& فيينا: من المنتظر أن تواصل منظمة «»أوبك»» ضخ النفط بأقصى ما تستطيع تقريبا لأشهر أخرى، مع قناعتها بأن علاج صدمة السوق في العام الماضي أنعش الطلب وأزاح منافسة متنامية.ومع استقرار أسعار النفط حاليا عند نحو 65 دولارا للبرميل، وهو أعلى حوالي 20 دولارا عن مستوياتها المنخفضة في يناير/كانون الثاني، فإن هناك رغبة ضعيفة داخل المنظمة لتعديل الحدود القصوى للإنتاج، وهو ما يراه بعض المحللين خارج نطاق قدرتها.وقال مندوب خليجي رفيع في «أوبك» في وقت متأخر أمس الأول بعد اجتماع غير رسمي لأربعة أعضاء خليجيين رئيسيين في وقت سابق من اليوم نفسه «هناك توافق بين أعضاء أوبك الخليجيين وآخرين للإبقاء على سقف الإنتاج بدون تغيير.»

وقال وزير النفط العراقي عادل عبد المهدي إن هناك «تفاؤلا وقبولا عاما بالموقف الحالي.»وأضاف «العراق مع وحدة الصف داخل أوبك على الدوام ومع حماية مصالح أعضائها والمصالح المستقرة لصناعة النفط. لا نريد أسعارا متقلبة كل يوم تؤثر على الميزانيات والمشاريع… ندعم سعر النفط المستقر بما يصب في صالح المستهلكين والمنتجين.»وقال «الأسعار (الحالية) أقل من اللازم والعوامل الأساسية للسوق هي التي تقود الأسعار.»وتجتمع المنظمة يوم الجمعة بعد ندوة تستمر يومين يشارك فيها الرؤساء التنفيذيون لشركات الطاقة العالمية الكبرى ومن بينها «بي.بي» و»إكسون» والتي تغيرت حظوظها فجأة جراء قرار «أوبك» بالإحجام عن بذل جهود للمحافظة على أسعار النفط عند ما يزيد عن 100 دولار للبرميل مفضلة الدفاع عن نصيبها من السوق.
&
وقال المندوب «لا يريد أحد هز السفينة. من المتوقع أن يكون الاجتماع إبحارا سلسا.» وقال عبد الله البدري الأمين العام لمنظمة انه لا يتوقع اجتماعا طويلا للمنظمة مضيفا «كل شئ واضح للغاية».ويشكل هذا تغيرا في النبرة عن اجتماع المنظمة السابق في نوفمبر/تشرين الثاني 2014 حينما حاولت فنزويلا وآخرون دون جدوى إقناع السعودية وحلفائها الخليجيين بخفض الإنتاج.وبدلا من ذلك أرست المملكة إتجاهها «دعه يمر» قائلة انها لن تدرس خفض الإنتاج بدون تعاون المنتجين من خارج المنظمة مثل روسيا.
وفي هذه المرة فإن الدعوات إلى التعاون خفتت مع عدم مبالاة من موسكو رغم انتهاز «أوبك» الفرصة للتأكيد على أهمية العمل معا.وقال المندوب الخليجي إن آفاق سوق النفط إيجابية وبصفة خاصة في النصف الثاني من العام، مع قول وزير النفط القطري محمد السادة إن السوق من المنتظر أن تكون «أكثر توازنا».
&
وقال وزير النفط الإماراتي سهيل بن محمد المزروعي أمس ان التصحيح في سوق الخام لم ينته بعد، مضيفا أنه متفائل بشدة إزاء اجتماع الجمعة. وأضاف «الشيء الأهم هو أن الاقتصاد العالمي ينمو كما توقعنا.الطلب يزيد والتصحيح مستمر… لم ينته بعد هذا التصحيح وسيستغرق وقتا.»وتابع «سننتظر لنهاية العام حتى نعرف ما سيحدث لميزان العرض والطلب. لكن لا ريب أن تخمة المعروض تراجعت كثيرا. نحن متفائلون».وقال وزير النفط السعودي على النعيمي يوم الإثنين «يمكنكم ملاحظة أنني لست قلقا لكني سعيد.»
&
وتوقع وزير الطاقة القطري ان تصبح الاسواق العالمية للنفط «اكثر توازنا» في النصف الثاني من العالم الحالي. وقال محمد بن صالح السادة أمس ان «الاشهر التسعة الاخيرة تقريبا شكلت تحديا للصناعة النفطية». واضاف «لكن هناك عدة اسباب تحمل على التفاؤل ازاء الوضع العام… من المفترض ان تكون الاسواق اكثر توازنا في النصف الثاني من العام الحالي».لكنه اعترف ان الاسواق «لم تتعاف بشكل كامل بعد» وان هناك «الكثير من الغموض».وصرح الوزير الكويتي علي العمير «ان المشهد العالمي يتطلب منا اليوم عدم اتخاذ اي قرار من شأنه التاثير سلبا على السوق، وان الخيارات المتاحة امام أوبك هي اما الابقاء على سقف الإنتاج او زيادة الإنتاج».&ونسب العمير التحسن النسبي مؤخرا في سعر النفط الى ضغط «أوبك» من اجل الحد من إنتاج انواع مرتفعة الكلفة من النفط، لا سيما في الولايات المتحدة وكندا، والى تحسن النمو الاقتصادي العالمي. واضاف انه يتوقع ارتفاعا اضافيا في اسعار النفط مع نهاية العام.
&
وربما لا تزال هناك بعض اللحظات المتقلبة. فإيران تسعى لضمان حيز لها مع عودتها التدريجية إلى سوق النفط بعد غياب لسنوات، حيث قلصت العقوبات صادراتها بنحو النصف إلى حوالي مليون برميل يوميا بحسب ما قاله مسؤول يوم الإثنين.وحتى إذا توصلت إيران والقوى العالمية إلى إتفاق في الموعد النهائي المقرر في 30 يونيو/حزيران حول رفع تدريجي للعقوبات المرتبطة ببرنامج طهران النووي، فإن معظم المحللين يتوقعون أن يستغرق الأمر أشهرا – إن لم يكن عاما أو أكثر – قبل أن يبدأ الإنتاج الإيراني في التعافي، وهو ما لا يجعل هناك سببا يدفع «أوبك» لبحث تلك المسألة الآن.
&
وكتب محللون لدى بنك «باركليز» البريطاني «نظرا للضبابية المتزايدة بشأن صفقة (إيران النووية)..نعتقد أن أوبك من المرجح أن تتخذ منحنى الترقب والانتظار فيما يتعلق باحتمالات ضخ مزيد من النفط.»ويرى بعض المحللين، ومن بينهم محللين لدى بنك «مورغان ستانلي» الستثماري الأمريكي أن هناك احتمالا ضئيلا في أن تفاجئ «أوبك» السوق وترفع سقف الإنتاج الذي يبلغ الآن 30 مليون برميل يوميا. لكن أغلب أعضاء المنظمة يستبعدون مثل هذا الاحتمال.&من جهة ثانية قال وزير الطاقة الروسي ان بلاده تهدف في المدى الطويل إلى المحافظة على مستويات إنتاج النفط الحالية عند حوالي 10.5 مليون برميل يوميا، وتتوقع أن تدور الأسعار بين 60 و70 دولارا للبرميل في الأعوام الثلاثة المقبلة.&وقال الوزير ألكسندر نوفاك أمس خلال ندوة فيينا «الأسعار التي نراها اليوم تبعث على الارتياح لصناعة النفط العالمية وللسوق».