إيلاف من الرباط: كشف رئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش، عن اختيار كبار المستثمرين الكبار على المستوى الدولي لمحطة (الصويرة موكادور) للاستثمار بقيمة 2 مليار و300 مليون درهم (230 مليون دولار).

وأعلن أخنوش، خلال جلسة المساءلة الشهرية الاثنين بمجلس النواب (الغرفة الاولى في البرلمان)، عن التعاقد مع شركات الطيران على 11 مليون و400 ألف مقعد، وهو ما يمثل 87 في المائة من القدرة الإجمالية للنقل المباشر في جهات المملكة، ستنضاف إلى الرحلات الاعتيادية، وإنشاء خطوط جوية جديدة غير مسبوقة وربطها مع مختلف المطارات الوطنية. مع التوقيع على اتفاقيات مع واحدة من أكبر الشركات العالمية للنقل الجوي بهدف مضاعفة عدد المسافرين من 4,5 مليون مسافر إلى أكثر من 10 مليون مسافر بحلول سنة 2027. وقال رئيس الحكومة "هذا ما مكن من إطلاق 24 خطا جويا دوليا جديدا إلى جانب فتح 11 خطا داخليا جديدا للربط بين مطارات المدن المغربية بالصويرة ووارزازات والراشيدية".

ولتحفيز الاستثمار في القطاع السياحي، عملت الحكومة على إطلاق برنامج "GO للسياحة" بموازنة قدرها 720 مليون درهم (72 مليون دولار)، من أجل تعزيز دينامية القطاع وتحسين تنافسية المقاولات السياحية.

وأوضح أخنوش أن هذا البرنامج يستهدف 1700 مقاولة سياحية خلال الفترة 2023 ـ 2026، ويتمحور حول ثلاث آليات رئيسية، منها تشجيع الاستثمار في التنشيط السياحي، ومواكبة القطاع ومساعدة المقاولات في تحسين استراتيجيتها وتطوير أدائها المالي. بالإضافة إلى تبني التحول الرقمي وتوسيع أسواقها، وتطوير السياحة البيئية.

وتحدث رئيس الحكومة المغربية عن التوجهات الكبرى للسياسة السياحية، لاغتنام الفرص، وتوفير الشروط اللازمة للتنزيل الأمثل لخارطة طريق القطاع، في ظل انتعاش القطاع السياحي وتعافيه من الآثار السلبية التي تركتها الأزمة الصحية العالمية "كوفيد 19". وقال "نحن على وعي تام بتعزيز مكانة بلادنا كوجهة سياحية مميزة على المستوى العالمي"، مركزا على رهان التسويق والترويج الجيد للوجهة المغربية، نظير ما قدمه المنتخب الوطني لكرة القدم في بطولة كأس العالم لكرة القدم بقطر 2022، حيث ساهم الفريق الوطني في إشعاع المملكة المغربية على الصعيد العالمي.

وأضاف رئيس الحكومة "بالموازاة مع هذا الإشعاع، أطلقت الحكومة عدة مبادرات تسعى لإبراز جمال وثقافة المملكة، بهدف جذب المزيد من السياح من مختلف أنحاء العالم".

وتشكل حملة "المغرب أرض الأنوار"، التي أطلقتها الحكومة عبر مختلف وسائل الإعلام الرقمية والشاشات العملاقة في أكبر العواصم العالمية، أبرز المبادرات التي قامت بها الحكومة، وفق حملة "نتلاقاو في بلادنا" ( نلتقي في بلدنا) الرامية لتشجيع السياحة الداخلية.

وأشار أخنوش إلى أن هذه الحملات الترويجية رافقتها عملية توقيع شراكات استراتيجية مع منظمي الأسفار، حيث تم معهم التعاقد على إجمالي 2 مليون مسافر في سنة 2024، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 38 في المائة مقارنة مع سنة 2023. كما قامت الحكومة، عبر المكتب الوطني للسياحة، بإطلاق عدد من المبادرات الرامية إلى تنويع وتعزيز الترويج السياحي، وهو ما ساهم في تأمين نسبة مهمة من ليالي المبيت المسجلة في مؤسسات الإيواء السياحي المصنفة.

ولزيادة الإقبال على الوجهة المغربية، عملت الحكومة على تمكين السياح الأجانب من الحصول على التأشيرة الإلكترونية، إذ أصدر المغرب ما مجموعه 386 ألف تأشيرة الكترونية خلال الفترة الممتدة من يوليو 2022 إلى غاية نهاية سنة 2024، نسبة 85 في المائة منها كانت بغرض السياحة.

وبخصوص النقل الجوي، سجلت السنة الماضية زيادة بـ 30 في المائة في عدد مقاعد الرحلات الجوية، ما ساهم في رفع السعة الإجمالية لعدد المقاعد الجوية بـ 20 في المائة. مع ربط الرحلات الجوية بمختلف المطارات الوطنية لمنح دفعة قوية للسياحة في مختلف جهات المملكة.

وشكلت الجلسة البرلمانية فرصة لرئيس الحكومة لتقديم استراتيجية النهوض بالقطاع، بهدف تعزيز جاذبية المغرب كقطب سياحي عالمي رائد في المنطقة المتوسطية والأطلسية.إذ حققت السياحة نموًا استثنائيًا، باستقبال ما مجموعه 17.4 مليون سائح خلال العام الماضي، مسجلًا زيادة بنسبة 20% مقارنة بعام 2023. وساهمت هذه الطفرة السياحية في تحقيق مداخيل قياسية من العملة الصعبة، بلغت 104 مليارات درهم خلال الفترة من يناير إلى نوفمبر 2024، بزيادة 7.2 في المائة عن الفترة ذاتها من العام السابق. كما أصبحت السياحة تمثل حوالي 7 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، مما يعزز مكانتها كواحدة من الركائز الأساسية للاقتصاد الوطني.

وبفضل الأداء القوي في عام 2024، أثبت القطاع السياحي في المغرب قدرته على تجاوز التحديات وتحقيق نمو مستدام، ليصبح رافعة اقتصادية جاذبة للعملة الصعبة. ويظل الهدف الأسمى هو تعزيز استدامة القطاع بما يضمن تحقيق التوازن بين التطوير الاقتصادي والحفاظ على البيئة والتراث الثقافي، في إطار رؤية شاملة تستهدف المستقبل. ومع التطلع لاستقبال 26 مليون سائح بحلول عام 2030، بالتزامن مع استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال، تعمل الحكومة المغربية على تسريع تنفيذ استراتيجيات تهدف إلى تعزيز البنية التحتية السياحية، وتوسيع شبكة الخطوط الجوية مع الأسواق الدولية الرئيسية، وتسويق الوجهات السياحية المغربية عالميًا، بالإضافة إلى تطوير الفنادق وتحسين جودة الخدمات.