تنافس الزراعة العضوية الزراعة التقليدية في أوروبا، لكن على الرغم من أهمية وصحية المنتوجات العضوية، تبقى التكلفة عاملًا يغلّب الطلب على المنتوجات الكلاسيكية.

برلين: مع انتشار المواد الكيميائية واستعمالها بشكل مباشر وكثيف في زراعة الخضر والفاكهة، شاع مفهوم الزراعة العضوية بديلًا أمثل للحصول على طعام صحي، وانتشرت مزارع تنتج أغذية عضوية في بعض الدول الأوروبية. لكن كغيره من القطاعات المنتجة، يواجه قطاع الزراعة العضوية كثيرًا من التنافس، وتعوقه العراقيل، فيحتار أصحاب المزارع العضوية، ويتذمرون، ويشكون، وينتظرون من يقف إلى جانبهم ويدعمهم. فما هو واقع الزراعة العضوية في صقلية؟، وكيف يتعامل أصحاب المزارع مع المعضلات التي تواجههم؟.
 
دقة وسرعة
تحت أشعة شمس الربيع الصقلي المعتدل، وفي خضم الحصاد السريع، يخيّم الصمت على المزارعين في مزرعة لليمون قرب سيراكيواز، حيث عليهم أن يتوخّوا الدقة والسرعة حين يقطفون حبات الليمون الصغيرة عن أشجارها. الخبرة تساعد أيضًا، فأشجار الليمون تحمل الزهور والفاكهة الناضجة وغير الناضجة في الوقت نفسه، وليس من السهل بالنسبة إلى المبتدئين أن يدركوا توًا أي ثمرة نضجت، وأيًا منها لم ينضج بعد، فجميعها يزهو بلونها الأصفر المشرق.
 
لكن منسوب الخبرة الزراعية يتزايد بوجود عمال متحدرين من عائلات توارثت الزراعة جيلًا بعد جيل. يملأ العمال الدلو تلو الآخر، والقفص تلو القفص، بالفاكهة الذهبية، بينما تنتظر الشاحنة لنقل الصناديق إلى قاعة التعبئة العابقة برائحة الليمون، حيث تُغسل وتُفرز وتُعبأ. وفي خلال يومين فقط، تكون مرصوقة على رفوف متاجر الأغذية الصحية والزاوية المخصصة للأغذية العضوية في السوبر ماركت في ألمانيا وبلدان أخرى في شمال أوروبا.
 
هل تبقى مستدامة؟
تنمو فاكهة الليمون العضوية على مساحة 200 هكتار (494 فدانًا) في مزرعة كامبسي الإيطالية في جنوب شرق صقلية، لكن هذه الزراعة الكثيفة لا تمنع الشاري من شرائها وضميره مرتاح. وفي الوقت الذي تصل فيه إلى تاجر الجملة في هامبورغ الألمانية، على سبيل المثال، ربما تسافر 2500 كيلومتر (1550 ميلًا) في نصف شاحنة. فهل تبقى مستدامة؟، وهل تفقد المنتوجات العضوية الآتية من إيطاليا صدقيتها، بعد انكشاف فضائح وضع العلامات المزورة على بعضها؟.
 
يتألم أندريا موشيلا عندما يسمع هذه الأسئلة، وهو المتحدر من عائلة عملت في هذا المجال منذ 3 أجيال، لكنه بشعره الطويل ولحيته الكاملة وسترته القصيرة لا يقدم صورة نمطية للمزارع الصقلي، بل يبدو أقرب إلى شاب تربى في منزل في مدينة كبيرة، لا في مزرعة ليمون. كان والده مزارعًا، كما جده وجده الأكبر، لكن موشيلا ترك صقلية، واتجه شمالًا إلى فلورنسا، حيث درس تصميم الغرافيكس، قبل أن يدفعه حنين الوطن إلى العودة.
 
