خاص بإيلاف: أثارت المقالات الساخنة التي نشرها الشاعر الفلسطيني باسم النبريص في زاوية كتـّاب إيلاف والإجراءات التي اتخذت ضده في مقر عمله بوزارة الثقافة الفلسطينية زوبعة في الوسط الثقافي الفلسطيني خاصة الغزي، بل ووصلت ردود الفعل من كتـّاب عرب على الشبكة العنكبوتية، وانقسم الكتـّاب بين مؤيد ومعارض لما جاء في مقالات الشاعر النبريص، إلا أنهم اتفقوا على حرية التعبير لكل كاتب وحرية الرد عليه في حدود أخلاقيات الكتابة. وقد كان الشاعر باسم النبريص قد نشر مؤخراً عدة مقالات بموقع إيلاف يهاجم الوضع الثقافي الفلسطيني عامة بما يعتريه من أدب خطابي هزيل وفساد إداري ومالي في مؤسستنا الثقافية إضافة لتـقلد بعض الفاسدين المناصب الثقافية الحساسة، وركز نقده على الشاعر محمود درويش لأنه برأيه يمثل شريحة المنتفعين مادياً من منظمة التحرير ولاحقاً السلطة الفلسطينية، خاصة في عهد الرئيس الراحل عرفات حيث كان من المقربين له.
توجهنا لمنزل الشاعر النبريصفي إحدى
أزقة مدينة خانيونس في قطاع غزة وسألناه عما حدث تحديداً من ردود فعل على مقالاته، فقال النبريص: "على إثر مقالاتي في [ إيلاف ]، اتصل بي مدير تحرير الكرمل، الصديق حسن خضر، مرتين، وطلب مني في نهاية مكالمة طويلة، أن أكتب مقالاً إعتذارياً عن درويش، فلما رفضتُ، طلب مني أن أوقف " الحملة "، وإلا فسيطالني بطش وزير الثقافة، وسأدخل في متاعب كثيرة، ليس مستبعداً أن يكون الفصل من العمل، آخرها ! قلت لصديقي حسن، الذي أحترمه وتربطني به علاقات ثقافية وإنسانية، إنني لست ممن يُلوى ذراعي، ثم ما شأن وزير الثقافة، بما كتبته عن درويش ؟ فأنا كتبت ما كتبت كمثقف لا كموظف، ولا أسمح لرئيس السلطة أن يتدخل في عملي كمثقف. ثم إن ما كتبته هو قناعات في المحل الأول والأخير، لذا فلن أغيّره. وإذا كنا نعيش في مجتمع متحضر، فبإمكان درويش أن يرفع عليّ دعوة قضائية في المحكمة، وإذا لا، فبمقدوره أن يوعز لحوارييه بالرد والنقد والنقض [ وقد فعلها أحدهم ] وأكثر من هذين الإمكانين، لا يستطيع. قال حسن إن ثمة فكرة بإجراء تحقيق وزاري معك، وأنا أنصحك، بأن توقف هذه الحملة، لكي لا يحدث لك ولأولادك متاعب. عجبتُ من هذا المنطق العثملّي، واندهشتُ من حال أدبائنا ومثقفينا ووزرائنا، لكنني ختمت المكالمة معه بأن ما تلقيه السماء تتلقاه الأرض، وحينها لكل حادث حديث !"

وأضاف النبريص: "بعد يومين، حدث أنني أخذت إجازة، بعد غارات الطائرات الحربية، لكي أجري ترميمات على البيت القديم المتداعي، بمناسبة قرب الشتاء. فاستغلّوا أنني لم أخبرهم في مقر الوزارة المركزي [مع أني أخبرت مقر الفرع، حيث أعمل] فأجروا معي تحقيقاً تعيساً في الوزارة وخصموا عليّ تسعة أيام من الشهر، ولم يكتفوا بذلك، بل أرفقوا الخصم بلفت نظر، كتوطئة قانونية للفصل ! أي عاقبوني عقابين لا عقاباً واحداً ! ولو كنت في بلد قانون وشفافية، ما كنت تأثرت بالأمر، ولكنني أعيش في دولة مماليك جديدة، الغائب الأكبر فيها هو القانون! إذ لدينا موظفون في الوزارة لا يعرفون أين تقع الوزارة، منذ عشر سنوات. ولدينا أشياء وأشياء تحدث ولا علاقة لها بأدنى قانون. فلماذا يحاسبونني على " النقرة " فيما يُترك غيري من الموظفين الذين لهم علاقة بالوزير يتغيبون عن الوزارة شهرين وأحياناً سنوات ولا يحدث لهم شيء؟"
وختم النبريص قوله: "بالطبع، يدرك الجميع، مقدار ما لدى درويش من تأثير على وزير الثقافة. لكنني لم أكن أتصور، أن يصل الانحدار الأخلاقي إلى هذا الدرك. أقول ذلك وأكتفي الآن بهذا، إلى حين أرى ما سيستجدّ في هذا الفكاهة السوداء!!"

