دمشق من ماهر سمعان(رويتر): افتتح مساء يوم الاحد في العاصمة السورية معرض مصور عن التآخي الديني الذي ساد في فترات من الحكم العثماني. وكان معرض quot;العيش المشتركquot; الذي تنظمه الحكومة التركية قد بدأ في جمهورية استونيا وانتقل الى سوريا كجزء من حملة لحكومة أنقرة تهدف لاظهار تركيا التي تسعى للانضمام للاتحاد الاوروبي كبلد متسامح يحترم حقوق الانسان. وسينتقل المعرض الذي يستمر حتى السابع من الشهر الحالي في دمشق الى دول أخرى في الشرق الاوسط. وقال دبلوماسي تركي quot;هذا وقت مناسب للتذكير بالتاخي الديني الذي ساد الدولة العثمانية عندما كان اليهود والمسيحيون والمسلمون يعيشون جنبا الى جنب في مدن كالقدس بسلام.quot; وقال الدبلوماسي quot;تركيا مهتمة بهذا الموضوع وهي ترأس مع اسبانيا لجنة منبثقة عن الامم المتحدة لتطوير الحوار بين الحضارات.quot; ويشمل المعرض صورا عن فرمانات (القرارات السلطانية) العثمانية للسلاطين الذين حكموا مساحات كبيرة من أوروبا اسيا والشرق الاوسط بين القرن الثالث عشر وبدايات القرن العشرين تتضمن منح أقليات غير مسلمة حقوقا دينية ويحذرون من التعرض لهم.
وتظهر أحد الصور فرمانا يدعو الى العناية بالنظافة ويمنع أي تصرف غير لائق في أماكن العبادة المسيحية في القدس واخر من الوزير طلعت في عام 1911 يعطي لاجئين من بولندا هربوا الى اسطنبول الجنسية العثمانية. ويصف ملصق اخر قرارا للسلطان عبد المجيد في القرن التاسع عشر بالسماح ببناء الكنائس لمسيحيي البوسنة الذين أعطاهم السلطان محمد الفاتح عام 1478 وعدا بالحفاظ على أرواحهم وممتلكاتهم وحريتهم الدينية عندما تعرضوا للغزو العثماني. وتواجه تركيا مطالب أوروبية متصاعدة بتحسين أوضاع حقوق الانسان الى جانب الاعتراف بمجازر ارتكبتها الدولة العثمانية التركية ابان الحرب العالمية الاولى مما يهدد امكانية انضمامها للاتحاد الاوروبي.
ويتهم كثير من الارمن المسيحيين الامبراطورية العثمانية بارتكاب مجازر بحقهم اثر تمردهم على الدولة المسلمة بين 1915-1917. وترفض تركيا مزاعم تعرض الارمن للابادة الجماعية.