جددت الكويت على لسان سفيرها في الصين دعمها مبادرة "حزام واحد وطريق واحدة" التي تتلاقى مع تصورها الاستراتيجي، وتستمر في رصد الاستثمارات التي ترفد إحياء طريق الحرير التاريخية.

إيلاف من الكويت: أكد سميح جوهر حيات، سفير دولة الكويت لدى الصين، الجمعة، دعم الكويت الدائم وتأييدها لمبادرة "حزام واحد وطريق واحدة"، التي تتلاقى مع تصورها الاستراتيجي في جعلها ممرًا استراتيجيًا آمنًا، وملتقى تجاريًا ضخمًا، ونواة شبكة خطوط حديد عنكبوتية، تبدأ من الصين، وتنتهي في القدس، مرورًا بآسيا الوسطى والدول الاستراتيجية، وذلك على هامش ترؤسه وفد الكويت إلى الدورة الثانية لمنتدى مبادرة "حزام واحد وطريق واحدة"، التي انطلقت الخميس في العاصمة الصينية بكين، برعاية الرئيس الصيني شي جين بيينغ وحضوره، وتستمر حتى السبت.

أول دولة
قال السفير حيات لوكالة الأنباء الكويتية إن الكويت "أول دولة في العالم تبادر إلى توقيع مذكرة تفاهم للتعاون مع الصين في مبادرة ’حزام واحد وطريق واحدة‘ بعد إعلانها مباشرة في سبتمبر 2013".

أضاف: "بتوجيه من النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ ناصر صباح الأحمد الجابر الصباح، رئيس مجلس التخطيط الأعلى والرئيس الأعلى لجهاز المنطقة الاقتصادية الشمالية، تولي الكويت هذا المنتدى اهتمامًا كبيرًا وخاصًا، وستقوم على هامشه بالتوقيع على مذكرتي تفاهم مع حكومة الصين الصديقة، الأولى مع بنك التنمية الصيني الحكومي، وتتعلق بالتطوير والبناء والتعاون الاستشاري، والثانية مع هيئة التخطيط الحضري الحكومية، وتتعلق بتنظيم التخطيط الاستشاري".

الجدير بالذكر أن الكويت هي أول دولة عربية استثمرت في الصندوق السيادي الصيني بمبلغ 10 مليارات دولار، منذ عام 2005.

إحياء طريق الحرير
أوضح السفير حيات أن مشاركة الكويت في الدورة الثانية للمنتدى "تأتي وسط مشاركة العديد من رؤساء الدول والحكومات ووزراء وأكاديميين من أكثر من 160 دولة واقعة على طول طريق الحرير".

تابع: "المنتدى سيناقش سبل تعزيز التعاون وبناء منصة التعاون وتحقيق الكسب المشترك وتسوية المشكلات التي تواجه الاقتصادين العالمي والإقليمي، علاوة على ضخ طاقة جديدة لمواصلة تحقيق التنمية المترابطة".

وأعرب السفير حيات عن ثقته الكبيرة بنجاح هذه الدورة في الدفع قدمًا باتجاه التعاون والتنسيق في إحياء طريق الحرير التاريخية، "التي تبرز عظمتها في ربطها مجتمعات مختلفة في أديانها وثقافاتها، تقبلت بعضها وفتحت كل منها مساحات للأخرى ضمن منظومة واضحة، تقوم على التبادلات التجارية والاستثمارية".

ختم قائلًا: "نعمل بجدية واقعية وتوجيه رفيع من القيادة السياسية العليا في ترسيخ وتنظيم علاقات الكويت الاستراتيجية المتميزة مع الجانب الصيني، كأساس متطور للتكامل الاقتصادي والاستثماري والتجاري والسياسي والثقافي والأكاديمي والأمني وتعزيزه استراتيجيًا".

مدينة الحرير
ضمن هذه المبادرة، تبني الكويت أحد أطول الجسور في العالم لربط الكويت العاصمة بشمال البلاد النائي، حيث يقع مشروع مدينة الحرير التي تخطط الحكومة الكويتية لرصد مليارات الدولارات فيها، أملًا في إحياء روح طريق الحرير التجارية التاريخية، وفي تحويل منطقة الصبية في أقصى شمال البلاد قرب الحدود العراقية إلى منطقة حرة ضخمة، تربط الخليج بوسط آسيا وأوروبا.

تشمل خطة تنمية الصبية بناء قطاع سكني في مدينة الحرير وإطلاق مشروعات اقتصادية أخرى، مثل إقامة مرفأ في جزيرة بوبيان، أكبر الجزر الكويتية.

يشكل الجسر خطوة مهمة في مسيرة تطوير المنطقة الاقتصادية الحرة في الشمال الكويتي التي ستقام على خمس جزر كويتية قرب شواطئ العراق وإيران، ويضم المشروع بناء الفرع الرئيسي الرابط بين مدينة الكويت ومنطقة الصبية، وفرع آخر إلى جهة الغرب هي وصلة الدوحة. ويبدأ الجسران من ميناء الشويخ، المرفأ الرئيس في البلاد.

يبلغ طول الجسر 36 كلم، معظمها فوق البحر، وتقدر تكلفة بنائه بنحو ثلاثة مليارات دولار، بينما تصل قيمة الاستثمارات في مشروع مدينة الحرير إلى 100 مليار دولار.

يتضمن المشروع إنشاء برج بطول 1001 متر (250 طبقة)، سيكون مزوّدًا بأحدث التقنيات المعمارية الملائمة للمناخ، ويشمل سبعة مجمعات، تضم مكاتب ومرافق وفنادق ومطاعم وأماكن ترفيهية. ومن المتوقع أن يكون أحد أطول الأبراج في العالم.
&