحيطة به في العراق وسوريا، كي تتحسن الأوضاع الاقتصادية فيه، لأن السياسة هي المرض الأساسي الذي يشلّ البلد، والاختلاف السياسي أمر ديموقراطي، لكن يجب أن يظل هذا الاختلاف ضمن مؤسسات الدولة من النواب ومجلس الوزراء، وليبعدوا الامر عن البلد واقتصاده، لأن الوضع الإقتصادي لم يعد يحتمل".
&
التنزيلات
أما متى ستبدأ مار الياس بالتنزيلات الكبيرة؟، فيقول الأمر سيتم بعد رأس السنة، ولكن اليوم هناك خصومات على بعض الألبسة، والخصومات ستجذب كذلك السياح، لأن قطاع السياحة في لبنان يجب أن يستمر 12 شهرًا في العام، لأننا الدولة العربية الوحيدة التي تملك منتجعات تزلج طبيعية، وهو أمر يميزنا، والعرب يحبون المجىء إلى لبنان، ولكن يجب تهيئة الأجواء من أمن واستقرار إضافة إلى أنه كل يوم هناك فرص تضيع منا، ويجب إعادة الاستثمارات إلى البلد، ورغم المشاكل التي جرت ومشكلة النفايات، كان يجب أن يكون لدينا تدفق أموال إلى لبنان، لأن الجميع لديه ثقة بالقطاع المصرفي اللبناني.
&
في الحدث
رئيس جمعية تجار الحدث أنطوان عبود تحدث بدوره لـ"إيلاف"، وأكد أن الحركة جيدة، لكنها ليست كما يجب بالنسبة إلى الشراء، لأن إمكانيات الناس المادية متضائلة، وما يشجّع الوضع الجيد في الأسواق هو انخفاض أسعار النفط، وكذلك التجار قاموا بتنزيلات خصوصًا في قطاع الألبسة، كل ذلك ساعد على تحريك السوق، وأكثر ما بيع في منطقة الحدث ثياب الأطفال، لأنه "عيد للأطفال" وكذلك الألبسة النسائية تحرّك سوقها.
&