يوضح موشيلا (32 عامًا) كيف اتخذ والده قراره المثير للجدل للتحول إلى الزراعة العضوية في عام 1990، حين كانت الزراعة العضوية بعد تقنية غريبة وحديثة العهد في إيطاليا، وهي لا تزال كذلك حتى اليوم. نالت مزرعته منذ ثمانية أعوام ختم عضوية الاتحاد الأوروبي (GRASP) وشهادة الممارسة الاجتماعية، وهي الشهادة الأشد صرامة التي تمنحها جمعية الزراعة العضوية الألمانية (NATURLAND).
 
يضيف موشيلا: "متطلبات الزراعة العضوية في ألمانيا أشد صرامة من متطلبات الاتحاد الأوروبي، لكننا نعمل على تلبيتها". لكن بعض العملاء يدفعون المال، ولو لم يتأكدوا من عضوية المنتوجات، ولا سيما المتاجر التي لا تتردد في شراء منتوجات أقل جودة.
 
شكوك تنتابها
هل شراء المنتوجات العضوية مقبولٌ من متاجر تقدم العروض والخصومات إلى زبائنها؟، أو ليست الأسعار الرخيصة دليلًا على الزراعة التقليدية الصناعية التي تنتج فاكهة وخضرًا تقليدية وصناعية؟.
 
منذ سنوات، تعاني الأراضي الزراعية المخصصة للزراعة العضوية ركودًا في ألمانيا. على الرغم من الطلب الكبير على الفاكهة والخضر العضوية، كانت النتيجة ارتفاع الواردات، إضافة إلى إقامة مزارع عملاقة في أوروبا الشرقية، يستخدم فيها الكثير من الآلات الزراعية وقليل من العمال.
 
إضافة إلى ذلك، يأتي الإنتاج أيضًا من مناطق في هذا العالم، يظن المرء أنها لا يمكنها أن تنتج منتجًا عضويًا. فالبطاطا تأتي من دول صحراوية، مثل مصر وإسرائيل، والخيار من حافة الصحراء الكبرى، والطماطم من مناطق زراعية على الساحل الجنوبي من إسبانيا، وبالتالي قليلة هي المزارع العضوية الصغيرة الموجودة في هذه المناطق، والتي تنأى بنفسها عن استعمال المواد الكيميائية في الزراعة.
دور المياه
أضافت جمعية الزراعة العضوية الألمانية (NATURLAND) بعض الشروط الصارمة إلى لائحة المعايير المطلوبة، إضافة إلى المعايير الاجتماعية المطلوبة. من جهته، لم يفرض ختم الاتحاد الأوروبي مطالب إضافية، خصوصًا لناحية استخدام المياه، فالزراعة العضوية تعني أيضًا استخدام المياه بشكل كبير.
 
يملك ‫موشيلا خمسين ألفًا من‫ أشجار الحمضيات التي تعاني العطش. تتقاطع في مزرعته أنظمة الريّ، فكل شجرة تتطلب 30 ألف ليتر (7.925 غالونًا) من المياه، بين نيسان (إبريل) وآب (أغسطس)، مع الإشارة إلى أن زراعة الليمون من الزراعات الأصلية والرئيسة في المنطقة، ولا تنمو في المناخات الشمالية، لذلك ليس شراء الحمضيات من السوق المحلية خيارًا مجديًا.
 
فكرة الزراعة العضوية فكرة واعدة، ينتظرها مستقبل زاهر. فقد تضاعفت مبيعات المنتجات العضوية في ألمانيا أربع مرات منذ عام 2000، ولا يمكن تلبية الطلب المتزايد إلا بمساعدة المزارع الضخمة، السؤال لم يعد "العضوية أو التقليدية؟"، وإنما بات "مزرعة صغيرة أو صناعية؟". واشتكى مزارع ينتمي إلى جمعية ديميتر لمنتجي المزروعات العضوية قائلًا: "لن أشتري المنتوجات العضوية من أسواق "ألدي"، لأنه يتم إنتاج هذه المنتجات بالطريقة نفسها التي يتم بها إنتاج المنتجات التقليدية".
 
