سلوى اللوباني من القاهرة: عاد د. quot;فؤاد زكرياquot; الى الكتابة بعد فترة إنقطاع بمقال كتبها لجريدة الاهرام بتاريخ 25 نوفمبر 2006 تحت عنوان quot;اصمد يا وزير الثقافةquot; على أثر الحملة التي تعرض لها وزير الثقافة quot;فاروق حسنيquot; بسبب تصريحاته حول الحجاب، ويقول المفكر فؤاد زكريا.. يجب أن تتاح للمفكرين الحرية الكاملة للتعبير عن الرأي.. فالتيار الديني المتطرف أسهم في تغييب وعي الجماهير. .وفي المقابل لا يوجد بالساحة من يساند المفكرين والمثقفين..فمصر تضحي بمثقفيها.. وهم مستبعدين عن صناعة القرار ومن المشاركة في بناء المجتمع.
يمتلك فكراً مغايراً فكان قدره تحمل الصعاب ودفع ثمن أفكاره فخرج من مصر في عام 1971 بعد أن صادر الرئيس الراحل quot;أنور الساداتquot; المناخ الثقافي في مصر وسمح للرجعية أن تتصدر الحياة الثقافية، ذهب للتدريس في جامعة الكويت وبقي هناك لمدة 18 عاماً، وهو من مواليد بورسعيد 1927 أكاديمي واستاذ جامعي متخصص في الفلسفة تخرج من قسم الفلسفة بكلية الاداب جامعة القاهرة 1949، وحصل على الماجستير والدكتوراه في الفلسفة من جامعة عين شمس، عمل استاذاً فرئيساً لقسم الفلسفة في جامعة عين شمس، واستاذاً فرئيساً لقسم الفلسفة في جامعة الكويت وترأس تحرير مجلتي quot;الفكر المعاصرquot; وquot;تراث الانسانيةquot; في مصر، وتولى منصب مستشار تحرير سلسلة عالم المعرفة الكويتية، كما عمل مستشاراً لشؤون الثقافة والعلوم الانسانية في اللجنة الوطنية لليونسكو بالقاهرة، وله العديد من المؤلفات منها الحقيقة والوهم في الحركة الاسلامية، الصحوة الاسلامية في ميزان العقل، التفكير العلمي، نيتشه، اسبينوزا، الثقافة العربية وأزمة الخليج، آفاق الفلسفة، نظرية المعرفة، خطاب الى العقل العربي، مقامرة التاريخ الكبرى، العرب والنموذج الامريكي، إضافة الى ترجماته للعديد من المؤلفات القيمة.... كتب فؤاد زكريا وقال الكثير.. فهل هناك آذاناً صاغية أو عقولاً واعية تدرك وتعي ما قاله!!!
عودته للكتابة تشكل مفصلاً هاماً للمثقفين وللمفكرين..حيث اشتهر بجرأته الشديدة في طرح أفكاره كما يعد من أبرز المفكرين الذين تصدوا للفكر المتطرف ومن مؤسسي المدرسة الفكرية التي تنتهج فصل الدين عن الدولة. توجهت إيلاف لعدد من المثقفين في مصر للتعرف على آرائهم فيما إذا كانت عودته للكتابة ستحرك النقاش حول دور المثقف وجرأته في أخذ مواقف علنية أم لا؟ أم ستكون مجرد تكرار لافكار سابقة؟ وأهمية مدرسته الفكرية التي تنتهج فصل الدين عن الدولة للارتقاء بالحال الثقافي.

المفكر محمود أمين العالم
فؤاد زكريا رجل حبيب الى قلبي. هو رائد وقائد للجسارة وللعمق. وكتابته ضرورة لاعادة إحياء أمراً قيماً. وبالتالي نحن بحاجة للجرأة والاقتحام. مصر تموت والعالم العربي يغتال. استغربت صمته الطويل. قد يكون صمت مظهري بدليل أنه عاد للكتابة. المهم تحريك الاشياء. وأنا مع منهجه الفكري بفصل الدين عن الدولة. اذا دخل الدين للدولة أفسدها وحولها الى إتجاهات بعيدة عن الانسانية. صوت فؤاد زكريا القوي دائماً.

