إيهاب الشاوش من تونس: يحل صاحب quot;الخيميائيquot; الكاتب البرازيلي باولو كوهيلو ضيفا على معرض الكتاب التونسي الذي ينطلق في الثامن و العشرين من ابريل الجاري و تواصل الى غاية الثامن مايو. كما سيكون الفرنسي باسكال بونيفاس مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية بباريس من بين ضيوف هذه الدورة. و صدر لباسكال بونيفاس مجموعة من الأعمال أهما laquo;فرنسا ضد الإمبراطوريةraquo; و''تحديات العالم العربي laquo; و laquo;نحو الحرب العالمية الرابعةraquo; التي ينتقد فيها أطروحة صدام الحضارات لصامويل هيننيغتون حيث يكتب''لقد تمكن الغرب من تحقيق انتصار في الحرب الباردة - بطريقة سلمية- بفضل التفوق الاقتصادي لـ''العالم الحر''. وانهار الاتحاد السوفييتي السابق بفعل عجزه عن مجاراة إيقاع التقدم والنمو في الدول الغربية. أما اليوم فيبدو أن laquo;الإرهابraquo; هو من سينهك ويقطع أنفاس خصومه... وهذه الحقيقة تعني أن العمل لمحاربة laquo;الإرهابraquo; لا ينبغي أن يعول كليا على الجهد العسكري فقط...quot;
و بالعودة الى الكاتب الرازيلي باولو كويلهو الذي تحقق أعماله أعلى المبيعات العالمية، فإن الأوساط الثقافية التونسية تتوقع ان يكون حضوره الحدث الأبرز في معرض الكتاب و ذلك بالرغم من انقسامها بين من يعتبره ظاهرة ادبية جديرة بالمتابعة و من يضعه في خانة الكتاب quot;الموضةquot;.
كوهيلو من الجنون إلى الأدب:
ولد باولو كويلهو سنة 1947 بريودي جانيرو في عائلة من الطبقة المتوسطة وكان والده laquo;بيدروraquo; يعمل مهندسا، اما والدته ليجيا فهي سيدة بيت. زاول باولو تعليمه بالمدرسة المسيحية بسان انياسيو بريو وسرعان ما نحت لنفسه روحا ثورية متمردة على الأساليب التعليمية الصارمة التي ينتهجها الرهبان هناك كما شهدت تلك الفترة ظهور ميولات أدبية لديه.
و في السابعة عشر من عمره قرر ابوه وضعه في مستشفى الأمراض النفسية وكانت تلك التجربة مادة لروايته laquo;فيرونيك تقرر الموتraquo; .
خلال سنوات الستين التي شهدت انفجار التيار العالمي laquo;الهيبيraquo; وانطلاق ثورة فكرية عارمة طلب الملحن والمغني laquo;رول سيكساسraquo; من laquo;باولوraquo; ان يصبح الناطق بلسانه وتواصل عملهما معا الى سنة 1976 حيث حققا معا نجاحا هاما وساهما في تغيير وجه ساحة laquo;الروكraquo; البرازيلية.
ولكن مختلف الانشطة التي قام بها laquo;باولوraquo; في ظل التنسيق الكامل مع رول سيكساسraquo; والتي كانت تتراوح بين العمل الصحفي والموسيقى والصور المتحركة لم تلق قبولا في ظل الحكم الديكتاتوري المسيطر في البرازيل آنذاك والذي عدها اعمالا تخريبية وهدامة وكان مآل laquo;باولوraquo; نتيجة ذلك السجن وخضع الى التعذيب. لكنه استعاد حريته بفضل ملفه النفسي السابق الذي أدرجه ضمن المجانين وكان ذلك عاملا ساعده على مغادرة السجن.
بعد تجربة السجون و المصحات العقلية بدأ كويلهو العمل في مؤسسة بوليغرام وهناك التقى بزوجته الأولى. لكن هذه الفترة لم تدم سوى عدة سنوات اذ قرر سنة 1978 مغادرة العمل ليرحل إلى مخيم داشوا حيث استعاد laquo;باولوraquo; ميولاته الأدبية وقدراته على ممارسة الكتابة ومثلت تلك الفترة منعرجا حاسما في حياته والتزامه الأدبي كما صالحت بينه وبين الكاثوليكية.
وسلك laquo;باولوraquo; الطريق القديمة للحج الى laquo;سان جاك دي كومبو ستالraquo; صحبة laquo;كريستينا اوتيسيكاraquo; رفيقته الجديدة والتي أصبحت في ما بعد زوجته واكتشف هناك عديد الأسرار حول نفسه والعالم المحيط به وكانت تلك الافكار الرئيسية لكتابه الاول laquo;حاج كومبوستالraquo; الذي يعتبر بداية ظاهرة laquo;باولو كويلهوraquo; وهذا الكتاب الاول قامت باصداره دار نشر صغيرة برازيلية وسحبت منه تسعمائة نسخة ثم باعت منه إلى يومنا هذا ثلاثة واربعين مليون كتاب وزع في مائة و اربعين بلدا وبخمس وخمسين لغة.
و في سنة 1999 قامت مجلة laquo;ليرraquo; بتحقيق كانت نتيجته ان laquo;باولو كويلهوraquo; هو الكاتب الثاني في العالم من حيث مبيعات مؤلفاته.
رواية laquo;الكيميائيraquo; التي احدثت نجاحا باهرا في العالم يوازي النجاح الذي حققته رواية laquo;الأمير الصغيرraquo; لانطوان دي سانت اكسوبيري او رواية laquo;النبيraquo; لجبران خليل جبران ومنذ ظهورها اصبح لهذا الكاتب رصيد من ملايين القراء في العالم تمكن باولو من شد اهتمامهم بمختلف المواضيع والأفكار التي يطرحها والتي تجسد روحانية معقدة بابسط المفردات وبأكثر الأشكال تنوعا.
له مؤلفات اخرى عديدة الى جانب laquo;الكيميائيraquo; حيث اصدر laquo;الجبل الخامسraquo; وlaquo;الشيطان والآنسة بريمraquo; laquo;احدى عشر دقيقةraquo; وlaquo;على ضفة نهر بيادرا جلست وبكيتraquo;... وغيرها من المؤلفات التي بيع منها في فرنسا وحدها سبعة ملايين وخمس مائة الف نسخة.