هل هي عضوية؟
في الحقيقة، لا يمكن اعتبار شكوى هذا المزارع دقيقة تمامًا في صقلية، حيث سيحمل ليمون كامبيسي الإيطالية قريبًا ختم ديميتر، لكنها ستبقى متاحة في سلسلة أسواق "ألدي" الألمانية.
 
لكن، هل يمكن للمستهلك أن يكون على يقين من أن المنتجات العضوية التي تم إنتاجها في إيطاليا مزروعة بطريقة عضوية؟. في أيلول (سبتمبر) 2007، كتبت مجلة شبيغل الألمانية تقول: "إذا كنت تبحث عن مشكلات الزراعة العضوية، فأنت تجدها بسهولة في صقلية". حتى اليوم، تعتبر إيطاليا عرضة لعمليات الاحتيال ووضع العلامات الزائفة. وأحدث هذه الحالات هي التي شهدناها في عام 2011، عندما تم بيع منتوجات تقليدية بقيمة 220 مليون يورو في الدول الأوروبية، بحجة أنها منتوجات عضوية.
 
يقول أحد كبار المسؤولين في قطاع الزراعة العضوية الألمانية: "فقدنا إيطاليا فعلًا". وما يعنيه هو أن مراقبة الدولة للزراعة العضوية ليست جيدة، وقد استجابت جمعيات الزراعة العضوية الألمانية مثل (NATURLAND) أو (Bioland) لدعوة إجراء فحوصات إضافية خاصة بها، وهناك مؤشرات في صقلية تدل على أن الأمور تغيرت نتيجة لذلك.
 
ألمانيا سوق صعبة
يتذمر ‫روبرتو غيادون من الانتقاد اللاذع لإيطاليا في هذا الخصوص. فهو عمل سنوات عدة محاسبًا، بعيدًا عن الزراعة. وفي عام 2000، غادر عمله وكرّس حياته لزراعة الجزر والطماطم والفلفل في مزرعته العضوية "ناتورا إبيلا" في جنوب صقلية. يؤكد أن العمل جيد، إذ وصل حجم مبيعاته إلى ستة ملايين يورو، مزودًا متاجر السوبرماركت في جميع أنحاء أوروبا.
 
يقول غيادون: "إن سوق المانيا صعبة جدًا، فعلى سبيل المثال، تريد أسواق‫ "ألدي" أن تحصل على الجزر العضوي بسعر لا يسد تكاليف الإنتاج". وزراعة الجزر العضوي مكلفة، تتطلب الاستغناء عن المبيدات الحشرية وتجهيز الحقول للزراعة يدويًا. وعلى الرغم من أن الأجور منخفضة في صقلية، فإن تلك التكاليف أعلى بنحو 20 في المئة من تكلفة رشّ المبيدات. فلا عجب إن حاول بعض الناس اختصار الطريق".
 
يتحدث غيادون عن مشكلات تواجهه في تأمين الطلبات: "نشعر بضغط المنافسة بأسعار زهيدة، خصوصًا المنتوجات التي تأتي من مصر والمغرب، حيث رُصدت استثمارات ضخمة في مجال الزراعة العضوية"، لكنه لا يثق بوجود مراقبة جيدة على تلك المزروعات. وما زال غيادون قادرًا على دفع مخصصات الضمان الاجتماعي ومزايا الرعاية الصحية للعاملين لديه، إضافة إلى أجورهم.
 
معايير مناقضة
تقع مدينة فيتوريا الإيطالية على بعد ساعة غرب مزارع "جادوني" لزراعة الجزر. الطريق الساحلي المؤدي إلى فيتوريا مطل على مناظر بحرية تتخللها البيوت البلاستيكية. يعمل جوسيبو سكيفو في مكتبه في فيتوريا عند الاتحاد الإيطالي العام، ولا وقت لديه ليضيّعه.. على جدار مكتبه صورة لتشي غيفارا تقابلها صورة لمارسيلو ماستروياني، وهو يعمل بين الصورتين مناضلًا من أجل حقوق العمال.
 
