إيلاف من بغداد: بخطى حثيثة تسير الحكومة العراقية برئاسة محمد شياع السوداني في طريق خطتها لتطوير قطاع النفط والغاز لزيادة الإنتاج وأيضاً الوصول إلى هدف تصفير حرق الغاز المصاحب وكذلك زيادة الاستثمار الأجنبي في البلاد.

فقد رعى السوداني مراسم توقيع مذكرة تفاهم شاملة بين وزارة النفط وشركة النفط البريطانية (BP) لتطوير حقول كركوك لإنتاج النفط والغاز.

ووقع عن الجانب العراقي نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الطاقة وزير النفط حيان عبد الغني، فيما وقع من جانب شركة (BP) الرئيس التنفيذي للشركة السيد موراي أوشينكلوس.

كما حضر حفل التوقيع نادر زكي، الرئيس الإقليمي لشركة بي بي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وزيد الياسري، رئيس شركة بي بي في العراق.

ماذا تتضمن مذكرة التفاهم؟
وتتضمن المذكرة إعادة تأهيل وتطوير حقول شركة نفط الشمال الأربعة في كركوك، وهي كل من حقل كركوك بقبتيه (بابا وأفانا)، وحقل باي حسن، وحقل جمبور وحقل خباز، وكذلك إمكانية الاتفاق على حقول أو رقع استكشافية أخرى، وذلك في ضوء سعي الحكومة إلى الاستثمار الأمثل للفرص الواعدة في مجال الطاقة، بهدف زيادة وتعزيز إنتاج النفط واستثمارات الغاز والطاقة الشمسية في هذه المنطقة.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة بي بي البريطانية العملاقة ان مذكرة التفاهم التي وقعها الجانبان تستند إلى العلاقة الاستراتيجية طويلة الأمد التي تربط شركة بي بي بالعراق.

وأضاف ان توقيع مذكرة التفاهم يشكل خطوة مهمة نحو المزيد من التطوير المحتمل لهذه المنطقة ذات الأهمية البالغة. وهي تتماشى مع الأولويات الست الواضحة لشركة بي بي وتدعم مساعيها لتقديم خدماتها كشركة أبسط وأكثر تركيزًا وأعلى قيمة.

رفع مستوى معيشة السكان المحليين
ومن شأن توقيع مذكرة تفاهم تطوير حقول كركوك ان يفتح الباب أمام برنامج مزيد من الشركات الأجنبية للاستثمار في منطقة كركوك كما سيسهم في رفع مستوى معيشة السكان المحليين وخلق العديد من فرص العمل في هذه المنطقة.

وكجزء من مذكرة التفاهم، تقترح شركة بي بي أيضًا استكشاف فرص الاستثمار في توليد الطاقة وإدخال مرافق الطاقة الشمسية إلى المنطقة، على ان تكتمل المفاوضات في هذا الشأن في مطلع العام المقبل.

ويعد توقيع مذكرة التفاهم مع الشركة البريطانية شهادة من جانب واحدة من اكبر شركات النفط في العام بأن العراق أصبح ملاذا امنا للاستثمار الأجنبي وهو ما أكده توقيع عقد الشراكة مع شركة توتال انيرجيز الفرنسية العملاقة للاستثمار في ثلاثة مشروعات للطاقة النظيفة في العراق.

السوداني ينجح في تطوير قطاع النفط والغاز
ومنذ تسلمه مهام منصبه في أكتوبر تشرين الأول 2022 قطع السوداني شوطا كبيرا في مجال تطوير النفط والغاز والطاقة النظيفة في العراق الذي يتكبد مليارات الدولارات سنويا بسبب ممارسة حرق الغاز.

وعمل السوداني على على تنفيذ خطة لزيادة سعة مصافي النفط في العراق، بهدف وقف استيراد الوقود وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات النفطية او على الأقل انتاج معظمها بحلول عام 2025 والتحول بعد ذلك إلى التصدير للخارج.

وفي إطار السعي لتحقيق هذا الهدف افتتح السوداني في أبريل نيسان من العام الماضي مصفاة كربلاء النفطية بعد 9 سنوات من التعثر، في إنجاز يعد الأضخم بمجال التكرير في العراق منذ أربعين عاما.

كما افتتح السوداني في يونيو حزيران الماضي مشروع معالجة الغاز المصاحب في حقل الحلفاية في محافظة ميسان، وذلك ضمن توجه الدولة لاستغلال الغاز المصاحب في حقول النفط.

وايضاً رعى السوداني بنفسه مايو أيار من العام الجاري مراسم توقيع عقد مشروع مصفى الفاو الاستثماري، أحد مشاريع الميناء، بين وزارة النفط/ شركة مصافي الجنوب وشركة (CNCEC) الصينية، وذلك ضمن خطة الحكومة لزيادة الطاقات التكريرية في العراق واستقطاب رؤوس الأموال الأجنبية وتوفير المنتجات النفطية محلياً.

وأطلق رئيس الحكومة العراقية تراخيص الجولة الخامسة التكميلية وكذلك الجولة السادسة من مشاريع النفط والغاز في 12 محافظة عراقية في مايو أيضا لزيادة الاستثمارات في عموم محافظات العراق.

التوقيع على مذكرة التفاهم بين العراق وشركة بي بي يعد محوريا في زيادة وتعزيز تعاون العراق مع المجتمع الدولي مما سيسهم تنمية شاملة العراق وهي من اهم الملفات التي يوليها السوداني اهتماما كبيرا لدفع عجلة التنمية الاقتصادية، وتعزيز دور العراق كأمة واعدة تستشرف مستقبلا مزدهرا اعتمادا على امكانياتها واستنادا الى علاقات شراكة استراتيجية مع اللاعبين الدوليين.