أكدت وكالة "موديز" ضمن تقريرها الأخير حول الأوضاع الاقتصادية في أوروبا، أن الوضع الاقتصادي لا يزال ضعيفًا داخل دول الاتحاد، وهو عرضة للمخاطر رغم التطبيق الموسع للإصلاحات الهيكلية على مدار السنوات الأخيرة الماضية.

‬بروكسل: حذرت وكالة التصنيف الائتماني "موديز" من الأزمة الكبيرة التي تواجه بعض الدول في منطقة اليورو، مؤكدة أنها ستؤدي الى انهيار العملة الأوروبية الموحدة، ويضيف التقرير أن الأزمات الصغيرة من شأنها أن تطلق سلسلة من الأحداث التي تهدد استدامة الاتحاد الأوروبي ومؤسساته. فيما أشادت بالتقدم السياسي الكبير الذي أحرز منذ اندلاع الأزمة، والمتمثل بإنشاء صندوق إنقاذ منطقة اليورو، وأشارت الى ان المطالبة بالتقشف مقابل عمليات الإنقاذ خلقت استياءً عميقًا في جميع أنحاء المنطقة، خاصة في البلدان التي تعاني البطالة.

وقال كولين إليس، كبير مسؤولي الائتمان في وكالة موديز، إن خروج بريطانيا قد يشعل أزمة وجود كتلة الإتحاد الأوروبي، وأضاف: "اذا ما تخلص الاتحاد الأوروبي من التحديات الحالية لا يعني ضمان استدامة الاطر المؤسسية في المستقبل، والتي من الممكن أن تحصل عند وجود اي ازمة صغيرة، خاصة اذا ما ترافقت مع تطورات سياسية شعبوية سلبية".‬

وعكة اقتصادية

وجاء ذلك في الوقت الذي حذر فيه ميرفين كينج محافظ بنك إنكلتر المركزي سابقا، أن منطقة اليورو تواجه أربعة "خيارات غير مستساغة"، في وقت يكافح فيه صناع القرار للنهوض من الوعكة الاقتصادية، ويؤكد كينج انه على منطقة العملة الأوروبية الموحدة أن يختاروا ما بين الاكتئاب الاقتصادي في الجنوب، وارتفاع معدل التضخم في الولايات الشمالية مثل ألمانيا، والتحويلات المالية الدائمة، ويضيف: "إن الاقتصاد العالمي سيكون في ورطة كبيرة اذا ما استمرت أسعار الفائدة عند مستوياتها المنخفضة لفترة طويلة من الزمن، كما دعا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لزيادة الإنتاجية والتجارة".‬

من جهته حث آدم بوسن، صانع سياسة بنك انكلتر المركزي سابقا، المحافظ الحالي مارك كارني على التحدث علنا حول خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي على انها خطوة غير صحيحة ولا يمكن لبريطانيا أن تزدهر خارج الإتحاد الأوروبي.‬

حافز للتغيير

إلى ذلك، تقول "موديز" إن أزمة الديون في منطقة اليورو جعلت صناع السياسة أكثر ترددًا في التخلي عن السيادة، في وقت اندثر الإتحاد المالي الكبير من على الطاولة، وتضيف: "إن خطة النمو الرئيسية في بروكسل واجهت صعوبات كبيرة كدول لديها غرفة للاستثمار وترفض زيادة الإنفاق العام، في حين أن الخوف من مزيد من عمليات الإنقاذ يعني بقاء الاتحاد المصرفي في حالة غير مكتملة".‬

كما وتؤكد موديز أن الأزمة اليونانية تشكل تهديدًا كبيرًا لمنطقة اليورو والاتحاد الأوروبي، لكن من جهة أخرى فمن الممكن للأزمات أن تكون حافزًا كبيرًا للتغيير، وهذه هي الحال في منطقة اليورو.‬