نزار الرياني: أستغرب وبشدة إصرار زعماء الأمة العربية على عقد القمم العربية الواحدة تلو الأخرى ، على الرغم من تكرار مشهد الافتتاح الباسم والختام الحزين والمجاملات الممجوجة والقرارات غير الملزمة وترسيخ التفرقة بين دول القمة أكثر فأكثر ...وأستغرب أكثر من زعماء الدول العربية ذلك الحجم الكبير من الأمل الذي يحدوهم للالتقاء ببعضهم البعض من أجل بحث قضاياهم التي باتت غير مشتركة والتطرق إلى مصير دولهم الذي بات غير موحد والحديث عن مصالحهم التي باتت متضاربة ونقاش علاقات حكوماتهم المتباينة مع مرجعياتهم الأجنبية .

وميزة هذه القمم في الابتعاد ما أمكن عن الغوص في أي موضوع يهم المواطن العربي من مستوى معيشة إلى حرية رأي وتعبير إلى حرية اعتقاد إلى حرية انتماء إلى المعتقلات المكتظة بزوار يعرفون تاريخ الدخول و يجهلون مدة الإقامة إلى ضمير عربي تشتغل كل سلطات العالم على تغييبه إلى مصير شعب عربي معلق بين أيدي سلطات جائرة وعدو خارجي متربص وفقر وقهر وحرمان يجثم على الصدور .

وفي الخرطوم ماذا سيناقشون ؟ وما هي القضايا quot; المصيرية quot; التي ستدرج على جدول الأعمال ؟ وما هي القرارات quot; التاريخية quot; التي ستتمخض عنها القمة ؟ وهل سيتلو علينا القذافي البيان الختامي قبل انعقاد القمة كما حصل في السابق ؟

أريد أن أبشر قادة هذه الأمة أن شعبنا العربي لا يأمل منكم خيرا ً ولا ينتظر منكم قرارات تهمه ولا يعلق على لقاءاتكم البروتوكولية تلك أية آمال ، لأن هذا الشعب المقموع المحروم المهمش تبرأ منكم وسحب توكيله العام لكم بتمثيله لأنكم لم تكونوا محل ثقته ، وليس أمام هذا الشعب المسكين إلا أن يتكل على الله ويسلم أمره لقضائه وحكمته لأن أولي الأمر ليسوا على قدر الثقة والمسؤولية الموكلتين لهم .

ويبقى أن نقول أن المخجل حقا ً أن تستمر تلك القمم الفارغة من كل شيء إلا من بيانات الشجب والسخط والرفض والتنديد ...