وقد استطلعنا آراء المبدعين الفلسطينيين والعرب فيما حدث مع الشاعر باسم النبريص فقال الكاتب إبراهيم سعد الدين: "نحن نضم صوتنا إلى أصوات كل الرافضين لأي هيمنة أو استغلال نفوذٍ بدون وجه حق لإسكات الأصوات الحرة المناضلة من أجل غدٍ أفضل وواقع أكثر إشراقاً وتحرراً من ضغوط السلطة الثقافية أياً كان مصدرها أو شخوص القائمين بهذه الممارسات".

أما الشاعر والناقد نصر جميل شعث فقال: "ما يحدث مهزلة! أيّ والله مهْزلة! تجعلني أستحي أمام الله والشعر، والشهداء! هذا هو الوجه الآخر لمثقف السلطة الفلسطيني! إنني أدين مسرحية العقاب؛ هل أنعتها بالـ كوميديا أم بالـ تراجيديا! إنها كوميديا سوداء! وعلينا كمثقفين فلسطينيين وعرب، أن نقيس على هذا السلوك، المتّخَذ بحقّ الشاعر باسم النبريص، الكثيرَ من الأخطاء والممارسات النرجسية الانتقامية التي يقوم بها مثقفوا السلطة، وموظفوها، بحق أصحاب الكلمة والرأي الحرّ. إنني جدّ حزين لما يحصل، وحزين أكثر لأنّ الذين يفعلون هذه الأفاعيل هم رموز وسمناها بالوطنية، إنها الآن تخدعنا فيما الوطن على اللحظة التاريخية الحرجة ! وعليه أدعو المثقف والقارىء العربي أن لا يصدّق أي سخونة أو نعرة وطنية من الحناجر القديمة! وأن يتخذ من قضية النبريص أنموجاً حياً لفساد ذمة المؤسسة الثقافية، والمثقف السلطوي الذي يشغلها، ودليلاً دامغاً على "مسخرة" بهتان وأكذوبة الشرعية والرمزية. هؤلاء سكّان الرمز والمؤسسة الرديئة بتصرفاتهم إنما نؤكّد على استغراقهم في المراهقة المتأخّرة! وعليه أناشد كلّ الضمائر الفلسطينية والعربية، والإسرائيلية والصديقة المثقفة الحيّة بأن تدينَ هذه الممارسة، التي تمّتْ حبكتها برعاية بشراكة درويش ويحيى يخلف وحسن خضر و دحبور وزقطان ممن نعتبرهم مثقفين وحمّلناهم أمانة الجريدة والوطن، واحتملنا أن فيهم أثر من شهامة المثقف العضوي لعلاج الفوضى، وتخلّف العقل البدوي. إنهم، للأسف، الفوضى وعطالة الأخلاق؛ إذ ينتهجون مع الشاعر باسم النبريص، سلوك البدوي. ومن قبلها فعلوها مع الشاعر الغزي عثمان حسين! أين تقبّل الرأي والرأي الآخر؟ وأين خطاب فصلية "الكرمل" الثقافي والأخلاقي والحضاري؟! هؤلاء موظفون لا يمثلون روحنا وخطابنا الثقافي الفلسطيني للخارج. وعلى المثقف الهامشي أن يسحب ثقته بالموظفين، و إنني لأسحب ثقتي بنبالة الرمز والمؤسسة! وأدعو المثقف الفلسطيني والعربي لمزيدٍ من التعرية والتنوير!".
وقالت الشاعرة كرمل العباسي: "رغم أني لم أقرأ ما كتبه باسم النبريص في إيلاف إلا إني أرفض أي ردة فعل تعسفية من قبل وزارة الثقافة لأن الفكر الحر يجب أن يتقبل كل الآراء هذا على اعتبار أن ما كتبه السيد باسم النبريص هو عبارة عن رأي بعيداً عن التجريح وضمن حدود أخلاق النقد الأدبي".

