ناطورة المفاتيح

نزار الرياني : اسم لمسرحية رحبانية تصلح لكل المراحل التي مر فيها عالمنا العربي ، حيث تصور لنا المسرحية فساد السلطة والجور الذي يقع على المواطنين ، وبعد أن يعجز هؤلاء المقهورين عن ايجاد صيغة للاتفاق مع الامبراطور تقع مخيلتهم على حل يقضي بأن يهاجر كل أبناء البلاد ويتركوا الامبراطور على عرش بدون شعب عقابا ً لغروره وصلفه ، ولكنهم يتركون بطلة المسرحية ( زاد الخير ) في البلاد ويودعون معها مفاتيح بيوتهم تاركين باب الأمل مفتوح على احتمال عودتهم إلى بلد تعيش في ظل سلطة تحترم الشعب .


وبإسقاط هذه المسرحية على واقعنا المعاصر نجد أن الشعب العربي بدأ يهاجر وبأعداد كبيرة تاركا ً خلفه ثقافة الاعتقال والقمع والظلم والفساد ، ولكن هذه المرة دون رجعة ودون أمل بالعودة مستغنيا ً عن تضحية زاد الخير التي هاجرت هي الأخرى ، وراميا ً مفاتيح أبوابه على حاجز التفتيش .

في مصر ( شيء ما ... يحترق )

لا أعرف لماذا سكن الخوف قلبي عندما رأيت تلك المشاهد العنترية والبلطجية على عتبات مراكز الانتخابات البرلمانية في مصر ، وما عزز خوفي هذا هو هذا الكرم المفاجئ والتسهيلات الممنوحة للتيار الاسلامي المصري لكي يأخذ دوره في الحياة السياسية المصرية ، في نفس الوقت الذي أشرفت فيه الولايات المتحدة الأميركية على مؤتمر الأقليات في العالم العربي والاسلامي والذي بدا للجميع أنه يخص بنسبة كبيرة من أعماله مصر وعلى وجه الخصوص أقباط مصر ، حيث طرح معاناتهم بعد عدم تمكنهم من الحصول على أي مقعد في البرلمان الجديد، حتى ما قبل الجولة الأخيرة .


إن مصدر الخوف يكمن في تزامن الأمرين : إطلاق حرية للأخوان المسلمين المحظور والممنوع من ممارسة الأنشطة السياسية و عقد مؤتمر همه إبراز التناقض بين الأقباط والمسلمين في مصر .


أتمنى أن لا تكون مخاوفي إلا محض أوهام ، وأن يسلم الله أرض الكنانة وشعبها من كل مكروه ، لا أن تكون المرشح الجديد لساحة صراع عربية عربية أخرى .