"رؤية 2020" الهادفة لجعل المغرب ضمن أفضل 20 وجهة سياحية في العالم قد تكون صعبة التحقيق على أرض الواقع، والسبب في ذلك الوضعية غير المطمئنة التي يعيشها القطاع السياحي في بعض المدن، وأبرزها أكادير التي تراجع عدد السياح فيها بشكل كبير، منذ بداية السنة، ما أثار مخاوف المهنيين حول مستقبل القطاع في المدينة.
إغلاق فنادق
بدأت أكادير (جنوب المملكة) الاستعداد لتأمين الموسم السياحي. غير أن الاستعداد هذه السنة سيكون بوسائل منقوصة أكثر، نتيجة تعرض مؤسسات فندقية إلى الإغلاق بسبب إفلاسها، على خلفية التراجع الكبير في عدد السياح الزائرين للمدينة.
وتؤشر الأرقام المسجلة، منذ بداية 2015، إلى أن أكادير مرشحة للتوقيع على واحد من أسوأ مواسمها السياحية خلال السنة الجارية، بعد أن انضافت فنادق إلى قائمة طويلة من المؤسسات التجارية التي أغلقت أبوابها بسبب انخفاض عدد الزوار، وتفاقم حدة الركود الاقتصادي الذي تعيشه المدينة.
هذه الوضعية الصعبة التي يمر بها القطاع في أكادير دق بشأنها اللطيف عبيد، فاعل في القطاع السياحي، ناقوس الخطر، مشيراً إلى أن عدداً من المؤسسات الفندقية تعرضت للإغلاق نتيجة التراجع الكبير في عدد السياح الوافدين إلى المدينة، في الأشهر الأخيرة.
وكشف عبيد أنه، منذ كانون الثاني/ يناير الماضي، سُجل انخفاض كبير في عدد السياح الأجانب الزائرين للمدينة، مقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية، موضحاً أن هذا التراجع أثار قلق المهنيين في القطاع.
محن المهنيين
ليس تراجع عدد السياح وحده ما يؤرق المهنيين. فـ"إخراج" الحكومة أكادير من قائمة المدينة المستفيدة من دعم الدولة، ورفض الأبناء منح قروض لإنجاز مشاريع سياحية، زادا من محن المستثمرين في القطاع.
يوضح عبد اللطيف عبيد، رئيس الفيدرالية الوطنية لمقاولات البناء والأشغال في جهة سوس ماسة درعة، في تصريح لـ"إيلاف"، "الدولة مطالبة بالعمل على تقديم حوافز تشجيعية للمستثمرين في القطاع"، مبرزًا أن "رؤية 2020، الهادفة إلى جعل المغرب ضمن أفضل 20 وجهة سياحية في العالم، قد لا يكتمل تحقيقها في الواقع إلا بالنهوض بالقطاع في المدينة، التي تعتبر واحدة من أهم الواجهات السياحية للمملكة".
وذكر الفاعل السياحي أن المستثمرين في القطاع يواجهون مشاكل كبيرة في ما يخص تمويل مشاريعهم، مضيفاً أن البنوك تصنف السياحة في خانة القطاعات العالية الخطورة، ويصعب منحها القروض.
وأشار إلى أن أكادير في حاجة الى حملات دعائية كبيرة داخليًا وخارجيًا تمكن من الترويج للمدينة والجهة على قدر كبير من المهنية والانفتاح على أسواق عالمية جديدة.
السوق التقليدية
السائح الفرنسي له يد في الوضع الذي يمر به القطاع في المغرب. فتراجع عدد الوافدين من هذه السوق التقليدية، التي تعد الأولى بالنسبة للمملكة، أدى إلى انخفاض نسبة الحجوزات بشكل كبير.
وفي آخر معطيات كشفت عنها الجمعية الوطنية لوكالات السفر الفرنسية، فإن إقبال السياح الفرنسيين على الوجهة المغربية تراجع، خلال أيار/مايو الماضي، بنسبة 52 في المائة من حيث عدد المسافرين، و56 في المائة بالنسبة لحجم الأعمال.
وحسب إحصائيات رسمية، فإن الأشهر الأربعة&الأولى من السنة الجارية سجلت انخفاضًا طفيفًا بنسبة ناقص 1.5 في المائة أساسًا بالأسواق التقليدية كفرنسا وإيطاليا التي تأثرت أكثر بانخفاض نسبته ناقص 8 في المائة وناقص 7 في المائة على التوالي.&
ومقابل ذلك، سجل المغرب ارتفاعًا مهمًا على مستوى السوق الألمانية بزائد 18 في المائة، والمملكة المتحدة (زائد 16 في المائة)، وإسبانيا (زائد 2 في المائة).
&
التعليقات