أعلنت سلسلة المطعام الأمريكية ماكدونالدز أنها قررت بيع جميع فروعها في روسيا بسبب الحرب الدائرة في أوكرانيا.

وقالت ماكدونالدز إن الأزمة الإنسانية الناجمة عن الصراع أسهمت في ظهور بيئة أعمال "لا يمكن التنبؤ بها".

ويتزامن ذلك مع إعلان شركة رينو الفرنسية المصنعة للسيارات عن إنهاء نشاطها في روسيا، إذ قالت إنها تعتزم بيع حصة الأغلبية التي تملكها في شركة "أفتوفاز".

وكانت ماكدونالدز قد فتحت أولى فروعها في موسكو في 1990، بينما كان الاتحاد السوفييتي يفتح اقتصاده أمام الشركات الغربية.

وأغلقت الشركة في مارس/ آذار الماضي بشكل مؤقت كافة فروعها في روسيا، ويبلغ عددها 850 فرعا.

وقالت ماكدونالدز إنها تسعى لبيع جميع مطاعهما في روسيا لمشتر محلي وتعتزم البدء بعملية إزالة اللافتات التي تحمل العلامة التجارية لكي لا يكون بمقدوره استخدام اسم ماكدونالدز وعلامتها التجارية وقائمة طعامها.

لكنها قالت إنها ستواصل الاحتفاظ بعلاماتها التجارية في روسيا.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة، كريس كيمبزينسكي، إن الإعلان كان "صعباً للغاية" لكن الشركة أرادت الالتزام بقيمها.

ومن شأن هذه التحركات أن تكلف ماكدونالدز ورينو المليارات من الدولارات على شكل استثمارات مشطوبة.

وقال شركة رينو، التي اتخذت القرار تحت ضغوط تتعلق بوجودها في روسيا، إنها ستبيع حصتها البالغة 68 في المائة في شركة "أفتوفاز" إلى مؤسسة علمية روسية، بينما ستذهب حصتها في شركة "رينو روسيا" إلى مدينة موسكو.

وقالت موسكو إن أصول شركة رينو في روسيا أصبحت ملكاً للدولة الروسية.

وهذه هي أول عملية تأميم لنشاط تجاري أجنبي كبير منذ الغزو الروسي لأوكرانيا.

وقالت وزارة الصناعة والتجارة الروسية إن "الاتفاقيات وُقعت لنقل الأصول الروسية التابعة لمجموعة رينو إلى الاتحاد الروسي وحكومة موسكو".

صورة تعود للعام 2016 لموظفين يعملان في خط لتجميع السيارات تابع لشركة رينو في موسكو.
Getty Images
خط تجميع السيارات لصالح شركة رينو في موسكو.

لم تتوفر حتى الآن التفاصيل المالية المتعلقة بالصفقة، لكن وزير الصناعة والتجارة الروسي دينيس مانتوروف قال في أبريل/ نيسان إن رينو تعتزم بيع أصولها في روسيا مقابل "روبل رمزي واحد".

وقالت مجموعة رينو في بيان لها الاثنين إن مجلس إدارتها صادق على الاتفاقيات الخاصة ببيع شركة "رينو روسيا" إلى مجلس مدينة موسكو، وكذلك حصتها في شركة "أفتوفاز" إلى المعهد المركزي الروسي لبحوث وتطوير السيارات ومحركاتها.

وشملت الصفقة كذلك مصنع رينو في موسكو "أفتوفراموس"، الذي يصنع سيارات رينو ونيسان.

وقال عمدة موسكو سيرغي سوبيانين إن إنتاج المصنع سيستأنف الآن تحت الاسم التجاري من الحقبة السوفييتية "موسكفتش".

وقال رئيس شركة رينو، لوكا دي ميو: "اليوم اتخذنا قرارا صعبا لكنه ضروري، ونتخذ خيارا مسؤولا نحو موظفينا البالغ عددهم 45,000 في روسيا، بينما نحافظ على أداء المجموعة وقدرتنا على العودة إلى البلاد في المستقبل، في سياق مختلف".

وتشمل الاتفاقية، التي قالت رينو إنها ستكلف الشركة ما يقدر بحوالي 2.2 مليار يورو، خياراً يتيح للمجموعة إعادة شراء حصتها في أفتوفاز لمدة ستة أعوام.

يُذكر أن "أفتوفاز" أكبر شركة روسية مصنعة للسيارات، وهي التي تصنع سيارة "لادا" الشهيرة.

وكانت شركة رينو قد أعلنت في مارس/آذار الماضي عن تعليق عملياتها في مصنعها بموسكو.

وجاء ذلك بعد أن دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، رينو وشركات فرنسية أخرى إلى مغادرة روسيا، متهماً إياها بـ "تمويل قتلة النساء والأطفال".

وقد غادرت المئات من العلامات التجارية الدولية، من بينها ستاربكس وكوكاكولا وليفايز وأبل، روسيا منذ غزوها لأوكرانيا في فبراير/ شباط، حيث تتطلع العديد منها الآن إلى بيع شركاتها في البلاد.

وفي الأسبوع الماضي، أعلنت شركة "شل" العملاقة في مجال الطاقة، أنها وافقت على بيع أكثر من 400 من محطات البترول التي تملكها في روسيا إلى "لوك أويل"، ثاني أكبر شركة لإنتاج البترول في البلاد.

وكانت موسكو قد حذرت في وقت سابق أنها قد تؤمم معامل الإنتاج أو المصانع التي توقف العمل بها.

ويقول ثيو ليغيت، محرر التجارة والأعمال لدى بي بي سي، إنه في المراحل الأولى من الصراع، استخدمت رينو أسلوب المراوغة، باختيارها البقاء في روسيا في الوقت الذي كانت الشركات التجارية الدولية الأخرى تغادرها.

ولكن بعد ذكرها بالاسم من قبل الرئيس الأوكراني، الذي قال إن الشركات الغربية في روسيا تساعد على تمويل حرب فلاديمير بوتين، قامت بإيقاف عملياتها في أواخر مارس/ آذار.

ويشير ليغيت إلى أن تخلي رينو عن نشاطها التجاري في روسيا سيكون مكلفا، إذ ستفقد سوقاً كبيرة كان ينظر إليه على أنه ساحة رئيسية للنمو.