لندن: في وقت ناهز سعر النفط 50 دولارا للبرميل وسط توقع غالبية الهيئات الدولية في القطاع ان تستعيد الاسواق توازنها مع نهاية العام، ترجح اكثرية المراقبين، الا تبدل اوبك موقفها مقارنة باجتماعها السابق في ديسمبر.

ويعتبر كثيرون ان عجز كبار منتجي الخام عن الاتفاق على الحد من انتاجهم في اجتماع ابريل في الدوحة، بعيدا من التمهيد لأي تغيير في استراتيجيات الكارتيل، شكل مؤشرا الى عدم وجود ارادة حقيقية لتقليص فائض العرض العالمي، في سوق يبدو انها ستتكفل بذلك بنفسها.

وقال المحلل لدى سيتي اندكس فؤاد رزاق زاده "بعد فشل اجتماعي الدوحة (في فبراير وابريل) في الاتفاق على تجميد الانتاج، يرجح الا يكون هذا الاجتماع مغايرا، خصوصا مع تكرار ايران التأكيد انها لا تنوي وضع سقف لانتاجها او صادراتها النفطية".

والواقع ان الخصومة بين طهران التي عادت اخيرا الى سوق النفط بعد رفع العقوبات الدولية عنها والرياض، التي تقود الكارتيل، ادت دورا كبيرا في بلوغ مفاوضات تجميد الانتاج العالمي الجارية منذ مطلع العام طريقا مسدودا، وسط رفض السعودية المتكرر تجميد الانتاج بشكل احادي.

السوق ستتكفل باستعادة توازنها
وبهدف العودة سريعا الى سوق خسرتها منذ 2012 اعلنت ايران انها ستبدأ اعتبارا من الصيف بتصدير 2,2 مليون برميل في اليوم، لتعود الى سقف تصدير ما قبل فرض العقوبات.

ولفتت مديرة قسم المواد الاولية في "ار بي سي كابيتال ماركتس" حليمة كروفت الى عدم وجود مؤشرات لاستعداد السعودية للتخلي عن حرب الاستنزاف التي شنتها اواخر 2014 لحفظ حصصها في السوق، وخصوصا ان "ولي ولي العهد السعودي (الامير محمد بن سلمان) الواسع النفوذ يركز على جهوده لإجراء إصلاحات اقتصادية واسعة، ولم يتأثر كثيرا باجواء الاسعار السائدة".

وقال كبير محللي "جاي بي سي انرجي" الكساندر بوغل "بشكل عام يسود الاعتقاد ان السوق ستتجه في النهاية الى استعادة التوازن بنفسها في مرحلة ما"، الامر الذي لا يشجع اوبك على اتخاذ اي مبادرة في وقت اصبحت الاسعار مريحة نسبيا لاغلبية منتجي الكارتل.

في الفصل الاول من 2016 ضخت اوبك التي تضم 13 عضوا، وتنتج نحو ثلث الخام العالمي حوالى 32,3 مليون برميل في اليوم. وعلى هذه الخلفية "يبدو الحدث المثير المرتقب (في القمة) هو تغيير تشكيلة الوفد السعودي" بعد اعفاء وزير النفط السعودي المخضرم علي النعيمي من منصبه في مطلع مايو.

حتى على هذا الصعيد، يرى البعض ان هذا التعديل لن يغير في جوهر سياسة الطاقة السعودية، ولو انه سجل على مستوى الشكل. واضاف بوغل ان سياسة المملكة في موضوع الطاقة مع وزير النفط الجديد خالد الفالح "اصبحت مباشرة اكثر مما كانت عليه في حقبة النعيمي" الذي لطالما ابدى "دبلوماسية وحذرا كبيرين في اختيار عباراته".