شنغهاي: سجلت اسواق المال في العالم تراجعا كبيرا الخميس متأثرة بتدهور بورصتي الصين، الامر الذي يغذي مزيدا من الشكوك حيال اوضاع الاقتصاد العالمي. واغلقت بورصتا الصين بعيد افتتاح جلستيهما الخميس بعد انهيار جديد تجاوز السبعة بالمئة وادى الى تطبيق آلية تعليق المبادلات بشكل تلقائي.
&
ويثير هذا التوقف الثاني في اقل من اسبوع لبورصتي شنغهاي وشينزين قلق المستثمرين من حجم تباطؤ الاقتصاد الصيني الذي يشكل رئة للنمو الاقتصادي العالمي. وبعيدا عن الصين، بات المشهد الاقتصادي العالمي بأسره موضع علامات استفهام، في حين اغرقت البنوك المركزية الكبرى الاسواق.
&
ولخص سايمون سميث من شركة "فوركس برو" المختصة بسوق العملات في لندن الوضع قائلا "لدينا هوس بالصين، والعلاقات الايرانية السعودية، وكوريا الشمالية، واسعار النفط". واعتبر احد كبار المتمولين في العالم الملياردير الاميركي جورج سوروس ان ما يحدث أيقظ شبح أزمة عام 2008.
&
وقال المستثمر الشهير في تصريح له في كولومبو "تعاني الصين من مشكلة كبيرة في تصحيح اوضاعها". واضاف "يمكنني القول انها ازمة. عندما انظر الى اسواق المال ارى وضعا خطيرا يذكرني بالازمة التي شهدناها في 2008".
&
في آسيا، اغلقت بورصة طوكيو على تراجع نسبته 2,33 بالمئة وخسرت بورصة هونغ كونغ اكثر من ثلاثة بالمئة. كما تراجعت مؤشرات الاسواق الاوروبية عند الساعة 11,00 ت غ مع 2,67% في لندن و3,39% في فرانكفورت و2,53% في ميلانو و2,65% في مدريد.
&
وتدهورت اسواق منطقة الخليج ايضا. وقادت سوقا الاسهم في دبي (4 بالمئة) والرياض (3,7 بالمئة) التراجع، بعد ان فقدتا اكثر من ثلاثة بالمئة من قيمتهما مع ساعات التداول الاولى. كما تراجعت كل اسواق المال الخمس الاخرى في دول مجلس التعاون الخليجي.
&
وفقدت سوق ابو ظبي 2,3 بالمئة، وسوق الدوحة ثلاثة بالمئة، وسوق الكويت 1,7 بالمئة من قيمتها، في حين خسرت سوق عمان 0,1 بالمئة، والبحرين 0,7 بالمئة. وتراجعت مؤشرات بورصات ستوكهولم (3,77 بالمئة) واوسلو (4,09 بالمئة) وهلسنكي (4,16 بالمئة). كما انخفضت بورصة كوبنهاغن 2,49 بالمئة، رغم اعلان نتائج جيدة لقطاع الوظيفة في الدنمارك.
&
وانخفضت ايضا اسعار النفط الذي ما زال عرضه في الاسواق وفيرا، بسبب بورصة الصين، مع ان التوتر السياسي القائمة في منطقة الخليج يفترض ان يدفع بالاسعار الى الاعلى. وفي هذا الاطار، بلغ سعر النفط الخفيف (لايت سويت كرود) تسليم شباط/فبراير 33 دولارا، وهو الادنى الذي يسجل منذ سبعة اعوام.
&
وساهم قرار البنك المركزي الصيني بخفض قيمة اليوان في هز اسواق العملات ايضا. وخفضت سلطات الصين السعر المرجعي لليوان مقابل الدولار بنسبة 0,51 بالمئة، اي ادنى مستوى له منذ آذار/مارس 2011.
&
وهو ادنى مستوى ايضا منذ آب/اغسطس الماضي حسب وكالة بلومبرغ، عندما قررت بكين خفضا مفاجئا بلغ خمسة بالمئة خلال اسبوع. وتسمح السلطات الصينية بتقلب سعر اليوان مقابل الدولار بهامش 2 بالمئة للعملتين وفق معدل مرجعي يحدده المصرف المركزي الصيني.
&
وقال محللون في مجموعة "اوريل بي جي سي" المالية "في هذه الاجواء من التوتر المالي المتجدد في الصين، يرتفع سعر اليورو والين مقابل الدولار، وهذا ما يحدث في اوضاع مماثلة لان المستثمرين يسحبون السيولة من المناطق التي تواجه صعوبات".
&
وأضافوا أن "خفض سعر اليوان يغذي خفض سعر النفط الذي يغذي بدوره تراجع الاسواق".
&
مزيج خطير
&
ويسجل سعر الذهب ارتفاعا كبيرا منذ بداية العام، إذ انتقل من 1060 دولارا للاونصة الى 1100 عمليا. وتأتي هذه التقلبات الصينية في اجواء مشحونة اصلا وخصوصا في ظل التوتر في الخليج وكوريا الشمالية.
&
وتحدث المحلل في مجموعة "سي ام سي ماركتس" مايكل هيوسن عن "سلسلة مخاوف ناتجة عن التوتر بين السعودية وايران والقنبلة الكورية الشمالية والاقتصاد الصيني الذي يبقي المستثمرين في اجواء سيئة".
&
وخفض البنك الدولي تقديراته للنمو العالمي للعام 2016، معززا بذلك المخاوف التي يثيرها الاداء "المخيب للآمال" لدول ناشئة كبرى مثل الصين والبرازيل.
&
وقال البنك الدولي ان نمو اجمالي الناتج الداخلي العالمي الذي سجل ارتفاعا نسبته 2,4 بالمئة في 2015، لن يتقدم هذا العام اكثر من 2,9 بالمئة خلال السنة الجارية، في خفض لتقديرات نشرتها هذه المؤسسة في حزيران/يونيو الماضي.
&
وقال وزير المال البريطاني جورج اوزبورن ان "العام الماضي كان الاسوأ للنمو العالمي منذ الازمة، وهذه السنة تبدأ بمزيج خطير من التهديدات الجديدة". واضاف "لم تمض سوى سبعة ايام من هذه السنة ولدينا اخبار مثيرة للقلق حول تراجع اسواق الاسهم في العالم وتباطؤ الصين ومشاكل جدية في روسيا والبرازيل".
&