الياس توما من براغ : حظي المعرض الذي تقيمه مصممة الأزياء التشيكية الشهيرة بلانكا مطرقي التي تعمل بشكل رئيسي في لبنان منذ 25 عاما بإقبال كبير من قبل الجمهور التشيكي لم تشهد له صالات العرض في البيت الشعبي الكائن وسط براغ مثيلا حتى الآن .
فقد زار المعرض الذي يتضمن العشرات من أزياء السهرة والأعراس والرسوم والتطريزات المختلفة التي صممتها وخيطت العديد منها بيديها خلال الخمسة والعشرين عاما الماضية أكثر من سبعين الف شخص خلال الثلاثة أسابيع الماضية الأمر الذي دفع بإدارة البيت الشعبي إلى تمديد مدة المعرض لغاية العشرين من هذا الشهر .
وتقول ميخالا هيتمانكوفا مديرة البيت الشعبي أو العام الذي تقام فيه عادة معارض وحفلات موسيقية على مستوى رفيع أن عدد الحضور كان يتجاوز يوميا الخمسة ألاف شخص الأمر الذي لم تشهده صالات هذا المكان حتى الآن وأنها لم تتمكن من تمديد مدة المعرض أكثر من أسبوع بالنظر لوجود التزامات أخرى مشيرة إلى أن المعرض يفتتح يوميا حتى العاشرة ليلا .
وتؤكد أن الإقبال الكبير على معرض بلانكا ليس له مثيل حتى الآن فقبل فترة مثلا جرى في نفس المكان تنظيم معرض عن الفن الكرواتي زاره 8000 شخص خلال ستة اشهر أما معرض المصور التشيكي المشهور يان سوديك فقد زاره حتى الآن 75000 شخصا غير أن فترة العرض له مستمرة منذ ستة أسابيع أي ضعف فترة معرض بلانكا .
وتعبر المصممة التشيكية عن اندهاشها من هذا العدد الكبير لزوار معرضها مؤكدة أنها لم تكن تنتظر مثل هذا الإقبال وان الناس قد دونوا انطباعاتهم في ثلاث كتب موجودة في المعرض وان الناس حضروا من سلوفاكيا ومن ميونيخ ومن فيينا لمشاهدة فساتينها ولذلك فهي متأثرة جدا بهذا الاهتمام الكبير الذي أبداه التشيك تجاه معرضها الذي اختزل إبداعها خلال 25 عاما .
وقد جاء افتتاح المعرض قبل ثلاثة أسابيع بالتزامن مع عرضين للأزياء الحديثة نظما في براغ وصحبتهما موسيقا شرقية وقد لقيا إعجابا كبيرا من قبل الحضور ومن قبل النقاد وفق معلقي العديد من الصحف والمجلات المرموقة .
وقد عرضت بلانكا فيهما 52 فستانا جديدا من تصميمها احدها كان فستان عرس أعارته لهذا العرض صاحبته وهي أميرة خليجية .
وقد جرى تصميم بعض هذه الفساتين التي كانت في معظمها على شكل فراشة في ظروف صعبة للغاية حيث كانت الحرب على لبنان قد بدأت وقد اضطرت الخياطات اللواتي يعملن مع بلانكا إلى القدوم إلى ورشة العمل في بيروت في ظل الظروف الصعبة التي واجهتها العاصمة اللبنانية من جراء القصف الإسرائيلي الوحشي على بعض أنحاء العاصمة .
وتقول بلانكا بأنها تمكنت من إخراج معظم هذه الفساتين من بيروت أثناء الرحلة الصعبة التي قامت بها برا مع زوجها من بيروت إلى دمشق وانه لم يحدث حتى الآن أن سلمت عملا لها لم يكتمل بعد سوى خلال هذه الحرب حيث حضرت حفيدة الرئيس السوري الأسبق نور الدين الاتاسي إلى بيروت من اجله أثناء القصف وأخذته رغم انه لم يكن جاهزا لأنها خشيت أن تتعقد الأوضاع أكثر في بيروت .
وبالنظر لكون بلانكا تعيش بسعادة في بيروت ورأت المعاناة في عيون اللبنانيين أثناء التدمير الإسرائيلي فقد قررت تخصيص ريع عرضي الأزياء والمعرض لإعادة اعمار قرية لبنانية تقع في جنوب لبنان كما فتحت حسابا في تشيكيا لجمع التبرعات للبنان .
بلانكا تعتبر مصممة أزياء الكثير من الأميرات وبنات الشيوخ والملوك والأمراء العرب في الخليج العربي وفي أماكن عديدة في العالم ولكن فساتينها تعتبر عالية التكلفة غير أنها من النوع الذي لا يتكرر بمعنى أن فستان العرس الذي ترتديه إحدى الأميرات في دولة من دول الخليج لا يمكن مشاهدته على أميرة أخرى في مكان أخر من العالم .
معرض بلانكا يمثل عطاء مصممة أزياء موهوبة تجمع في فساتينها وتطريزاتها بين الذوق الشرقي والأداء الأوربي المتقن أما الهدف منه كما قالت فهو تقريب إنتاجها وتصاميمها من الناس العاديين الذين بامكانهم في المعرض ليس فقط مشاهدة فساتينها وتطريزاتها وإنما تلمسها أيضا.
بلانكا تعتبر في بلدها من الشخصيات المرموقة التي تروج بشكل جيد لاسم وطنها في العالم وفي نفس الوقت لا تنسى وطنها الأخر لبنان الذي احتضنها منذ 25 عاما ولذلك منحت من قبل مجلس الشيوخ التشيكي ووزارة الخارجية التشيكية في عام 2003 لقب quot; امــــرأة تشيكيــــــة بـــــارزة فـــــي العالــــــم quot;
- آخر تحديث :
التعليقات