فاز وزير الخزانة الأمريكي السابق، بن برنانكي، الذي كان على رأس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، خلال الأزمة المالية لعام 2008، بجائزة نوبل في الاقتصاد مع فائزين اثنين آخرين.
وقالت الأكاديمية السويدية للعلوم إنها منحت الجائزة للثلاثي اعترافا بأبحاثهم التي غيرت فهمنا للأزمات المالية.
وتركزت أعمالهم على أهمية تجنب إقبال عدد كبير من المودعين على سحب أموالهم من البنوك.
وأضافت الأكاديمية إن خلاصة البحوث "حسنت قدرتنا على تجنب الأزمات الخطيرة عمليات الإنقاذ المالي الباهظة".
وبينت بحوث برنانكي كيف أن سحب عدد كبير من المودعين أموالهم من البنوك أطال عمر الكساد العظيم في الثلاثينات. وطبق بعض تلك الدروس عندما كان على رأس الخزانة الأمريكية من 2006 إلى 2014.
فعندما وقعت الأزمة المالية دفع الحزانة إلى التدخل بقوة، من خلال خفض معدل الفائدة وتنظيم عمليات الإنقاذ المالي لعدد من أكبر البنوك الأمريكية. وأثارت قراراته خلافات سياسية.
واستعملت الخزانة الأمريكية وبنوك مركزية أخرى الأدوات التي استعملها لتحقيق الاستقرار الاقتصادي، عندما تفشى فيروس كورونا وأقر العديد من الدول الإغلاق.
وبرى الخبير الاقتصادي قي جامعة ستوكهولم، وعضو لجنة التحكيم في الجائزة، جون هاسلر، إن "المتوجين وضعوا الأسس لفهمنا العصري لضرورة وجود البنوك، ولماذا تتسم بالهشاشة، وما الذي علينا القيام به بهذا الخصوص".
وأضاف: "علينا أن ننتبه إلى أنه على الرغم من الأزمة المالية لها تأثيرات على نطاق واسع، فإنها لا هي ولا جائحة كورونا أدت إلى كساد مثل ما وقع في الثلاثينات".
وعندما نشر برنانكي أعماله في 1983 كان ينظر إلى انهيار البنوك على أنه نتيجة الأزمة الاقتصادية، وليس سببها، ولكن عمله قلب المفهوم رأسا على عقب.
واقتسم برنانكي الجائزة مع الخبيرين الاقتصاديين دوغلاس ديموند وفيليب ديبفيغ.
وبينت أعمالهم الدور الحيوي الذي تؤديه البنوك في الاقتصاد، وكيف أن إجراءات الضبط من تأمين الودائع يجعل البنوك أقل عرضة للانهيار، وهي الخلاصة التي وصفتها لجنة التحكيم بأنها "تضع الأسس العصرية للضبط المصرفي".
وقال البروفيسور هاسلر عن تسليمه الجائزة إن فهم الأزمات المالية يبقى "الأولية"، في ظروف تتسم بالاضطراب الاقتصادي العالمي.
وقال البروفيسور ديموند، الذي يعمل في جامعة شيكاغو، إن العالم اليوم أكثر تحضيرا لمواجهة الأزمات المالية مما كان كان عليه في 2008. ولكن أوضح أن حوادث غير متوقعة مثل ارتفاع تكلفة الاقتراض التي شهدتها بريطانيا الشهر الماضي، بعدما أعلنت الحكومة خطتها لخفض الضرائب، بحمل مخاطر خاصة إذا فقد الناس الثقة في مصداقية النظام المالي.
وتبلغ قيمة الجائزة 885 ألف دولار أمريكي يتقاسمها الفائزون الثلاثة.
وقال البروفيسور ديموند إن الجائزة كانت مفاجأة له، وإنه كان ينام نوما عميقا عندما رن جرس هاتفه النقال لتبليغه بخبر الفوز.
ولم تكن جائزة نوبل في الاقتصاد من الجوائز الأصلية، فقد أضافتها المؤسسة لاحقا، وهي آخر جائزة تعلن عنها كل عام.
أما الجوائز الأخرى فقد أسسها ألفريد نوبل في عام 1895، أما جائزة نوبل للاقتصاد فقد استحدثت في عام 1968.
وكان أغلب الفائزين السابقين بالجائزة من الولايات المتحدة، ولكن نادرا ما فاز بها خبير اقتصادي مشهور تولى مناصب سياسية.
جائزة نوبل: ثلاثة باحثين في مجال الجزيئات الصغيرة يفوزون بالجائزةLink
جائزة نوبل للطب يفوز بها السويدي سفانتي بابو لأبحاثه في مجال تطور البشرLink
وتلقى برنانكي دراسته الجامعية الأولى في هارفارد، والدكتوراه في معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا، وعمل أستاذا للاقتصاد في جامعة برينستون، وجامعات أخرى، كما عمل مستشارا للرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش.
التعليقات