الشارقة: تمكن المواطن الإماراتي خليفة عبيد الكتبي من زراعة أرز مستخدماً قدراً قليلاً من المياه المالحة التي تمكن من تحويلها إلى سماد محولا مزرعته في منطقة الذيد بالشارقة إلى سنابل أرز تقف شاهدة على نجاح هذه التجربة الرائدة التي وصفها بأنها كسرت المستحيل .
وبدأ الكتبي عضو المجلس البلدي لمدينة الذيد عمله في الزراعة كهواية انطلاقاً من قناعته بأن الزراعة مقرونة بالحضارة وخصص جزءا كبيرا من وقته للاطلاع على تجارب زراعة الأرز في بلدان عدة بينها مصر وسورية والسودان ودول آسيوية إذ دفعته حصيلة المعارف التي حصل عليها إلى المضي في تجاربه وتخصيص وقت أطول في العمل والاكتشاف، ومتابعة آخر التطورات في عالم الزراعة والأسمدة العضوية والكيماوية .
وانطلق حلم الكتبي قبل أكثر من 20 عاما قضاها في تكرار تجاربه التي يضيف إليها في كل عام تطورات جديدة، على صعيد التربة والسماد.
وقال الكتبي بزهو quot; تمكنت من ري الزرع بماء تصل درجة ملوحته إلى 1500 جزء من المليون علماً بأن الأرز يزرع في مصر والسودان في مياه لا تتعدى درجة الملوحة فيها 200 جزء في المليون .
وأضاف quot; زرعت الأرز البسمتي بعد أن اشتريته من باكستان واخترت التربة الطينية وحوّلت الأملاح في الماء إلى سماد بطريقة خاصة جعلتني أتغلب على شرط مهم من شروط زراعة الأرز وهو وفرة المياه .
وأكد الكتبي في تصريحات نشرتها صحيفة الامارات اليوم بعددها الصادر اليوم أنه تمكن من معالجة التربة بطريقة التسميد ضمن معادلة تأخذ في الاعتبار عوامل شحّ المياه وحرارة الطقس .. لافتاً إلى أن التجربة يمكن أن تدرس وتعمم من قبل فنيين زراعيين، إذ إنه لا يملك مختبرات زراعية أو آلات متطورة وقد وصل إلى هذا الإنجاز من خلال المتابعة والتجريب.
وأعرب عن اعتقاده بأن تكرار التجربة على أصناف أخرى من الأرز، يمكن أن ينجح. مشيراً إلى أن الدولة كانت تستورد التمور في سبعينات القرن الماضي قبل أن تصبح حالياً من أهم المصدرين .. واوضح أن زراعة الأرز تحد مهم جدير بالمتابعة في بيئة تمتاز بنسبة تبخر مرتفعة إلى جانب ندرة الأمطار .
وتمنى الكتبي أن يجد جهات تتبنى مشروعه، وأن يضاف القمح إلى قائمة تجاربه، فضلاً عن أصنـاف أخرى.
من جهته، أكد مدير إدارة التنمية الزراعية في وزارة البيئة والمياه منصور إبراهيم المنصوري أن الوزارة تدعم مثل هذه التجارب، وتشجعها منوها الى أن بعض الجامعات في الدولة أجرت اختبارات مماثلة لزراعة أنواع مختلفة من الأرز، لمعرفة مدى تحمله البيئة الجافة، لكنه شدد على ضرورة أن تكون التجارب متوافقة مع ظروف الطقس والكمية المتوافرة من المياه، لافتاً في هذا الإطار إلى أن الوزارة تبذل جهوداً مكثفة لإنجاح الزراعة من دون تربة لأنها توفر استهلاك المياه.
التعليقات