بيروت: كارولين عاكوم
رفض وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ اتهام دولة الإمارات العربية المتحدة بإبعاد لبنانيين بسبب انتماءاتهم الطائفية أو السياسية، وقال صلوخ لـlaquo;الشرق الأوسطraquo; إن وزارة الخارجية تتابع القضية، laquo;وذلك بناء على العلاقات الأخوية المميّزة التي تربط بين البلدينraquo;. وفي حين أشار إلى أن الدولة اللبنانية تنتظر إجابات وتوضيحات من الجهات المعنية في دولة الإمارات في ما يتعلق بالأسباب التي أدّت إلى ترحيلهم، قال: laquo;لا نتهم الإمارات ولكن نتمنى أن لا تكون الأسباب الكامنة وراء قرار الإبعاد مذهبية، رغم أننا لم نتسلم، قبل إبعاد هؤلاء اللبنانيين، أي شكوى في حقهمraquo;. وردا على سؤال حول المعلومات المتداولة عن وجود قائمة بأسماء لبنانيين جدد قد يتعرضون للإبعاد، أجاب صلّوخ: laquo;لا معلومات لدينا حول هذا الموضوع، وفي النهاية دولة الإمارات مسؤولة عن قراراتها ولا تخبرنا بها قبل اتخاذهاraquo;. وأشار صلوخ إلى أن هؤلاء المواطنين إماراتيون أكثر منهم لبنانيين بعدما أمضوا فيها عقودا من الزمن وشاركوا في نهضتها ويملكون فيها بيوتا وشركات. ويتهم هؤلاء اللبنانيون دولة الإمارات بالتمييز ضدهم وبإبعادهم بسبب انتمائهم إلى الطائفة الشيعية وميولهم السياسية المؤيدة لحزب الله.

وكانت القضية أمس أيضا محور اهتمام رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي قال إن لهذه المسألة أولوية عنده، ويحاول إيجاد حل لها laquo;بما يليق بالعلاقة بين بلدين شقيقين مثل الإمارات ولبنانraquo;. كما استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري السفير الإماراتي لدى لبنان رحمة الزعابي واستفسر منه حقيقة ما حصل.

وتطرق نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان إلى القضية في خطبة الجمعة، وقال: laquo;هناك مشكلة جديدة هي إبعاد اللبنانيين من الإمارات العربية المتحدة، مع العلم أن بعضهم قضى أكثر من 35 سنة في خدمة هذه الدولة، وهذا الإبعاد ظلم واعتداء وافتراء لا نقبل بهraquo;. وسأل: laquo;ما ذنب الذين يدعمون أهلهم في القيام بواجبهم في بالدفاع عن الوطن؟ إن شعبنا يضحّي ويقاتل للدفاع عن كل العرب، فإذا تدخل أحد في الشؤون الداخلية للإمارات، فليحاسَب، ولكن لا أحد يقوم بهذا التصرف، فلماذا إذن الإبعاد؟raquo;.

ومنذ شهرين ونصف تقريبا تتفاعل قضية اللبنانيين الذين أُبعدوا من الإمارات العربية المتحدة في نهاية شهر يوليو (تموز) الماضي، دون توضيح الأسباب الكامنة وراء هذا القرار. ويؤكد المعنيون أن أسباب الإبعاد سياسية محضة، وهي مرتبطة بعلاقة هؤلاء بحزب الله رغم نفي المعنيين لهذا الاتهام. إلا أن مصادر خليجية نفت لـlaquo;الشرق الأوسطraquo; أول من أمس أن يكون قرار الإبعاد سببه انتماؤهم الطائفي أو السياسي، وقالت إنه تم اتخاذ القرار بحقهم بسبب قضايا أمنية سجلت عليهم.

وعقد حسّان عليان رئيس لجنة المبعدين اللبنانيين من الإمارات مؤتمرا صحافيا أول من أمس في بيروت، حضره نائبان عن حزب الله، وأكد فيه أن اللجنة باشرت إعداد ملف قضائي لإقامة دعاوى على كل من تسبب في الإيذاء المعنوي والمادي للمبعدين من الإمارات.