طرحت روسيا فكرة عن احتمال التنسيق مع منظمة اوبك للعمل على خفض العرض في الاسواق النفطية، لكن المحللين لا يشعرون بتفاؤل كبير.&

إعداد عبد الإله مجيد: منذ عدة ايام وموسكو تتحدث عن عملية تنسيق مع منظمة الدول المصدرة للنفط "اوبك"، فيما لمّح وزير الطاقة الكسندر نوفاك امس الخميس الى استعداد بلاده لوقف تصدير النفط خلال الأشهر المقبلة بالتنسيق مع المنظمة.&
&
وبمجرد طرح هذا المقترح ارتفعت أسعار النفط بعض الشيء، إذ بلغ سعر خام غرب تكساس الوسيط 33.91 دولارا، فيما ارتفع سعر برنت الى 34.15 دولارا. &&
&
وقال الوزير الروسي: "تسعى اوبك حاليا الى الدعوة الى عقد اجتماع في شباط (فبراير) بمشاركة الدول الاعضاء في المنظمة والدول غير الاعضاء ايضا"، واضاف: "اقترحت بعض الدول هذه المبادرة وحاليا تعكف دول عديدة على دراستها. من جانبنا، أكدنا امكانية مشاركتنا في الاجتماع".&
&
تنسيق الجهود
&
وقال الكسندر نوفاك ايضا إن هذا الاجتماع سيكون "فرصة للتشاور بشأن اوضاع السوق وتدني اسعار النفط وامكانية التنسيق على صعيد الانتاج".&
&
وكان وزير الطاقة الروسي قد تحدث في بيان الاربعاء عن عقد اجتماع لمسؤولي قطاع النفط والغاز في البلاد وقال "ناقش المشاركون في الإجتماع إمكانية تنسيق الجهود مع دول اوبك في ما يتعلق بمستوى الاسعار المتدني".&
&
ورأت صحيفة لوفيغارو الفرنسية الا خيارات كثيرة امام روسيا التي تعتمد في نصف مدخولاتها تقريبا على بيع النفط والغاز والتي تأثرت الى حد بعيد بانخفاض أسعار الخام وبلغت عملتها الاسبوع الماضي ادنى مستوى لها في التاريخ مقابل الدولار.&
&
تغيير تكتيكي
&
كما ولاحظت الصحيفة ان روسيا تسعى الى تغيير تكتيكها بعد أن شاركت في حرب الاسعار التي تقودها الرياض من خلال الحفاظ على مستوى انتاج يومي قياسي بلغ 10.7 ملايين برميل يوميا في المعدل خلال عام 2015.&
&
ففي يوم امس، تحدث وزير الطاقة بشكل صريح عن خفض الانتاج بنسبة 5% واذا ما توصل اللاعبون الرئيسيون في السوق الى الاتفاق على مثل هذا الخفض ونفذوه فيمكن ان يتغير الوضع منذ الربع الثاني من هذا العام.&
&
ولكن محللين يقولون "هذا أمر لا يمكن تصوره"، ويضيفون "لم تؤد مثل هذا النوع من النقاشات الى تحقيق اي شيء مهم في الماضي"، حسب مؤسسة الاستشارات البريطانية كابتال ايكونومكس Capital Economics.&
&
فيما قال كرستوفر ديمبك من بانك ساكسو "محال ان تجلس الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وايران الى طاولة نقاش واحدة للتحدث عن حصص الانتاج".&
&
من جانب آخر، اعلن كل من العراق وايران، وهما لاعبان مهمان في السوق، أنهما لا ينويان خفض الانتاج في الاشهر المقبلة، أما السعودية فمن الصعب توقع رد فعلها وهي التي بدأت تشعر بآثار انخفاض اسعار النفط على اقتصادها.
&
ويرى محللون أن ضعف الدولار هو الذي دفع المتعاملين في السوق النفطية الى تكثيف عمليات الشراء خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية وليس التصريحات الاخيرة التي سيكون من الصعب تحقيقها. &
&
وقال مات سمث من مؤسسة كلبرديتا للاستشارات والتحليلات "حتى لو كانوا يمزحون بحديثهم عن خفض انتاج بنسبة 5% فالفرق بين هذا الاحتمال والواقع الحقيقي يتجاوز الادراك تماما".

&