أمل الحسين

لم أرَ أمراً شغل معظم فئات المجتمع مثلما شغلتهم المرأة، حتى شروق الشمس وغروبها تحدث من يطيب لهم الحديث عن المرأة عن أثرها ووقعها عليها !! وحقيقة لا أعرف هل هذا من الحظ والحظوة أم من الوصاية والإرشاد والتوجيه ؟! فهي كائن تحتاج لهذه العوامل الثلاثة الأخيرة مهما بلغ عمرها ومكانتها ؟!

معظم إن لم يكن جميع المشغولين بأحوال المرأة حتى الأمور النسائية الخاصة منها يعتبرون أن الخوف على المرأة السعودية والحرص عليها كونها ليست كغيرها من نساء الأرض فرض أن تكون الحال على ما هي عليه الآن من الأخذ والعطاء وإخضاع كل أمر يعينها للمداولة والنقاش حماية لها من الزلل ،ورفض أي أمر يخصها ومصادرته ما هو إلا خوف عليها من الوقوع فيما وقع فيه باقي نساء العالم !! فهي الجوهرة المصانة المخفية عن عين كل مخرب ومضلل ،لا تحتاج لمساعدة ومساندة من أحد كونها مخدومة من رجال عائلتها حتى سيارتها رفع عنها عناء القيادة واستقدم سائق خصيصاً لخدمتها وتحّمل عناء المقود والفرامل وغيرهما، وليس بالضرورة أن تشارك المرأة في هذه النقاشات والجدل فالمتحدثون يرون أنهم على قدر من المعرفة بمصلحتها والوعي بحاجتها فيقررون بالنيابة عنها !! فهي مسكينة تغّلب الجانب العاطفي على العقل والمنطق لذا لزم التشديد عليها حتى لا تقع فريسة غواية الضعف والوجد ولا تعفى المرأة من هذه النظرة مهما بلغت من العمر أو المكانة!! وإذا اعترض البعض أو ناقش في هذه النظريات والرؤى صُب عليهم الويل والثبور وابتكرت من أجلهم أدعية صاعقة لتعطل نطقهم وحركتهم فما هذه الاعتراضات إلا إغواء لهذا الكائن الضعيف وجر نساء المسلمين للوحل والرذيلة ، لذا كل أمر يمس المرأة السعودية صغر شأنه أو كبر لابد أن يخضع للدراسة وتشكل له اللجان ويجتمع له أصحاب الرأي والمشورة ( فيها نظر ) ويبقى يتداول لعدد من السنوات.. لذا معظم الأمور الخاصة بالمرأة لدينا معقدة بسبب أننا نشق على أنفسنا فيصعب الأمر !! أظن أن المتحدثين والمتعصبين لشأن المرأة يخشون من تحركها خشية تصل إلى درجة الرعب والخشية ليس كما يقال بأنه خوف عليها من الزلل والغواية فهذا الكلام معناه أن جميع نسائنا سفيهات وأن كنا بهذا الوضع فكيف نوليهن المناصب والأعمال والأهم كيف نسمح أن يكن أمهات ، وأن كن سفيهات فما هي حال من ربت من الذكور ؟! أقول أن هؤلاء المولعين بالحديث عن المرأة لديهم شعور داخلي كامن بأن تغير وضع المرأة عن ما رسموه وخططوه لها سيفقدهم السيطرة عليها ، وهم اعتادوا أن تبقى تحت ظلهم أن ترجع لهم في كل صغيرة وكبيرة ليس بالضرورة أن تكون من نساء عائلتهم أي امرأة يرون أن ضعفها وعدم قدرتها على التصرف دليل وجودهم ، لو خرجت عن هذا الإطار فكأن هيبتهم وشخصيتهم ضربت في الصميم ، أفلا يعلمون أن هذا الوضع هو إحدى صور العنف ؟! أم أن العنف في نهجهم ضارب ومضروب ؟! الغريب أن بعض النساء السعوديات صدقن أنهن لسن كغيرهن من النساء واعتبرن تهميشهن خوفاً وحرصاً عليهن!!