انخفض عدد مشتركي شبكة نتفليكس للمرة الأولى منذ أكثر من عقد من الزمان.
وقد فقدت شركة عرض المواد الفنية 200 ألف مشترك في الشهور الثلاثة الأولى من السنة، حسبما أفادت الشركة الثلاثاء.
وجاء هذا الانخفاض في عدد المشتركين بعد أن رفعت الشركة قيمة الاشتراك في بعض الأسواق الأساسية، كالولايات المتحدة والمملكة المتحدة، فيما انسحبت من روسيا.
ونبهت الشركة إلى أنها تتوقع خسائر أخرى، وأشارت إلى أنها ستبدأ في مكافحة مشاركة الحسابات، فيما تسعى لاكتساب أعضاء جدد.
وتقدر الشركة أن أكثر من 100 مليون أسرة تخالف القواعد عن طريق تداول كلمات المرور مع آخرين.
من سيربح معركة البث التلفزيوني حسب الطلب؟
هل تهدد نتفليكس قيم مجتمعاتنا العربية؟
وقال المدير التنفيذي ريد هيستينغز "حين كنا ننمو بشكل سريع لم تكن قضية مشاركة الحسابات أولوية بالنسبة لنا".
وقال لوكاس شو، الصحفي المتخصص في الشؤون الفنية بشبكة "بلومبيرغ"، إن مشاركة كلمات المرور تمثل مشكلة منذ فترة طويلة.
وأضاف شو، في حديثه لبي بي سي، أن الشركة تبحث عن مجالات للنمو على ما يبدو، وأنها حاولت منع الاستخدام الجماعي لكلمات المرور في الماضي وواجهت صعوبات.
رحيل المشتركين
وقالت نتفليكس في رسالة للمساهمين إن ارتفاع عدد المشتركين خلال وباء فيروس كورونا قد ساهم في غموض الصورة، وحذرت من أن مليوني مشترك إضافي يحتمل أن يلغوا اشتراكاتهم حتى شهر يوليو/تموز القادم.
وأضافت أن نمو دخل الشركة قد تباطأ بشكل كبير، وأن استخدام الحسابات بشكل مشترك ضمن العائلة الواحدة بالإضافة إلى المنافسة قد ساهم في ذلك.
يذكر أن آخر مرة فقدت فيها الشركة مشتركين كانت في شهر أكتوبر/تشرين الأول عام 2011. ولديها الآن أكثر من 220 مليون مشترك في أنحاء العالم.
الضربة الروسية
وكلف الانسحاب من السوق الروسي، عقب غزو أوكرانيا، نتفليكس 700 ألف مشترك، بينما ألغى 600 ألف شخص في الولايات المتحدة وكندا اشتراكاتهم عقب رفع قيمة الاشتراك، كما قالت الشركة.
وقالت نتفليكس إن الأمور تسير حسب التوقعات وإن دخل الشركة سوف يزداد رغم إلغاء الاشتراكات.
وقد ارتفعت عائدات الشركة في الشهور الثلاثة الأولى من السنة بنسبة 9.8 في المئة، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، لتتجاوز 7.8 مليار دولار.
وهذا يعني تباطأ بالمقارنة مع الأرباع السابقة، بينما انخفضت الأرباح بأكثر من 6 في المئة، متراجعة إلى 1.6 مليار دولار تقريبا.
وقد عوضت الخسائر جزئيا من خلال زيادة في الاشتراكات في أماكن أخرى كاليابان والهند.
وفي سعيها للنمو تقول الشركة إنها تركز على الأسواق الدولية والبحث عن طرق للحد من مشاركة الحسابات، التي تُقدر أنها تشمل 100 مليون شخص، بينهم أكثر من 30 مليونا في الولايات المتحدة وكندا.
وتسعى الشركة للحصول على دخل إضافي من الإعلانات التجارية والمشتركين الذين يسمحون لأصدقائهم وأفراد عائلاتهم باستخدام حساباتهم.
وقال هيستينغز "من يتابعون نتفليكس يعرفون أنني كنت دائما أعارض تعقيدات الإعلانات التجارية وأفضل عليها بساطة الاشتراكات. لكن مع إعجابي بهذا الأمر، فأنا معجب أكثر بخيارات المستهلك".
وأضاف هيستينغز قائلا "واضح أن الإعلانات تعمل بشكل جيد لدى ديزني وإتش بي أو".
لكن المحللين يقولون إن زيادة الأسعار بدأت في التأثير على العائلات.
وعلى سبيل المثال، ألغت 1.5 مليون عائلة في المملكة المتحدة اشتراكاتهم في الشهور الثلاثة الأولى من السنة، وقال 38 في المئة منهم إنهم يرغبون في توفير النفقات، وذلك في أعلى نسبة من نوعها حتى الآن، وفقا لشركة "كانتار" لأبحاث السوق.
وتواجه نتفليكس أيضا منافسة شرسة، إذ تضخ شركات مثل أبل وأمازون وكذلك شركات الأفلام التقليدية مثل ديزني المال لتطوير وسائل العرض عبر الانترنت.
وقال المحلل باولو بيسكاتوري من شركة "فورسايت" إن فقدان المشتركين يمثل اختبارا للشركة بينما تحاول أن توازن بين فقدان المشتركين ورفع العائدات.
وأضاف "بينما لعبت نتفليكس وخدمات أخرى دورا أساسيا خلال فترة الإغلاق فإن المستخدمين يترددون الآن في الاشتراك مع تغير العادات".
ويشهد سوق الولايات المتحدة الآن الكثير من الخدمات التي تحاول الوصول إلى عدد متناقص من المستهلكين.
وقد انخفضت قيمة أسهم نتفليكس بأكثر من 20 في المئة في نيويورك عقب إعلان فقدان المشتركين، ما أدى إلى خسارة الشركة أكثر من 30 مليار دولار من قيمتها في السوق.
وتسبب قلق المستثمرين في ضربات لشركات ترفيه أخرى، بينها ديزني.
التعليقات