سين شو (تايوان): أعلنت شركة تصنيع أشباه الموصلات العملاقة TSMC أنها عازمة على "إبقاء جذورها في تايوان" لدى إطلاقها منشأة ضخمة في شمال الجزيرة الجمعة تهدف إلى تطوير الشرائح الإلكترونية الدقيقة الأكثر تقدّما في العالم.

تسيطر "الشركة التايوانية لتصنيع أشباه الموصلات" على أكثر من نصف إنتاج العالم من الشرائح الدقيقة التي تعد بمثابة شريان حياة الاقتصاد العالمي الحديث إذ تشغّل كل شيء من ماكينات القهوة والهواتف الذكية وصولاً إلى السيارات والصواريخ.

وعلى غرار منشأة البحث والتطوير الجديدة، يتركّز الجزء الأكبر من قاعدة التصنيع التابعة لشركة TSMC في مدينة سين شو حيث تنتج المنشآت المتطوّرة شرائح سيليكون صغيرة للغاية ازداد الطلب عليها بشكل كبير، خصوصا في ظل ازدهار التكنولوجيا المرتبطة بالذكاء الاصطناعي مؤخراً.

إبقاء الجذور في تايوان
ولدى إطلاق منشأة البحث والتطوير الجمعة، قال الرئيس التنفيذي لشركة TSMC مارك ليو إن المركز "سيطوّر تكنولوجيا رائدة عالميا في قطاع أشباه الموصلات على نحو أنشط من أجل استكشاف تكنولوجيا النانومترين و1,4 نانومتر وحتى أصغر".

تعمل الشركة جاهدة لبدء الإنتاج بكميات كبيرة لشريحة 1,4 نانومتر (أي أصغر من جزء من ظفر الإصبع) لتتفوق على منافستها سامسونغ، ثاني أكبر منتج في العالم.

وتجاوزت خطوط إنتاجها حدود تايوان بينما أعربت القوى الغربية عن مخاوفها حيال تركز الصناعة التي تعد مهمة للغاية في جزيرة تعتبر الصين أنها أرض تابعة لها، علما بأنها كثّفت الضغط السياسي والعسكري عليها خلال العام الماضي.

لكن الرئيس التنفيذي للشركة سي سي ويي قال الجمعة إن TSMC تنوي إبقاء تايوان مركز مهارتها التكنولوجية.

وأفاد ويي خلال حفل الافتتاح الذي حضره رئيس وزراء تايوان ومؤسس TSMC موريس تشانغ "نرغب باستغلال هذه الفرصة لنظهر للشعب التايواني عزم TSMC على إبقاء جذورها في تايوان".

وتابع "سمعنا أصواتا تعبّر عن قلقها حيال إن كانت TSMC تتطلع نحو الخارج وتوقف عمليات التطوير في تايوان. علينا أن نقول: لا".

وأضاف "مع افتتاح مركز البحث والتطوير العالمي، نوجّه رسالة للشعب التايواني مفادها أن جذورنا ستبقى في تايوان".

تأجل إطلاق معمل مخطط له في أريزونا في استثمار أجنبي يعد من بين الأكبر في الولايات المتحدة، حتى العام 2025 نظراً لنقص العمالة الماهرة، في ما يعد ضربة لخطط البيت الأبيض لزيادة إنتاج الشرائح الإلكترونية في الولايات المتحدة.

وذكرت TSMC أنها سترسل خبراء تقنيين تايوانيين للمساعدة في تدريب موظفي المعمل.

تواجه الشركة مشاكل مشابهة فيما تبحث إمكانية افتتاح مصنع في درسدن، متحدثة عن ثغرات في المواهب في ألمانيا.

قيود واسعة
ازداد التقدير العالمي لـTSMC خلال العام الماضي، جاء الجزء الأكبر منه بعدما كشفت الولايات المتحدة عن قيود واسعة تهدف للحد من وصول بكين إلى الشرائح الإلكترونية المتطورة ومعدات تصنيعها والبرامج المستخدمة في تصميم أشباه الموصلات.

ردت بكين باتّخاذ خطوات مشابهة ففرضت قيوداً على مبيعات الشرائح الإلكترونية من شركة "ميكرون" الأميركية العملاقة وأعلنت أن تصدير المعادن النادرة التي تعد أساسية لإنتاج أشباه الموصلات يتطلب رخصة.

وكانت تايوان التي تحظى بحكم ذاتي وتعتبر أهم مركز تصنيع في العالم لأشباه الموصلات، في قلب النزاع إذ تعتبرها الصين أرضاً تابعة لها وتعهّدت استعادتها بالقوة إذا لزم الأمر.

لكن سلسلة الإمداد بأكملها، من تصميم الشريحة وصولاً إلى تصنيعها وعملية التجميع النهائية، التي تتم في البر الرئيسي الصيني واسعة النطاق ومعقّدة وتؤدي إلى اعتماد جميع الأطراف على بعضها بعضًا.

وأفاد رئيس الوزراء التايواني تشين شين-جين الذي حضر حفل TSMC مكان الرئيسة تساي إنغ-وين المصابة بكوفيد أن "قطاع أشباه الموصلات يتطلب تعاونا عالميا وثيقا، من التصاميم الأميركية وصولا إلى المعدات الأوروبية والمواد اليابانية والصناعة التايوانية والبحث والتطوير".

وأكد على أن منشأة البحث والتطوير الجديدة التابعة للشركة "تحمل أهمية استراتيجية بالغة".

وقال "تسمح تنافسية تايوان الصناعية للعالم بملاحظة أن تايوان ليست جزيرة ديموقراطية صامدة فحسب، بل إنها أيضاً جزيرة تكنولوجيا مزدهرة".