الدكتور الكاتب أسد محمد كان له رأي مخالف حيث قال: "مع تقديري للشاعرين لست مع هذا ولا ذاك، وأرى العودة للقضاء، أو لطرف ثالث يحكم بين الطرفين، ومع تبيان الحقيقة نقف معها وندعمها لا ظالم ولا مظلوم مع محبتي العظيمة للشعب الفلسطيني الصابر".

أما المبدعة الشابة هلا الشروف فقد قالت: "أزعجني جداً ما سمعته عما حدث مع الشاعر باسم النبريص وهذا شيء بالتأكيد لا يرضي أحداً و لا يمت للروح الفلسطينية بصلة و خصوصاً أن ما كان يميزنا دائماً هو تقبلنا للآخرين واحترامنا لآرائهم و إن لم تتفق مع اتجاهاتنا ومواقفنا وما حدث مخيب للآمال و مؤشر سيء لما قد يؤول إليه حالنا و لكن وفي نفس الوقت، ساحتنا الأدبية مفتوحة للجميع ولم يحدث أن حاول أحد أن يحتكر الساحة لشخصه"

وقال الكاتب جبر جميل شعث عندما سألناه رأيه: "حين قرأت ما كتبه الشاعر باسم النبريص في جريدة إيلاف عن محمود درويش فرحت لجرأته، وحييت فيه هذه الروح القتالية التي لا تهادن، وغبطته على هذا القلم الذي ما سال يوماً الا ليكتب الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة. ولكني في الوقت نفسه أشفقت عليه من النار التي سيُلقى فيها، والتي تعب المثقفون الرسميون وهم يجمعون وقوداً لها من الضمائر الناشفة والمؤامرات التي دبرت له بليل. كيف لا يكون ذلك وهو من المثقفين القلائل، إن لم يكن الوحيد، الذي تجرأ ودخل المعبد وحاول تحطيم الصنم توطئة لاعلان الدين الجديد جهرة، إن الحقائق التي ذكرها الشاعر باسم النبريص عن محمود درويش المرفوع بإعلام المؤسسة الفاعل بأمر الحاكم، ما هي الا الجزء الذي نراه من جبل الجليد. إنني على ثقة أن ما تعرض له الشاعر باسم النبريص من ضغوط من قبل بعض حراس درويش الثقافيين الموجودين في رام الله، ومن محاربته في كسرة خبزه، من قبل المؤسسة الثقافية الفلسطينية الجوفاء، لن يثنيه - ونحن معه - عن المضي بكل رسوخ وثقة نحو ثقافة فلسطينية حقيقية تليق بنا، تنبع من ضميرنا، وتعبر عن وجداننا، حتى لو أُضطررنا- في سبيل تحقيق ذلك الهدف الرسولي- إلى هجرة جديـدة".

الشاعر الشاب علاء القيشاوي قال: "بالنسبة للرد على هؤلاء مدعي الثقافة والديمقراطية أقول لهم ألا تبت يداكم بما فعلتم بمن تفوه برأيه وإننى أشجب وأستنكر ذلك الاستغلال للصلاحيات وخصم راتب ولفت النظر للموظف المثقف باسم النبريص وأرجو أن نصل إلى مستوى أرقى من هذا"

الشاعر عثمان حسين قال ساخراً: "وجب العقاب على الشاعر باسم النبريص حيث تجرأ وبصق الماء من فيه، إن دائرة الثقافة في منظمة التحرير المتمثلة بوزارة الثقافة هي التي تعاقب وتقيم الحد على كل من تسول له نفسه بالاقتراب من التابوهات المقدسة تلك التي عفا عليها الزمن".
الناقد ناهض زقوت قال: "أتحفظ على هجوم النبريص على المثقفين ودرويش لكن أرفض أسلوب التهديد الذي مورس عليه وكذلك الإجراءات المتبعة من وزارة الثقافة ضده إن كانت من أجل مقالاته".