يقول سكيفو إن البيوت الزجاجية خطأ محال السوبر ماركت، فمعايير الجودة التي تطلبها لشكل المنتوجات وطعمها ولونها لا تتحقق إلا تحت الغطاء البلاستيكي. فالعملاء يريدون طماطم يتراوح قطرها بين 40 و47 ملليمترًا (1.6 – 1.8 بوصة)، مع تصنيف خمس درجات لمعيار اللون.
 
يضيف سكيفو: "نصف كمية الطماطم التي تحصد في إيطاليا تصدّر إلى المانيا، ومنها عضوي بنسبة 10 بالمئة". تعتبر الأسعار منخفضة جدًا لأن تكاليف العمل هنا بخسة، إذ يشقى 25.000 مزارع يوميًا في البيوت الزجاجية في مقاطعة راغوزا مقابل أجر يومي قدره 20 يورو.
 
معظم هؤلاء المزارعين إيرانيون، انتقلوا إلى إيطاليا حين أصبحت عضوًا في الاتحاد الأوروبي في عام 2007. يصفهم سكيفو قائلًا: "يرضخون لزعيمهم في المزرعة، ويدفعون مبالغ طائلة، مقابل المأوى والطعام". 
 
يواجه الاتحاد صعوبةً في التواصل مع العمال، لكنه دشّن خدمة حافلات مجانية لفيتوريا، عله يستطيع بذلك أن يؤمن نوعًا من التفاعل مع العاملين. لكن الاتحاد لا يمكنه أن يحرك ساكنًا تجاه هذا الاستغلال إذا قدم أحد العاملين شكوى قانونية.
 
"لكن ذلك نادرًا ما يحدث"، يعلق سكيفو. فالعمال لا يشتكون إلا حين لا يتلقون أي أجر على الإطلاق، وفرص نجاح مثل هذه الدعاوى منخفضة، وربما تستغرق أعوامًا قبل أن يطلب منهم المثول أمام المحاكم. فالقضية الأخيرة تعود إلى 31 آذار (مارس) 2015، لكنها لم تصل إلى خواتيمها حتى 16 شباط (فبراير) الماضي. يستطرد سكيفو حزينًا: "العمل شاق، والمشكلة ليست في بعض الشركات التي تمارس الاستغلال، إذ ثمة مزارع راقية تمارس هذا الاستغلال أيضًا".
 
صغار المزارعين والسوبرماركت
كان جيوفاني فافاكيو حريصًا على إقامة مزرعته "لورتو بيولوجيكو كوكو" بعيدًا عن المناطق الصناعية. في فيتوريو، غالبًا ما تتجاور المزارع التقليدية والعضوية، حيث تتسرب المبيدات إلى باطن الأرض والمياه الجوفية. لم يستطع فافاكيو أن يفعل شيئًا حيال ذلك، فأمضى الرجل البالغ 65 عامًا عقودًا في زراعة الطماطم والخيار والكوسا باستخدام الأساليب العضوية البحتة. يقول إنه توجه إلى الزراعة العضوية، لأنه أراد أن يوقف رش المواد الكيميائية على حقوله.
 
يملك فافاكيو ذات الوجه الأسمر والابتسامة الصفراوية مزرعة مصدقة من قبل (NATURLAND) لتعزيز علامته التجارية. وكقاعدة عامة، كلما كانت الشهادة أكثر قيمة، ارتفع سعر بيع المنتج. 
 
وعلى الرغم من أن مزرعة فافاكيو صغيرة من حيث المساحة، إلا أنه لا يزال قادرًا على كسب لقمة عيش كريمة، وأن يقدم إلى العاملين لديه تأمينًا اجتماعيًا. ويوظف فافاكيو في موسم الذروة 70 حصادة قادرة على جني 750 طنًا من الطماطم بين آب (أغسطس) وشباط (فبراير).
 
