يواصل الرئيس المصري زيارته إلى الصين، لحضور احتفالات النصر، وعقد لقاءات مع نظيره شي جين بينغ وكبار مسؤولي الدولة ورجال الأعمال سعياً إلى جذب استثمارات جديدة إلى بلاده، والنهوض باقتصادها. ووقع السيسي مع بينغ اتفاقيات اقتصادية، ومنح مالية، وقال إن& مؤشرات الأداء الاقتصادي في التحسن بشكل متزايد.
صبري عبد الحفيظ من القاهرة: عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، لقاءً مع نظيره الصيني شي جين بينغ، في مقر قاعة الشعب الكبرى، بحضور وفدي البلدين.
وقال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، السفير علاء يوسف، إن الرئيس الصيني أشاد بما حققته مصر من إنجازات على الصعيدين السياسي والاقتصادي خلال عام واحد فقط، فضلا عما تحقق من وحدة للصف الوطني، وتعزيز لمكانة مصر على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وأثنى بينغ على الخطوات العملية التي يتم اتخاذها على صعيد تعزيز التعاون الثنائي منذ ديسمبر 2014، خاصة في ما يتعلق بمشروعات الطاقة الإنتاجية، فضلا عن التنسيق الجاري بين البلدين في الشؤون الدولية، بما يعكس حرصهما على تعميق وتعزيز العلاقات الاستراتيجية بينهما.
من جانبه، هنأ الرئيس السيسي نظيره الصيني بمناسبة الذكرى السبعين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، منوها بأهمية مشاركة القوات المصرية للشعب الصيني في احتفالاته.
وأعرب السيسي عن تطلعه لإتمام زيارة الرئيس الصيني لمصر، بغية دفع التعاون الثنائي قدما بين البلدين في كل المجالات، وهو ما رحب به الرئيس الصيني ووعد بإتمام الزيارة.
ورحب الرئيس، خلال اللقاء، بالاستثمارات الصينية في مصر، واستعرض عددا من المشروعات التي يمكن أن يساهم فيها المستثمرون الصينيون، خاصة في المنطقة الاقتصادية الخاصة لقناة السويس، التي تم الإعلان مؤخرا عن إنشائها، والتي ستتيح مشروعات واعدة في مختلف المجالات أمام المستثمرين الصينيين للانطلاق نحو الأسواق المجاورة لمصر، سواء في المنطقة العربية أو القارة الأفريقية.
وأشار السيسي إلى أن مشروع قناة السويس الجديدة، وما سيشهده مشروع التنمية في منطقة القناة من تطوير وإنشاء 6 موانئ، ستتكامل جميعها مع مبادرة الرئيس الصيني لإعادة إحياء طريق الحرير، واستيعاب الزيادة المتوقعة في حركة الملاحة البحرية.
وأوضح الرئيس الصيني أن العام القادم يوافق الذكرى الستين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وأنه سيتم إعلانه عاما ثقافيا، ومن ثم فإنه من المنتظر أن يشهد نشاطا ثقافيا وتبادلا لزيارات الوفود الثقافية والفنية بين البلدين، الأمر الذي سيتزامن معه الدفع نحو تنفيذ العديد من المشروعات بين البلدين في مختلف المجالات.
وأعرب بينغ عن اهتمام بلاده بالفرص الاستثمارية الواعدة التي تتيحها مصر، مشيرا إلى أن الحكومة الصينية تشجع المستثمرين ورجال الأعمال الصينيين على الاستثمار والتصنيع في مصر، واستشراف مجالات جديدة للعمل والتعاون، كما أنها تشجع الشركات المصرية على المشاركة في المعارض الدولية في الصين، وبحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري.
وعلى صعيد مكافحة الإرهاب، أعرب الرئيس الصيني عن دعم بلاده الكامل للجهود المصرية المبذولة في هذا الصدد، ومساندتها القوية لمصر في مواجهة أعمال العنف والتطرف.
وفي الشأن الإقليمي، توافقت رؤى الجانبين على أهمية التوصل إلى حلول سياسية للأزمات التي تمر بها عدة دول في منطقة الشرق الأوسط، فضلا عن أهمية تدارك الأزمات الإنسانية الناجمة عن حالة عدم الاستقرار في تلك الدول.
واتفق الرئيسان المصري والصيني على أن تقارب وجهات النظر بين البلدين حيال العديد من القضايا الإقليمية والدولية، يعزز التنسيق والتعاون بينهما في الأُطر والمحافل الدولية.
وعقب انتهاء المباحثات، شهد الرئيسان التوقيع على اتفاقية إطارية للتعاون في مجال الطاقة الإنتاجية، واتفاقية بين بنك التنمية الصيني والبنك الأهلي المصري، يتم بموجبها تقديم قرض بقيمة 100 مليون دولار لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وقال الخبير في الشؤون الصينية، عماد الأزرق: "تأتي زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لبكين تلبية لدعوة من نظيره الصيني شي جين بينغ لحضور احتفالات الصين بالذكرى السبعين للحرب العالمية الثانية وانتصارها على اليابان ومن المقرر أن يحضر السيسي العرض العسكري الضخم والذي يقام بميدان السلام السماوي والذي يشارك فيه ايضا 81 جنديا من حرس الشرف المصري.