الكاتب علاء كاتبة قال أيضاً: "إن حق التعبير سواء كان سلبياً أو إيجابياً مكفول لكل إنسان، وكذلك حق الرد. لكن ما يحدث في المشهد مختلف تماماً فهناك منتفعين من حالة الفساد الثقافي ويحتكرون النشر والمناصب الثقافية، فموظف كبير يساوي كاتب كبير، إننا نعاني في هذه اللحظة التاريخية هنا وفي العالم قاطبة، من الثقافة السائدة التي تتمسك بالرموز والتابوهات وتمارس على نفسها رقابة داخلية رغم أن القانون أوسع من هذا، أستغرب من سلوك الوزارة تجاه زميلنا باسم النبريص، هل اكتشفت فجأة أنه المتفلت الوحيد من الإصلاح الإداري وغيره وفي هذا الوقت بالذات الذي يكتب فيه رأيه في إحدى المواقع الالكترونية؟ وهذا يشير إلى مسألة أخرى وهي أن صحافتنا غير حرة".

وجاء رد الشاعر فتحي أبو النصر: "برز الشاعر والكاتب باسم النبريص كمتحدّث مغاير وصاحب حجة شجاعة وحرة، هذا ما تشير إليه مقالاته التي نتابعها من هنا (من اليمن) شكراً للبيرالية "إيلاف"؛ إذ تقدّم للقارىء أصواتاً حرة تعري كالريح الداخل الفلسطيني، الذي طبع في عقولنا عنه أنه سليم معافى، إلا من الاحتلال. إنني مع هذا النوع من المقالات الصريحة، والتي من شأنها هزّ وتغيير التصورات الراسخة عن (شعراء المقاومة المكرسين). والكشف عن مكامن الاستبداد في المؤسسة الثقافية العربية، وهذه "فلسطين" أنموذجاً. وحيث إن ّالوعي الارتدادي -المضمخ بالشعاريات والخرافيات -هو المتسيد؛ فانّ علينا تحطيم صنمياته لنكون نحن أجدر بكلمة "المثقفين" إن النبريص وآخرون شرفاء يستحقون تحية إكبار لمواقفهم غير الرثة في وجه جبروتية السائد ومتسيداته لنقف مع هذا الوعي النزيه Kلنقف مع شاعر يحترم نفسه، ويقول لا للسلوك المجمّل يا إيها الأدباء والمدراء العامون، إنّ لسان حال الأصدقاء المثقفين من حولي تدين إذ هي تتابع هذه الممارسات الموسية التي لا تليق بتضحيات الشعب الفلسطيني!"

أما الشاعر تمام التلاوي فقال: "إنها القذارة بحد ذاتها والنذالة الأشد انحطاطا، أن تعاقب مبدعاً لمجرد إبداء رأيه في بعض الإمبراطوريات الطوطمية التي قرفناها بل وحتى تقيأناها لشدة ما تكررت، وكأن محمود درويش -مع احترامي لتجربته- أو حتى غيره قد أصبح قديسا لا يجوز المساس بكلماته الطاهرة، شأنه شأن الأولياء والصالحين الذين تربعوا على عروش فكرنا منذ الطفولة. أقول لوزير الثقافة هذا أنه لا فرق بينه وبين بقية الإرهابيين في عالمنا، وعلى كل حال (إيدك وما تعطي) فلا أظنك مرهباً أحداً من الأحرار".
وقال الشاعر ناصر عطا الله: "قطع العيش مقابل رأي ظلم يا أهل الثقافة وحماتها، ومطلب شاعرنا باسم النبريص في تجنيد ثقافتنا لمكافحة الفساد في مواويلنا المالية والإدارية على أرض الوطن من حقه كمطلب رفعه لمن يراه الكبير فينا والعلم الثقافي وعنواننا، وليس من حق حماة الكبير طوعا أن يقطعوا رأس رغيف الشاعر لمجرد أنه أشار للكبير بالتدخل، أو رد دلتا النيل إلى مصبها فقال عن الكبير علما منقولا من مقربين، فالمقربون هؤلاء حتى يستتروا خلف وهنهم دافعوا عن كبيرهم الذي تطاولوا عليه، وما كذب إبراهيم إذ قال لقومه أسالوا آلهتكم من حطمها. فاستخفوا أنفسهم لحظة حقيقة ولكنهم ركبوا عنادهم سوقا للتعالي. كل الاحترام لما رآه باسم النبريص عنوانا جيدا ليقول في الفساد ما لم يقله ممارسيه من أهل الإدارة والريادة والبوليسية".