تلتقط الطماطم في الصباح، وتعبأ عند منتصف النهار، وتوزع على الأسواق الأوروبية الشمالية لتكون في متناول المستهلك في اليوم التالي. تسلّم المزرعة الصغيرة في جنوب صقلية منتوجاتها إلى جميع المتاجر المعروفة في قطاع المواد الغذائية: "نيتو"، "إيديكا"، "ريوي" و"ألدي" في ألمانيا؛ "كارفور" في فرنسا. إنها مزرعة تقليدية تتنكر في هيئة الإنتاج الضخم.
 
فقدان الثقة
يكشف الوضع في صقلية عن معضلة تواجه قطاع الزراعة العضوية والمستهلكين في جميع أنحاء العالم. فهناك مزارع صغيرة تستغل العاملين لديها، سواءً أكانت تنتج المنتوجات العضوية أو الفاكهة والخضر المزروعة تقليديًا. وفي الدفيئات الزراعية ذات الأغطية البلاستيكية، التي تغطي مناطق بكاملها، تحصد الطماطم العضوية المجاورة للمزارع التقليدية. وهناك أيضًا مزارعون صغار وكبار يتابعون الزراعة العضوية المثالية. فهؤلاء يجيدون رعاية منتوجاتهم، ويعاملون عمالهم بمسؤولية، ويتقيدون بمعايير صارمة للجودة. لكنهم يبيعون أيضًا بعضًا من الفاكهة والخضر للمتاجر الكبيرة التي تقدم الحسومات على البضائع، ما أفقد الناس الثقة في المنتوجات العضوية. فالمنتجون يحزمون البضائع في صناديق بلاستيكية مختومة وفقًا للوائح الاتحاد الأوروبي، حتى لا يتم خلط المنتوجات العضوية بالمنتوجات التقليدية في المخازن.
 
الدراسات على انبعاثات الكربون من المواد الغذائية غير حاسمة، والطماطم الكرزية، التي تنقل ألفي كيلومتر شمالًا من صقلية في شاحنات، شبه مغطاة، قد تكون مسؤولة عن انبعاثات أقل من تلك المنقولة من الريف إلى السوق في سيارة. فقيادة السيارة ثلاثين كيلومترًا إلى متجر في أنحاء البلاد ربما تؤدي إلى تدمير البصمة الكربونية.
 
يعتقد المزارع العضوي فافاكيو أن هذه الأسئلة عير صالحة لأن تطرح. لماذا يجب على شخص ما تفضيل الخضر المعالجة كيميائيًا على الكوسا العضوية الذي ينتجها؟، بالطبع، ربما تكون أقل ثمنًا، "ولكن انظر إلى الأرض، حيث توجد دفيئة زراعية أخرى. لن ينمو شيء بعد الآن"، يقول فافاكيو. فالزراعة العضوية هي بلا شك الخيار الأفضل الذي يحافظ على البيئة.
 
سلامة البيئة
يبدو شراء بعض الأنواع من الفاكهة والخضر التي تنمو بشكل طبيعي في موسمها خيارًا يدعم سلامة البيئة. لكن في ألمانيا، ستفرغ عربات التسوق أشهرًا عدة، إن تم الأخذ بهذا الخيار، كما يعلّق روبرتو غيادون ساخرًا.
 
فقلة من الناس مستعدة للاستغناء عن الطماطم في الشتاء في شمال أوروبا. ويجب الإشارة إلى أن طرقات النقل تعكس في الصيف عندما تكون دفيئات صقلية ساخنة جدًا.
 
في خلال الموسم الحار، يشتري غيادون الطماطم لعملائه في الجنوب من شمال أوروبا. لكن هل من الضروري حقًا شراء البطاطا الجديدة من مصر في شباط (فبراير) أو التفاح الطازج في نيسان (أبريل)؟.
 
يعتقد موشيلا أن المنتوجات العضوية تحتل رأس القائمة نظرًا إلى جودتها، حتى في إيطاليا، حيث الطلب أقل. يساعد هذا الأمر على تفسير سبب شراء تاجر الجملة الإيطالي صناديق كثيرة من الليمون من مزرعته، لكنه يريد جزءًا صغيرًا من الشحنة أن يوصف بأنه عضوي، ويبيع الباقي كمنتوجات زراعية تقليدية.