القاهرة (رويترز) - التصفيق الذي قوبل به ثروت عكاشة وزير الثقافة المصري الاسبق في احتفال بلاده مساء يوم الثلاثاء بيوم التراث العالمي كان في أحد أبعاده حنينا

من ترجماته
مرحلة الستينيات كما كان تحية لجهود الرجل الذي جعل الثقافة خبزا يمتد من صناعة الكتب الى تشييد المتاحف. وفي الاحتفال الذي أقيم بالمتحف المصري بالقاهرة وقف الحضور تحية لعكاشة وهو يتلقى التكريم من فاروق حسني وزير الثقافة المصري بعد أن أشار زاهي حواس الامين العام للمجلس الاعلى للاثار الى أن الرجل الذي بلغ 85 عاما مازال دؤوبا في عمله البحثي بقدر دأبه قبل أربعين عاما وهو وزير. وأضاف حواس في الاحتفال الذي حضره الممثل المصري عمر الشريف أن عكاشة استطاع أن quot;يجعل العالم يتفق على شيء واحد هو انقاذ اثار النوبةquot; جنوبي البلاد. وقال بيان للمجلس الاعلى للاثار ان عكاشة يكرم في هذه المناسبة تقديرا لانجازاته quot;الثقافية الهائلة والصروح الثقافية العديدة كما كان المخطط الاول لانقاذ اثار النوبة وأبي سنبل وفيله كما نجح في جعل (منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة) اليونسكو تتبنى هذا المشروع الجبار.quot;
ولد عكاشة عام 1921 وشارك في حرب فلسطين 1948 وتولي وزارة الثقافة والارشاد القومي (1958 - 1962) ثم عاد اليها مرة ثانية (1966 - 1970). ونال عكاشة في بلاده وخارجها عددا من أرفع الجوائز والاوسمة واخرها جائزة مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية بدولة الامارات العربية المتحدة والتي أعلنت في فبراير شباط الماضي وقيمتها 120 ألف دولار عن مجمل انجازه الثقافي. وتكرم مصر سنويا في هذه المناسبة المهتمين بحماية التراث الانساني خاصة الاثري الذي تملك منه نصيبا وافرا. وكرمت يوم الثلاثاء أيضا الكاتبة نعمات أحمد فؤاد. وينظم المتحف المصري بهذه المناسبة معرضا عنوانه (سقارة عبر العصور) يضم اثارا اكتشفت بسقارة جنوبي القاهرة وهي المنطقة التي شهدت المحاولات الاولى لبناء أهرام في مصر القديمة في عصر الاسرة الفرعونية الثالثة (نحو 2686 - 2613 قبل الميلاد). كما يضم المعرض صورا نادرة التقطت للمنطقة في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. ومن بين الاثار المعروضة تمثال برونزي للمهندس امحوتب quot;أول مهندس استخدم الاحجار في بناء المجموعة الجنائزية لزوسرquot; ثاني ملوك الاسرة الفرعونية الثالثة. اضافة الى تمثال من الحجر الجيري الملون لكاتب معبد اتون في مدينة منف quot;انيويquot; حيث يجلس الى جوار زوجته quot;مري رعquot; وهي تمد ذراعها تحيط بها ظهره. كما ضم المعرض أيضا تمثالا برونزيا للاله امون رع بالتاج وله جناحان واخر من المرمر للملك بيبي الثاني اخر ملوك الاسرة السادسة (نحو 2345 - 2181 قبل الميلاد) ويبدو الملك على هيئة طفل عار quot;وربما يكون (هذا الوضع) جزءا من طقوس عيد الحب الذي يحتفل به بعد مرور 30 عاما في الحكم.quot;
ولا تقتصر التماثيل على الملوك والالهة وحدهم.
فالى جوار تمثال من الشست وهو حجر رسوبي لاوزيريس وجد في مقبرة بسماتيك رئيس كتبة الاسرة السادسة والعشرين (نحو 664 - 525 قبل الميلاد) يوجد تمثال من الحجر الجيري يرجع الى الاسرة الخامسة (نحو 2494 - 2345 قبل الميلاد) اكتشف عام 1893 وهو لشخص مجهول quot;وهو نادر في الدولة القديمة التي مثلت فيها الاذرع غير ملتصقةquot; ولايزال هذا التمثال يحتفظ بحليات من النحاس مثبتة في الشعر فوق الاذنين. ويعيد المعرض الاعتبار الى أثريين أجانب ومصريين منهم مؤسس مصلحة الاثار المصرية الفرنسي فرانسوا أوجست فرديناند مارييت (1821 - 1881) والبريطاني جيمس ادوارد كويبك (1867 - 1935) وكان كبير مفتشي اثار سقارة واكتشف بعض مدرجات هرمية ترجع للاسرة الفرعونية الاولى التي يؤرخ لها بتوحيد البلاد نحو عام 3100 قبل الميلاد. وجيفري مارتن مكتشف مقبرة حور محب أبرز القادة العسكريين الذي تحالف مع رمسيس الاول على تأسيس الاسرة التاسعة عشرة (نحو 1320 - 1200 قبل الميلاد).
ومن المصريين سليم حسن (1886 - 1961) وهو من أبرز علماء الاثار المصريين وله أكثر من 50 مؤلفا أشهرها (موسوعة مصر القديمة) في 16 مجلدا وهو الذي قام بتنظيف تمثال ومعبد أبو الهول.
ويذكر المعرض بطبيعة منطقة سقارة قبل نحو مئة عام من خلال صور نادرة للهرم المدرج وهو مغطى بالرمال قل ازالتها وصور لنقوش جدارية في المجموعة الجنائزية للملك زوسر ومائدة التحنيط المصنوعة من الحجر الجيري حيث تزدان جوانبها برؤوس عدد من الاسود.