تركي الدخيل

جدل دخول المرأة للإنترنت لم يتوقف!
هل تدخل الإنترنت بمحرم أم من دون محرم؟! علماً أن المرأة السعودية أصبح الإنترنت بالنسبة لها هو الملاذ للهروب من الواقع المؤلم، أستشهد هنا بالدراسة التي أجرتها جامعة هارفارد الأمريكية والتي كشفت أن نصف المدونين في السعودية من النساء، مشيرة إلى أن نسبة النساء اللاتي يمارسن الكتابة عبر الإنترنت في السعودية هي الأعلى مقارنة بالدول العربية الأخرى. وقالت الدراسة التي حظيت باهتمام الإعلام الغربي أخيراً، إن المدونات تفسح للنساء السعوديات فضاءً مثالياً لتقديم الأفكار الخاصة دون تعقيد وربط خيوط التواصل مع الآخرين دون حواجز. وأضافت: quot;يعتبر الإنترنت متنفساً بالنسبة لهؤلاء النسوة ومَهرباً من القيود الاجتماعية، وسبيلاً فريداً لإشباع رغبة التعبير عن الذاتquot;.
حينما تعبر المرأة السعودية عن رأيها بالقضايا العامة في المجتمع بعد طول غياب أو تغييب فإن تعبيرها بحد ذاته يدخل ضمن النشاط الاجتماعي الإيجابي، بدلاً من لطم الخد وشقّ الجيب على الواقع من دون الإسهام في تغييره أو التأثير فيه، لأن quot;التغييرquot; ليس شيئاً مجرداً تخفيه الحكومة في مستودعاتها وإنما هو ثمرة الإرادة الجماعية للمجتمع، قيادة السيارة مثلاً ليس قراراً حكومياً فقط وإنما يدخل في إقراره المجتمع، كما عبّر عن ذلك الملك عبدالله نفسه، لهذا فإن مجرد تحدث المرأة في شؤونها تقدم مهم من أجل سماع رأيها في كل المسائل التي تخصها. لن أخوض في تساؤل إلحاقي مفاده: هل يعني هذا أن يتوقف دور الدولة اجتماعيا، حتى لا أطنب، وأبتعد عن الفكرة الرئيسية.
قال أبو عبد الله غفر الله له: لطالما تحدث الرجال عن قضايا النساء، عن قيادتها للسيارة، عن عملها خادمة في المنازل، هذه قرارات بيد المرأة نفسها ولا يجب على المرأة أن تستسلم للرجل في قراراتها، الرجال الكتاب والنشطاء في مجالات الحقوق يتحدثون عن كل قضايا المرأة لكن المرحلة الحالية هي مرحلة حديث المرأة عن نفسها، وهذا ما نستبشر به مع بروز المدونات السعوديات أن يتحدثن عن همومهن وعن إرادتهن بلا وصاية من الرجال مهما بلغت مستوى حكمتهم!