فوضى الدم ...

نزار الرياني: بات منظر الدم طاغيا ً على المشهد السياسي العربي ، وأصبحت رائحة الدم بديلا ً رسميا ً عن روائح الياسمين والجوري والقرنفل البلدي المؤجلة ، ولم يعد ملفتا ً سماع خبر اغتيال أو تصفية أو قتل أي شخص لأشد الأسباب تفاهة ً، ولكن إلى متى ؟ وهل من رادع ٍ لتلك الفوضى ولذلك الاستهتار ؟ وأي دم بارد ٍ يسري في عروق من يرتكب تلك الجرائم ؟

أسئلة لم يعد يعرف المواطن العربي إلى من يوجهها ، لأنه فقد الثقة بأي ٍ كان ، وأصبح على يقين تام بأن الكل يتاجر بدمه والكل يبيعه بأرخص الأثمان عند أول مفترق طرق .

البندقية العربية : إلى أين ؟؟؟

يبدو أن بوصلة البندقية العربية فقدت صوابها ، فبعد أن كانت بندقية مقاومة وكفاح مسلح ونضال وطني وقومي ، في وجه عدو مشترك ومن أجل قضية مشتركة ، باتت توجه إلى داخل حدود الوطن ، فصار يقتل بعضنا بعضا ً ، ولم يعد ثمة عدو تجتمع إرادتنا على توجيه البندقية باتجاهه ، ما أفقد مفاهيم النضال والكفاح محتواها وحلت محلها تناحرات إقليمية وطائفية وعشائرية ومافياوية سوف تفضي إلى ضعف آخر ومستقبل مجهول وتناقضات تـُـدخل أمتنا في نفق ليس في آخره بصيص من نور .

ليس ثمة أمل ..!!

طيب الله ثرى عميد المسرح العربي المرحوم (( سعد الله ونوس )) الذي أطلق صيحة ( نحن محكومون بالأمل ) وليعذرنا اليوم لأننا خيبنا أمله ، فنحن لم نعد محكومين بالأمل لأننا فقدنا هذا المعنى الجميل ، ولم نعد نتوقع إلا الأسوأ في ظل أحداث دراماتيكية تقطع عنا كل أوكسيرات الفرح .