محمد الشرقاوي من القاهرة: صدر عن المجلس الأعلى للآثار، المجلد الأول من المجلة العلمية الخاصة بالآثار الإسلامية والتي تحمل اسم quot;مشكاةquot;. تتناول في صفحاتها جوانب مختلفة للفنون والآثار الإسلامية بأقلام نخبة من الأساتذة والباحثين في هذا المضمار، وتعتمد فلسفة المجلة على تناول علم الآثار الإسلامية بمفهوم واسع يتضمن نواحي مختلفة للحضارة الإسلامية في مجالات عدة من عمارة وفنون وتصوير وعملات ومتاحفhellip;وغيرها.

يرأس تحرير المجلة الدكتور زاهي حواس الأمين العام للمجلس العلى للآثار الإسلامية، وسكرتيرها الدكتور خالد عزب مدير مركز الإعلام بمكتبة الإسكندرية، وقد فُتحَ باب النشر في المجلة للباحثين المصريين والعرب والأجانب حرصًا على إثراء المكتبة العربية بأبحاث أبنائها والمولعين بها من الأجانب. فقد تضمن الصفحات الأولى الإرشادات العامة لتقديم المقالات. يتضمن المجلد الأول تقرير عن حفائر اليابانيين في ميناء الطور القديم بسيناء، وتقرير عن حفائر البعثة الفرنسية في الإسكندرية. أما أبحاث المجلة فقد تم من خلالها تناول جوانب مختلفة من معالم تاريخ الحضارة الإسلامية.

ويحمل غلاف المجلد عنوان المجلة كتابة وصورة، حيث تتصدر مشكاة السلطان حسن المحفوظة بمتحف مكتبة الإسكندرية غلاف المجلة. وقد استهل الدكتور زاهي حواس المجلة بمقدمة قصيرة يبرز فيها أهمية المجلة في ترسيخ مرحلة جديدة في تاريخ المجلس الأعلى للآثار يعزز من خلالها دوره كمؤسسة علمية تساهم في الارتقاء بعلم الآثار في مصر والوطن والعربي وفي إثراء المكتبة الثقافية لعاشقي الآثار الإسلامية ودارسيها. وقام بإهداء العدد الأول إلى العالم الجليل عبد الرءوف علي يوسف الذي يعد من أبرز خبراء الفنون الإسلامية تقديرًا لجهوده الرائعة في تاريخ المجلس الأعلى للآثار.

ومن أبرز الأبحاث التي ضمتها صفحات المجلد quot;رمزية مقر الحكم والتحول السياسي في العالم الإسلاميquot; للدكتور خالد عزب، تناول فيه الُسنة التي سنها الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم عندما اتخذ المسجد الجامع بالمدينة المنورة مقرًا لإدارة أمور الدولة وترتيب شئونها، وقد كان لمجاورة المسجد لدار الرسول أثره الواضح في تخطيط المدن الإسلامية الأولى كالبصرة سنة 14هـ، والكوفة سنة 17هـ، والفسطاط سنة 21هـ، والقيروان سنة 50هـ. فدائمًا كانت دار الإمارة تلاصق المسجد الجامع للمدينة. تعبيرًا عن ارتباط مركز الحكم والإدارة بالكيان الاجتماعي للمدينة وتأكيدًا على دعائم الثقة المتبادلة بين الولاة والشعب. ولم يكن تحصين المدينة من الأمور الأساسية في تخطيطها. بل كان بناء المسجد الجامع هو أولى اللبنات التي توضع في تخطيط المدينة الإسلامية يليه دار الإمارة التي تميزت ببساطتها في فترة الخلفاء الراشدين. وكانت فكرة تحصين المدن الإسلامية هو أمر تفرضه الظروف السياسية، فالرسول الكريم لم يبدأ في تحصين المدينة المنورة عقب هجرته إليها بل اهتم ببناء الكيان الاجتماعي للمسلمين حتى دعت الضرورة إلى حفر الخندق بمشاورة من سليمان الفارسي لحماية المدينة من خطر الهجوم المفاجئ. وعلى هذا الأساس قامت المدن الإسلامية الأولى فلم تكن تحيط بها أسوار ولا تغلق عليها أبواب لحمايتها. ويتناول الباحث بالدراسة والتحليل العوامل والظروف السياسية التي دعت إلى تحصين المدن الإسلامية وظهور المدن الملكية المحصنة، والمدن ذات الطابع الإداري والاقتصادي.

ومن الأبحاث التي تتناول العناصر المعمارية الهامة في العمارة الإسلامية quot;القباب الضريحية بمدينة القصير..دراسة أثرية معماريةquot;، للباحث عبد الله كامل موسى. يهدف فيه إلى تناول عنصر معماري مميز في العمائر الإسلامية وهو القباب Domes، وبالتحديد القباب الضريحية (القباب المقامة فوق غرفة بها ضريح) في مدينة القصير الواقعة على الساحل الغربي للبحر الأحمر، يتناول فيه بالدراسة والتحليل الخصائص المعمارية والفنية الفريدة التي تعكس بشكل جلي خصائص البيئة المحلية سواء في محافظة البحر الأحمر بشكل عام أو مدينة القصير بشكل خاص. مدعمًا بحثه بالمخططات الهندسية والمساقط الأفقية والصور الفوتوغرافية الوافية لمضمون البحث.

وكان للكتابات الإسلامية نصيبًا وافر من صفحاتquot;مشكاةquot; فقد تضمن المجلد الأول بحث قيم للباحث عبد الله عبد السلام حداد بعنوان quot;النصوص التأسيسية بجامع معاذ بن جبل بمدينة الجند بتعز مضمونها ودلالتها التاريخية والإنشائيةquot; يتناول فيه تاريخ الجامع ومضمون نصوصه التأسيسية ودلالاتها التاريخية والإنشائية.

كما تضمن المجلد صفحات خاصة تناولت العمارة الحربية الإسلامية في أحدى نماذجها بمصر. في بحث للباحث سامي صالح عبد المالك بعنوان quot;قلعة نخل على درب الحاج مصري بسيناءquot; في ضوء الحفائر الأثرية.