تصاعدت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين مع دخول رسوم جمركية أميركية جديدة حيز التنفيذ الاثنين على بضائع صينية مستوردة، يتوقع أن ترد عليها الصين بإجراء مماثل يستهدف بضائع أميركية، ما يزيد المخاطر على النمو العالمي.

إيلاف من واشنطن: خلافًا لتحذيرات العديد من الخبراء الاقتصاديين والشركات، فرضت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب اعتبارًا من الساعة الساعة 00:01 (4:01 ت غ) الاثنين رسومًا جمركية مشددة بنسبة 10% على ما قيمته 200 مليار دولار من المنتجات الصينية.

سرقة الملكية الفكرية
ومن المتوقع أن ترد بكين على الفور بتطبيق رسوم جمركية بنسبة 5 أو 10% على واردات سنوية من المنتجات الأميركية بقيمة 60 مليار دولار، في تصعيد للحرب التجارية بين القوتين الاقتصاديتين الأوليين في العالم.

يطالب ترمب منذ أشهر الصين بوضع حد لممارسات تجارية يصفها بأنها غير نزيهة، وينتقد بصورة خاصة إرغام الشركات الأميركية الراغبة في الدخول إلى السوق الصينية على تقاسم مهاراتها التقنية مع شركاء محليين، متهمًا الصين بـ"سرقة" الملكية الفكرية.

وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأحد لشبكة "فوكس نيوز" إن "الحرب التجارية التي تخوضها الصين ضد الولايات المتحدة مستمرة منذ سنوات". تابع "سنحقق نتيجة ترغم الصين على التصرف بالشكل الذي نتوقعه من قوة، قوة عالمية" بما يضمن "الشفافية ودولة القانون. لا يمكن سرقة الملكية الفكرية".

لدواع أمنية!
وتفرض واشنطن منذ مارس رسومًا جمركية مشددة على واردات الصلب والألمنيوم بنسبة 25% و10% على التوالي، مبررة هذا الإجراء بدواعي "الأمن القومي". وعلق رئيس قسم الاقتصاد في وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني أن "الحرب التجارية باتت واقعًا".

ما يزيد تعقيدات الوضع أن الحوار يبدو مقطوعًا بين الطرفين. وأوردت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن بكين ألغت زيارة مقررة لوفد من المفاوضين الصينيين في 27 و28 سبتمبر إلى واشنطن، كما إن مفاوضات سابقة جرت في أواخر أغسطس لم تسفر عن نتيجة.

ورأت "فيتش" الجمعة أن "سياسات الولايات المتحدة التجارية الحمائية بلغت نقطة باتت فيها تؤثر فعليًا على آفاق نمو عالمي لا تزال قوية"، وقد خفضت الوكالة توقعاتها للنمو في الصين &إلى 6.1% خلال هذه السنة، بتراجع 0.2 نقطة مئوية عن توقعات يونيو، فيما باتت تتوقع نموًا عالميًا بنسبة 3.1% عام 2019، بتراجع 0.1 نقطة مئوية.

هل تكون اليابان الهدف المقبل؟
لفتت فيتش إلى أن النمو الاقتصادي في العالم "أقل توازنًا وأقل تناغمًا". وما يزيد من المخاطر على التوسع الاقتصادي دخول ترمب في نزاع تجاري مع كل الشركاء الرئيسيين للولايات المتحدة. وتوصل في الوقت الحاضر إلى هدنة هشة مع الاتحاد الأوروبي والمكسيك، لكن إدارته تجري مفاوضات صعبة مع كندا.

يبدو الآن أن اليابان التي تسجل الولايات المتحدة تجاهها عجزًا تجاريًا بقيمة 56.6 مليار دولار، باتت هدفًا لترمب.

وبعث عملاق التوزيع "وولمارت" رسالة أخيرًا إلى إدارة ترمب، حذر فيها بأنه في حال فرض رسوم جمركية جديدة على البضائع الصينية، فقد يعمد إلى زيادة أسعاره على مجموعة واسعة من المنتجات، التي تتراوح بين المواد الغذائية من أسماك وصلصة الصويا والطحين وغيرها، إلى لوازم العناية الشخصية والصحة، مثل الشامبو والصابون وأدوية التنظيف.

أشارت ساره ثورن التي كتبت الرسالة، وهي تعمل للترويج لوولمارت، إلى أن هذه الرسوم الجمركية ستزيد من نفقات الأسر على هذه المنتجات ذات الاستخدام اليومي.

أضافت من جهة أخرى أن "أيًا من هذه المواد غير مرتبط بالملكية الفكرية ولا بأي أسرار تجارية، ومن الصعب بالتالي أن نفهم كيف سيؤدي فرض رسوم على هذه المنتجات إلى حل هذه الإشكاليات المعقدة".

وتتزايد مخاوف أوساط الأعمال مع تهديد ترمب باستهداف منتجات صينية إضافية بقيمة 267 مليار دولار، إن ردت بكين على الرسوم المفروضة على 200 مليار دولار من بضائعها.


&