باريس: يعتبر إريك آلبير على صفحات اللوموند، أن دول جنوب أوروبا يأخذون بثأرهم من سنين من غطرسة ألمانيا الاقتصادية، فالبلاد الأربعة المسماة بال"PIGS" البرتغال، إيطاليا، اليونان، وإسبانيا، اعتبروا من قبل ألمانيا، ولسنين طويلة، متخلفين اقتصاديا نتيجة الكسل والرشوة وسياسة اقتصادية غير سليمة إلى أخره.

وهذا ما يسبب الأزمات في تلك المنطقة من أوروبا، يعني بطالة العمال ونمو خفيف إلى أخره، إلا أنه منذ سنين استطاعت تلك الدول أن تعود إلى نمو محترم بين 2019 و2023، أي من ضمنها فترة الكوفيد، وفقاً لتقرير "مونت كارلو" نقلاً عن اللوموند.

استطاعت اليونان والبرتغال أن تنمو حوالي 6%، إيطاليا حوالي 3.5%، إسبانيا 2.5%، بينما لم يتعدى النمو الألماني سبعة أعشار في المئة.

وخفضت معدل البطالة إسبانيا من 25% سنة 2014 إلى 11% الأن واليونان من 26% إلى 10%، وإيطاليا من 13% إلى 7.5%، وحتى أن المصارف في البلاد الأربعة، وخاصة في إيطاليا تحسن وضعها كثيرا وانخفض فارق الفائدة مع ألمانيا.

عودة السياحة
عاملان أساسيان سمح بذلك أولا، الدين الأوروبي المشترك، وثانيا، استفادت البلدان الأربعة من عودة السياحة بعد الكوفيد، بينما بدأت الصناعة الألمانية تعاني في نفس الوقت من أزمة بفقدانها قدرتها التنافسية في مجال السيارات الكهربائية والكيميائية، ونتيجة الحرب الأوكرانية، وتفوق الصين في البطاريات الكهربائية وعوامل أخرى.

بالرغم من تقارب اقتصاد الجنوب الأوروبي من ألمانيا، إلا أن المسافة بين ألمانيا وتلك البلاد مازالت كبيرة من عدة نواحي، فالدين الإيطالي وضعف الدين الألماني تقريبا بالنسبة للدخل القومي، واليونان ما زال الدخل القومي أقل مما كان عليه سنة 2010، والدخل القومي للفرد اليوناني ما زال 85% من الدخل القومي للفرد الألماني، والبرتغال 66%، إسبانيا 73%، وإيطاليا 82%.

ويعتبر الكاتب أن عنجهية الألمانية الاقتصادية وصلت إلى حدها الأن.