إيلاف من طوكيو: أعلنت شركتا صناعة السيارات هوندا ونيسان عن خططهما للاندماج في كيان واحد، لتكوين ثالث أكبر شركة لصناعة وبيع السيارات في العالم، خاصة أن صناعة السيارات تشهد متغيرات لم يسبق لها مثيل، في ظل تحولها من الوقود إلى الكهرباء، وهي المتغيرات التي تؤدي في بعض الأحيان إلى ما يشبه الموت المفاجئ، على طريقة بعض الشركات الألمانية مثلاً.
وقالت الشركتان إنهما وقعتا مذكرة تفاهم يوم الاثنين، وإن شركة ميتسوبيشي موتورز، العضو الأصغر في تحالف نيسان، وافقت أيضاً على الانضمام إلى المحادثات بشأن دمج أعمالهما.
وقال توشيهيرو ميبي، رئيس هوندا، إن شركتي هوندا ونيسان ستواصلان توحيد عملياتهما في إطار إنشاء شركة قابضة مشتركة، على أن تقود شركة هوندا في البداية الإدارة الجديدة، مع الاحتفاظ بالمبادئ والعلامات التجارية الخاصة بكل شركة.
وأضاف ميبي، في بيان، أن الهدف هو التوصل إلى اتفاق اندماج رسمي بحلول حزيران (يونيو) 2025 وإتمام الصفقة بحلول آب (أغسطس) 2026، دون الكشف عن تفاصيل حول قيمة الصفقة، وفقاً لتقرير "سي إن إن" اقتصادية.
تأتي هذه الجهود بعدما تخلفت شركات صناعة السيارات في اليابان عن منافسيها الكبار في مجال السيارات الكهربائية وتحاول خفض التكاليف وتعويض الوقت الضائع.
وكانت قد ظهرت أنباء عن اندماج محتمل في وقت سابق من هذا الشهر، مع تقارير غير مؤكدة تفيد بأن المحادثات حول التعاون الوثيق كانت مدفوعة جزئياً بتطلعات شركة فوكسكون التايوانية لصناعة هواتف آيفون للتعاون مع نيسان، التي لديها تحالف مع رينو الفرنسية وميتسوبيشي.
مصالح مشتركة
يُنظر إلى هوندا، ثاني أكبر شركة لصناعة السيارات في اليابان، على نطاق واسع على أنها الشريك الياباني الوحيد المحتمل القادر على إنقاذ شركة نيسان، التي كافحت في أعقاب فضيحة بدأت باعتقال رئيسها السابق كارلوس غصن في أواخر عام 2018 بتهم الاحتيال وإساءة استخدام أصول الشركة، وهي الاتهامات التي ينفيها، وفي النهاية أُطلق سراحه بكفالة وغادر إلى لبنان.
وخفضت وكالة فيتش للتصنيفات الائتمانية مؤخراً النظرة المستقبلية الائتمانية لشركة نيسان إلى "سلبية"، مشيرة إلى تدهور الربحية، ويرجع ذلك جزئياً إلى انخفاض الأسعار في سوق أميركا الشمالية، لكنها أشارت إلى أنها تتمتع بهيكل مالي قوي واحتياطيات نقدية متينة تبلغ 1.44 تريليون ين (9.4 مليار دولار).
على ماذا ستحصل هوندا؟
في المقابل، يمكن لهوندا أن تحصل على سيارات الدفع الرباعي الكبيرة القائمة على هيكل الشاحنة مثل أرمادا وإنفينيتي QX80 التي تمتلكها شركة نيسان، مع قدرات سحب كبيرة وأداء جيد على الطرق الوعرة، لتشكيل تكتل ياباني ينافس تويوتا.
ويمكن أن يؤدي الاندماج إلى شركة عملاقة تبلغ قيمتها أكثر من 50 مليار دولار بناءً على القيمة السوقية لجميع شركات صناعة السيارات الثلاث.
ومن المتوقع أن يكتسب تحالف هوندا ونيسان مع شركة رينو الفرنسية وشركة صناعة السيارات الأصغر حجماً ميتسوبيشي موتورز، قدرة على التنافس مع شركة تويوتا موتور كورب وشركة فولكس فاغن الألمانية، خاصة أنه لدى تويوتا شراكات تكنولوجية مع شركة مازدا موتور اليابانية وشركة سوبارو اليابانية.
8 ملايين سيارة مقابل 11 مليون لتويوتا
ومع ذلك، حتى بعد الاندماج، ستظل تويوتا، التي أنتجت 11.5 مليون سيارة في عام 2023، شركة صناعة السيارات اليابانية الرائدة، في حين إذا انضمت الشركات الثلاث الأصغر حجماً فسوف تنتج نحو 8 ملايين سيارة.
ويذكر أنه في عام 2023، أنتجت هوندا 4 ملايين وأنتجت نيسان 3.4 مليون، فيما حققت شركة ميتسوبيشي موتورز ما يزيد قليلاً على مليون سيارة.
التعليقات