أوبك تجتمع في فيينا في ظل انقسام كبير بشأن سقف الانتاج، خصوصًا أن السعودية ودول الخليج لن يرضوا بخفضه.
&
حيان الهاجري من الرياض: تجتمع الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) الجمعة في فيينا، حيث يريد وزراء المنظمة تغيير اتجاه السوق في مواجهة تدني الأسعار، لكن الخيارات المتاحة أمامهم محدودة للغاية. وانعقد الاجتماع في ظل ارتفاع طفيف لأسعار النفط الخام القياسي الأميركي، إلا أنه ما زال مجرد ارتفاع يتخطى بالكاد 41 دولارًا للبرميل، ما يقربه من أدنى سعر تحقق خلال الأزمة الاقتصادية العالمية قبل 7 سنوات.
&
وخفضت أوبك في الماضي& إنتاج النفط للحد من الإمدادات ورفع الأسعار، لكن بعض أعضاء المنظمة يبيعون بالفعل في ظل الخسارة، وأي تخفيض في الانتاج من شأنه أن يزيد& إلحاق الضرر بهم ماليًا.
&
ويبقى احتمال تزايد إنتاج "أوبك" واردًا، نظرًا إلى أن العقوبات المفروضة على بيع النفط الإيراني على وشك أن تنتهي، كما أن إندونيسيا ستعود للمنظمة كعضو.
&
الهدف استقرار السوق
&
هذا الاجتماع هو الاجتماع العادي رقم 168 لمنظمة "أوبك" على مستوى وزراء النفط والطاقة الممثلين للدول الأعضاء في مقر المنظمة الرئيس في فيينا. وافتتح وزير النفط والموارد النيجيري إيمانويل ابكاشيكو، رئيس الاجتماع، أعمال الدورة الحالية بكلمة قصيرة رحب فيها بعودة إندونيسيا إلى المشاركة في جهود المنظمة، بناء على طلب تقدمت به لإعادة تفعيل عضويتها بعد مرور 7 سنوات من الجمود.
&
وقال رئيس الاجتماع، قبل التحول إلى الجلسة المغلقة، إن الوزراء المشاركين في اجتماع اليوم سيناقشون التطورات التي طرأت على سوق النفط العالمي، خلال الشهور القليلة الماضية، بهدف الحفاظ على استقرار السوق وبالتجاوب مع الاحتياجات المستقبلية المتوقعة ومعدلات نمو الاقتصاد العالمي.
&
ومن المنتظر عقد مؤتمر صحافي، مساء اليوم، يتم فيه الإعلان عن النتائج، التي سيتم التوصل إليها، لا سيما سقف إنتاج المنظمة خلال الفترة المقبلة.
&
لا حسم
&
وبالرغم من دعوة عدد متزايد من دول "اوبك"، وعلى رأسها فنزويلا، إلى خفض الانتاج لتحسين الاسعار التي خسرت 60 في المئة من قيمتها منذ منتصف 2014، إلا أن محللين يرون انه من غير المرجح ان تقبل السعودية وحلفاؤها الخليجيون بذلك.
&
وكما حصل في حزيران (يونيو)، يفترض أن يبقي وزراء نفط دول اوبك، واندونيسيا التي تعود الى المنظمة بعد غياب ست سنوات، على سقف الانتاج المحدد نظريًا بثلاثين مليون برميل يوميًا، ولو أن عددًا كبيرًا من اعضاء الكارتل ألمحوا إلى أن المشاورات مستمرة للتوصل الى اتفاق.
&
وقال وزير النفط العراقي عادل عبد المهدي الخميس: "لم يتقرر شيء، وما زلنا نتناقش". اما وزير البترول السعودي علي النعيمي فقد صرح الثلاثاء عند وصوله إلى فيينا أن الاجتماع سيتطرق إلى كل المواضيع، ونتائجه ليست محسومة.
&
الظروف تغيرت
&
ونجم انخفاض اسعار النفط &الى حد كبير عن سياسة اوبك، وعلى رأسها السعودية، التي تغرق اسواق الذهب الاسود من اجل الحد من ازدهار محروقات النفط الصخري في الولايات المتحدة، وسياسة الدول غير الاعضاء في الكارتل وخصوصا روسيا، التي بلغ انتاجها مستويات قياسية أخيرًا.
&
لكن الخبراء يرون ان دول الخليج، الحريصة على الاحتفاظ بحصصها في السوق بينما تستعد ايران لعودتها الكبرى، لن تقبل بخفض انتاجها ما لم يتعهد المنتجون خارج اوبك بالسير في هذا الطريق ايضًا. لكن لا موسكو ولا ايران تبدو مستعدة لتسوية من هذا النوع، لانهما تعتبران أن تراجع الاسواق سببه بشكل رئيس فائض انتاج أوبك التي لا تحترم السقف الذي حددته.
&
وقال وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك لوكالات الانباء الروسية: "قلنا مرات عدة اننا لا نعتبر انه من المناسب خفض حجم انتاجنا لأن الظروف لم تعد نفسها بالنسبة إلينا، الظروف المناخية وظروف الانتاج، وأنا لا أتوقع تغييرات كبيرة خلال اجتماع اليوم الذي لن تشارك فيه روسيا، لكن سيكون من المناسب ان تحترم اوبك الحصص التي تحددها".
&
لن نرضخ للضغط
&
قال وزير النفط الايراني بيجان زنقانه إن ايران لن ترضخ للضغط لكي تتجنب زيادة انتاجها النفطي بعد رفع العقوبات عنها رغم تراجع الاسعار. وقال للصحافيين عند وصوله الى فيينا: "لا نقبل بأي نقاش حول زيادة انتاج ايران النفطي بعد رفع العقوبات".
&
واضاف "من حقنا" زيادة الانتاج مؤكدا "انها مسؤولية الدول الاعضاء المنتجة في اوبك والدول الاخرى التي انتجت اكثر من السقف المحدد".
&
وكان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو ذكر في تصريحات للاذاعة الوطنية الثلاثاء أن فنزويلا تأمل في أن تحترم كل الدول سقف انتاج اوبك، "وتدرس مشروعًا لخفض الانتاج بنسبة 5 في المئة".
&
وقال فؤاد رزاق زاده، المحلل في مجموعة "غين كابيتال تريدينغ غروب": "مع اندونيسيا التي ستعود إلى اوبك والانتاج الاضافي القادم من ايران، من الصعب التفكير في سبب لتخلي السعودية واعضاء مهمين آخرين عن حصص في السوق بذلوا جهودًا شاقة للابقاء عليها في العام الماضي".
&
التعليقات