الروائي جميل عطية ابراهيم
مرحبا بعودة د. فؤاد زكريا. فؤاد زكريا مهما كان حجم الاختلاف معه حول إيجابيات وسلبيات المرحلة الناصرية هو مفكر علماني حر يفصل بين الدين وبين والدولة وبين العقائد الدينية الثابتة وبين التفسيرات السياسية المتقلبة للظواهر من طبيعية واجتماعية وغيرها معلياً صوت العقل والتفكير وسماع الآخر وعدم تكفيره. الساحة الفكرية في العقدين الثلاثة الماضية في مصر والعالم العربي خربت وأصبحنا نعيش في حالة تخلف عقلي بمعنى الكلمة لا مجازاً وعودته الى الكتابة في مصر نأمل أن تضخ أفكاراً للخروج من هذه الأزمة والبلد، بل والمنطقة العربية بأكملها تعيش أزمات سياسية وأزمات هوية وقد ارتفع صوت مذاهب مختلفة وعرقيات وأصبح القتل quot;والعياذ باللهquot; على الهوية وكأن الأمة العربية والإسلامية لا يوجد بها حالياً رجل رشيد واحد يصرخ quot;كفىquot;. طريق التقدم هو طريق العلم والتسامح والتنمية وحقوق الإنسان وعدالة التوزيع وهذه كلها من مشاغل د. فؤاد زكريا وهو جدير بأن ينير شموعاً في عقل وقلب هذه الأمة ليسكت بعض عناكب الظلام.

الكاتبة والناشطة السياسية فتحية العسال
أنا سعيدة بعودته الى الكتابة. كان في حالة كمون وقتي وليس توقف أو إنقطاع. كتب في الوقت الصحيح لأننا في مرحلة سحب البساط من تحت أقدام ثقافتنا المصرية المحترمة. ثقافة الحرية والتعبير. هناك إرهاب فكري على المثقفين. لا يمكن أن نستسلم له. يجب أن نقف ضده ونواجهه بمواقف جريئة ونتكاتف ونكتب أكثر. هناك الكثير ممن كتبوا مثل د جابر عصفور، سامي خشبة، سلامة أحمد سلامة، يوسف القعيد. مصر تنادي على مثقفيها وتقول لهم أنا بحاجة لكم من أجل الفكر المستنير. من أجل حرية الانسان والتعبير. أنا مع مدرسة فؤاد زكريا الفكرية. فالدين لله والوطن للجميع. هذا المنهج الفكري يعطينا مساحة أكثر للتعبير عن الرأي. كان ولا زال شعار ثورة 1919 الدين لله والوطن للجميع، أما اليوم فالشعار هو الارهاب الفكري حتى نخاف.

الكاتب د.علاء الاسواني
فؤاد زكريا قامة كبيرة جداً. وأحد أبرز المفكرين في العالم العربي. أعتقد انه توقف عن الكتابة بسبب ظروفه الصحية. وليس غريباً عليه نقده للحملة التي تعرض لها وزير الثقافة. فهو يدافع عن الحريات ويدافع عن الدولة المدنية. أقام مناظرة شهيرة مع الغزالي في وسط معقل التيار الاسلامي، وتحسب له كموقف شجاع ففي أوائل التسعينيات كانت مثل هذه المناظرة تعد امراً خطيراً. لم يقم بها سوى اثنان فرج فودة وفؤاد زكريا، فرج فودة قتل، وللامانة أسلوب فؤاد زكريا موضوعي أكثر من فرج فودة، وبالتالي انصب كره المتشددين في اليتار الاسلامي على أفكار زكريا وليس على شخصه. واجب المثقف أن يكتب ويقف بوجه هذه الهجمات الفكرية. وأود أن أوضح هنا بأن المثقفين الذين تخلوا عن دورهم بضعة أسماء وليس الجميع. فعلى سبيل المثال نادي القضاة وحركته نحو الاستقلالية هذه حركة وموقف ثقافي، وهناك الصحفيين وطلبة الجامعة وبالتالي هناك الكثير من المثقفين الذين لم يتخلوا عن دورهم. وبلا جدال. بلا جدال فكره ومنهجه صحيح بفصل الدين عن الدولة، ويجب أن نوضح قبل تكفيرنا، أن الدولة يجب أن تكون مدنية ولا يعني ذلك إننا ضد الدين. فمعظم الناس تعتبر أن العلماني هو من لا يؤمن بالدين. علماني أي أؤمن بأمران دولة مدنية، والدين لا يرتب حقوق سياسية.

مديرة منتدى الكتاب العربي أماني أمين
بغض النظر عن مدى تأثير كتابة مفكر واحد أو كاتب واحد في تحريك النقاش حول موضوع معين، إلا أننا نتمنى من الناحية العامة أن نرى خروجاً للمثقف العربي من عزلة تقوقع فيها عشرات السنين ليصيح مرة أخرى أداة فاعلة في مجتمعه. أنا مع أن الدين شيء خاص بينما الوطن للجميع، ولذا أميل الى فصل الدين عن السياسة ولكن الحل الأمثل للوضع الحالي الثقافي هو حرية التعبير وإتاحة النقاش للجميع ولكل التيارات. الحوار الحر واحترام رأي الاخر مطلوب ولا حجر على رأي جاد مهما اختلفت معه.