وقد كتب جمع من المبدعين الفلسطينيين بياناً للمثقفين العرب والفلسطينيين بعنوان (بيان للرأي العام الفلسطيني والعربي) جاء فيه: "مع نشوء أول سلطة فلسطينية، على الأرض الفلسطينية عام 1994، أمِل المثقفون والمبدعون الفلسطينيون، بواقع يكون على هيئة ما أبدعوا من أدب، وما رسموا من لوحات فنية. وتوقعوا أن يضمن لهم الواقع المتحرر من الاحتلال الإسرائيلي البغيض مكانة تليق بهم، بتضحياتهم وأحلامهم، لكنهم مع مرور الوقت، كانوا يجدون أنفسهم على أبواب "المسؤولين" يستجدون الوظيفة، التي لا تقيم وزناً لإنتاجهم الروحي، أو لمكانتهم ودورهم الضروري كصنّاع للهوية وكحافظين لكرامة الإنسان. ومع الوقت كانت وزارة الثقافة تتحول إلي مؤسسة رسمية لا تختلف في شيء عن مثيلاتها في الجوار العربي، من حيث بيروقراطية العمل، الذي أسس للفساد الإداري والوظيفي في ظل غياب البرامج، ثم الرقابة والمحاسبة والشفافية.

ولم ينج اتحاد كتابهم الذي أسسوه بعرق الجبين وبالكفاح ضد الاحتلال، من الفعل البيروقراطي، عبر إخضاعه لشروط الحزب الحاكم وترتيباته الإدارية وتثبيت تبعية الثقافي للسياسي، من خلال ربطه بموازنات السلطة التنفيذية. وهكذا وجد المثقف والمبدع الفلسطيني نفسه في ذيل قائمة الترتيب المجتمعي. ولم يتوقف الأمر عند حدود عدم تشجيع الإبداع الثقافي، بل تجاوزه إلي محاربة المبدع والمثقف في قوت عياله، فهو إن أبدع خارج النسق الرسمي عُدَّ مارقا، وإن تفوّه بكلمة حق، واجه سلطانا ثقافيا جائرا.
لكل ذلك نطالب نحن الموقعين أدناه بأن تكفّ المؤسسات الثقافية الرسمية، عن ملاحقة المثقفين والمبدعين، وتكميم أفواههم، باللجوء إلي الأساليب الإدارية والبيروقراطية العقابية، بحق كل من يكتب مقالا أو يبدع نصا، لا يتوافق وما يعتقده المسؤول المتنفذ. ونقول أنه إن كان هنالك ما يمكن أن يرد به من يمسه رأي أو موقف، فانه يكون من اصل الفعل. أي الردّ الديموقراطي، المقال على المقال، والنص على النص. فنحن كتاب ومبدعون أداتنا الكلمة وعدتنا الرأي والمنطق. وكل عمل من فصيلة القمع، أو الإرهاب الفكري، سيواجه من قبلنا بالرفض والإدانة والمقاومة، ولن تزيدنا مثل هذه الأعمال إلا إصرارا على الاستمرار في قول الحق والحقيقة في حضرة كل السلطات الجائرة.

وإننا إذ نطلق هذا البيان، لنطلب من جميع المثقفين العرب الشرفاء، أينما كانوا، الوقوف بجانبنا، واستنكار ما حدث للشاعر باسم النبريص، حفاظاً على كرامة الثقافة والمثقفين، في زمن لم يتبق فيه من جدار أخير لهذه الأمة، سواها وسواهم".
وقد وقـّع عليه حتى الآن كل من: رجب أبو سرية - روائي وقاص، عثمان حسين - شاعر، د.علي عودة - روائي ومسرحي، دنيا الأمل إسماعيل - شاعرة وباحثة، محمد حلمي الريشة - شاعر، عثمان حسين - شاعر، عمر حمّش - روائي وقاص، علاء الدين كاتبة - شاعر وناقد،د. شاكر النابلسي- اكاديمي، ٍجبر جميل شعث - شاعر وناقد، أكرم أبو سمرة- كاتب صحفي وشاعر،إبراهيم المصري - شاعر- زياد خداش - قاص، فتحي درويش - ناقد، نصر جميل شعث - شاعر وناقد، يحيى الأسطل - شاعر، د.رياض الأسطل، شاعر وأكاديمي، رفيق أحمد علي - شاعر، محمود صالحة - باحث، موسى أبو كرش - شاعر، د.عون أبو صفية - روائي/