«إيلاف» من دبي:&أكد جمال بن عبدالله الشعفار مدير عام مزرعة "فيش فارم" للأسماك في دبي، أن المزرعة تحظى برعاية مباشرة ومتابعة واهتمام من الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، وذلك من أجل تربية الأسماك البحرية لدعم الصناعة الوطنية، ومحاولة تقليل الواردات الأجنبية من الأسماك، وتخفيف الضغط على قائمة طويلة من أنواع الأسماك المهددة بالانقراض في المياه الإقليمية.
&وأضاف الشعفار لـ"إيلاف" أن المزرعة مسؤولة في سبيل ذلك عن تربية الأسماك بصورة مستدامة ضمن جهود وطنية مخلصة للحفاظ على الثروة المائية الحية. وأن المزرعة تركز على تربية الأسماك البحرية وتقليل الواردات الأجنبية من الأسماك. منوها بأن نجاح دبي في إنتاج هذه الأنواع من الأسماك يعد معجزة إقليمية وعالمية. وأن الإنتاج المحلي من هذه الأنواع يعد إنجازا كبيرا، حيث إن المعروف أن هذه الأسماك لا تعيش في مياه المناطق الحارة بحكم موطنها الأصلي في المياه البادرة والمتجمدة، وهو تحد نجحت دبي في اجتيازه بعد أن وفرت بيئات مغلقة مكيفة الهواء لهذه الأنواع من الأسماك.
وأشار الشعفار إلى أن المزرعة بدأت في إنتاج أربعة أنواع من الأسماك بكميات تجارية للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، إذ نجحت في إنتاج سيباس وسيبيريم وأنبرجاك ورويال سيبيريم، لافتا إلى أنها أسماك تعيش في بيئات تشهد انخفاضا كبيرا في درجات الحرارة، وأن المزرعة ستنتج 2300 طن منها لتحقق بذلك اكتفاء نسبيا في الأسواق المحلية.
تعزيز الإنتاج
وذكر أن المزرعة بدأت بإنتاج 200 طن، ومن ثم عززت&إنتاجها تدريجيا لتصل إلى 1750 طنا، لتصل إلى 2300 طن بحلول نهاية العام الماضي 2016، مؤكدا أن هذه الخطة ستضمن تحقيق نقلة نوعية وستتطور لاحقا إلى إنتاج 6000 طن من الأسماك في خطوة ستحقق قفزة في تلبية الطلب المحلي.
وقال الشعفار "المزرعة تجري دراسات متخصصة وترسل عينات من الأسماك المنتجة إلى مختبر دبي المركزي لتحليلها .. ونتلقى نتائج إيجابية مقارنة بالأسماك الأخرى التي تستورد من خارج الدولة من الأنواع ذاتها، إذ قد يحتوي بعضها على مكونات ضارة بالمستهلكين، فيما تمتاز أسماكنا بخلوها من مثل المكونات الضارة... نحن نبيع أسماكا طازجة تجمع من الأحواض المائية مباشرة، ولدينا فرق عمل مهنية ذات خبرات عالمية تتجاوز خبراتهم 30 عاما في هذا المجال ويجرون فحوصا دورية على أحواض السمك".
ولفت إلى أن "إنتاج أسماك لا تعيش في المنطقة وفي غير بيئتها الطبيعية يعد الأول من نوعه على المستوى العالمي وهو حدث نفخر به، إذ وصلنا مرحلة استطعنا فيها أن ننافس أكبر دول العالم المنتجة للأسماك من خلال مزرعة مغلقة، نتحكم في درجة حرارتها وتغذيتها، وسلامتها الصحية والبيئية.. قطاع إنتاج الأسماك عبر المزارع يتماشى مع خطة وزارة التغير المناخي والبيئة التي تستهدف إنتاج الأسماك لتحقيق طفرة في المخزون السمكي في الدولة، وتلبية الطلب المرتفع على مختلف الأنواع خصوصا عالية الجودة منها، إذ تخطط الوزارة إلى إنتاج 100 ألف طن من الأسماك عبر المزارع مستقبلا ونحن جزء من هذا العمل الوطني".
وأوضح أن "الإصبعيات السمكية المنتجة في المزارع تنقل إلى أقفاص حديدية مغلقة داخل البحر لفترة تستمر بين 11 و13 شهرا، ونحصد أسبوعيا نحو 20 طنا من سمك سيبريم على سبيل المثال مرتين أسبوعيا نزود بها السوق ولدينا تقنيات متقدمة جدا لهذا الغرض نتحكم بها عن بعد.. والمزارع السمكية تضمن توافر أنواع من الأسماك ذات قيمة غذائية مرتفعة، وأسعارا منافسة إذا ما قورنت بما يحدث لأسعار الأسماك الأخرى في السوق من ارتفاع وانخفاض مستمر، إذ لا تشهد الأنواع المنتجة لدينا أي نقص في المعروض على مدار العام ولدينا مفرخ للبيض ومزارع أرضية عبارة عن أحواض، وأخرى بحرية عبارة عن أقفاص تنتج ملايين الأسماك سنويا".
التعليقات