وأضاف الأزرق لـ"إيلاف" أن السيسي سيلتقي على هامش الزيارة مع رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ، وعدد من المسؤولين ورؤساء الشركات الصينية لمراجعة اتفاق الشراكة الاستراتيجية الشاملة الذي أقر في الزيارة السابقة للسيسي والاجراءات التنفيذية لتفعيلة، وكذلك التسريع من عملية التعاون الاقتصادي والاستثماري.
ولفت الأزرق إلى أن هناك 18 اتفاقية لمشروعات جاهزة للتوقيع خلال الزيارة للبدء في تنفيذها منها 14 اتفاقية عامة وأربع اتفاقيات خاصة، من المشروعات العامة إنشاء القطار المكهرب السريع بين القاهرة – العاشر من رمضان – بلبيس مارا في العاصمة الادارية الجديدة، بالإضافة إلى مشروع تطوير شبكة الكهرباء المصرية لاستيعاب مشروعات الطاقة الاضافية الجديدة، واقامة محطة لتوليد الكهرباء بعتاقة ومن المشروعات الخاصة مشروعات للفيبر جلاس والزجاج المسطح والجلود.
وأوضح أن هناك كذلك اتفاقية قرض بمبلغ 100 مليون دولار لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ومنحة بمبلغ 30 مليون دولار لهيئة الاستشعار عن بعد.
وأضاف أن الجانبين اتفقا على اقامة منطقة لوجستية صينية في منطقة قناة السويس لتجميع الصادرات الصينية قبل اعادة توزيعها إلى دول العالم المختلفة خاصة أفريقيا وأوروبا.
وفي ما يخص الأزمة السورية، قال الأزرق: يمكن للصين ومصر أن تلعبا دورا مهما في حل الأزمة السورية خاصة بالعلاقات القوية التي تربط الصين بالقيادة السورية وتنسيقها مع روسيا، فضلاً عن الاتصالات المفتوحة حالياً بين القاهرة ومختلف أطراف المشكلة السورية بما في ذلك نظام بشار الأسد، وبما لمصر من علاقات قوية مع دول الخليج خاصة السعودية والامارات تمكنها من بلورة رؤية وتحقيق اتصالات بين مختلف الاطراف للتوصل إلى تسوية سلمية للأزمة السورية وهو ما ينادي به الطرفان والمجتمع الدولي حالياً.
وعقد السيسي لقاءً مع مجموعة من رجال الأعمال ورؤساء الشركات الصينية، ودعاهم إلى الاستثمار في مصر، وقال: "مؤشرات الأداء الاقتصادي في التحسن بشكل متزايد، وهو ما تعكسه التقارير الصادرة عن أداء الاقتصاد المصري، التي تشير إلى زيادة الاستثمار الأجنبي المباشر إلى نحو 5.7 مليارات دولار، خلال الفترة من يوليو 2014 إلى مارس 2015 فقط، ووصول معدل النمو إلى 4.1% في 2014/2015.
وتابع السيسي: "ومن المتوقع أن يصل معدل النمو إلى 5.2% في العام المالي الحالي 2015/2016. كما أسفر مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري عن إبرام عقود تقدر قيمتها 63 مليار دولار، فضلا عن مذكرات تفاهم بشأن تنفيذ مشروعات تبلغ قيمتها 100 مليار دولار".
وأضاف السيسي: وأود التأكيد على ما نعول عليه من دور كبير للشركات الصينية في دفع العلاقات الاستثمارية بين مصر والصين إلى آفاق أرحب، من خلال التشاور المستمر بين الجانبين والعمل الجاد لتحقيق الأهداف المشتركة سواء بنقل أفضل التكنولوجيا تقدما إلى السوق المصرية أو توسيع نطاق تسويق منتجات المصانع والمشروعات التي تقام في مصر ليشمل التصدير لدول الجوار والسوق العالمية.
كما عقد السيسي لقاء منفرداً مع رئيسة شركة هواوي للاتصالات، وقال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية السفير علاء يوسف، إن الشركة ستنفذ عددا من المشروعات المستقبلية بمصر في مجالي الاتصالات والكهرباء، لاسيما تصنيع العدادات الكهربائية.
وأضاف أن الشركة تعد ثاني أكبر شركة في العالم بمجال الاتصالات من الناحية التقنية بعد شركة "سيمنس" الألمانية، كما تعد الأولى عالميا من حيث الإيرادات، مضيفا أن صافي إيراداتها يبلغ 46 مليار دولار، وأصبح لديها مكتب إقليمي في مصر حاليا، فضلا عن مركز بحثي، كما أنهم يدربون الشباب المصري، حيث يشارك حاليا 15 شابا بأحد البرامج الخاصة بالشركة تحت عنوان "بذور من أجل المستقبل".
التعليقات