يؤكّد الشاعر ماهر الخير أنّ الشعر في العالم العربي هو بألف خير، وذلك على رغم كساده بيعاً وشراءً، وهنا المفارقة، فكيف نجاح من جهة وفشل من جهة ثانية؟ أو كيف نوعيّة من جهة وعدم إقبال على هذه النوعيّة من جهة أخرى؟ ولكن quot;إذا عُرِف السبب بطُل العجبquot; فالشاعر الخير وهو قنصل لبنان في كانبرا يوضح أنّ المشكلة قائمة في العرض وفي قصور الشعراء عن مواكبة روح العصر الذي تتقدّم فيه الصورة التلفزيونيّة على ما عداها باطّراد متّصل، ومن غير الجائز عدم الإعتراف بهذا الواقع، وانطلاقاً من هذه المراقبة العينيّة والحسيّة بامتياز فلا بدّ من تقديم القصيدة لمتذوّقي الشعر بالإسفادة ممّا هو متاح، وعدم قصرها على الورق من خلال نشرها في مجلّة أو صحيفة أو كتاب.
والشاعر الخير على هذا الصعيد لا يكتفي بالقول، بل يتعدّاه إلى الممارسة العمليّة، فكانت تجربته الأولى مع quot;رسائل سريّة من بيروتquot; حيث جعلها قصائد مصوّرة في فيديو كليب، ثمّ تجربته الثانية مع quot;ستمزّق العصافير صدر السماءquot; وحاز من خلالها على جائزة أوسكار الفيديو كليب المصريّة لعام 2004 وعرضتْها أكثر من فضائيّة عربيّة، وموضوع الفيديو كليب الشعري هذا حيّزه فتاة مأسورة في قفص كأنّما هي طائر، ويحثّها الشاعر الذي يرتدي ملابس بيضاء على الإنطلاق إلى سماء الحريّة، وهذا ما يكون، وبعد أن يرقصا معاً فرَحا يرفرفا ويطيرا ويبتعدا عن عالم الأسى والآلام والأسف والظلام.
وللقنصل الشاعر ماهر الخير المغرم بالشعر quot;الحرّquot; على اعتبار أنّ الشعر يكون حرّاً أو لا يكون ديوان باسم quot;عارياً تحت الشمسquot; صدر عن دار الفارابي البيروتيّة في عام 1998 وديوان آخر بعنوان quot;شمس لقميص أزرقquot; صدر عن دار الجيل القاهريّة في عام 2005 وهو الآن بصدد إصدار مجموعة شعريّة جديدة بعنوان quot;عصافير كوبري قصر النيلquot; واللافت أنّ الشاعر ذاته قد حاز الآن أيضاً أوسكار الفيديو كليب الدولي لعام 2006 عن مجموعة quot;بكاء الثلجquot; حيث ضمّ المهرجان الذي أقيم في شرم الشيخ واستعرض المسابقات أعمالَ 115 مشاركاً يمثِّلون 32 دولة منها فرنسا وكندا واليونان وإيطاليا مثالاً لا حصراً، ومسابقات المهرجان ضمّت مسابقات الأغنية المصوّرة وأغاني الأفلام والأغاني الدينيّة والإجتماعيّة والأفلام التسجيليّة في حقول الثقافة والآثار والسياحة، ويقول الشاعر الخير أنّه سعيد بما أنجزه وبالجائزة غير أنّ التواصل مع محبّي الشعر هو الجائزة الكبرى بالنسبة له.
[email protected]