قرأت ما نشر عن طروحات الراحل الدكتور لويس عوض في كتابه ((مقدمة في فقه اللغة العربية )) عن اصل العرب واللغة العربية ( لغة قريش، لغة القرآن الكريم )، وما تضمنته من آراء غريبة ليست موثقة بل جاءت اعتمادا على مبدأ التأويل الذي نعرف نحن من أين جاء، وكيف روج له المستشرقون كثيرا، وما أُريدَ به حين أعتمدوه في الدراسات الاسلامية والعربية.
يقول الانكليز don't put your nose into other people Business وتقول العرب ( اعطي القوس باريها )، وهو عجز بيت للشاعر الحطيئة اصبح مثلا عربيا مشهورا، واقول ان التخصص عملاً ضد الطبيعة، بدأ مع حياة الانسان للسيطرة عليها وإخضاعها وتطويعها لخدمته إبتداءاً من التقليد والتمثيل واستعمال السحر في عصور ما قبل التأريخ، ثم عبادته آلهة متعددة اعتقاداً منه ان تلك الآلهة هي التي تحرك الظواهر الطبيعية لحماية نفسه من الاضرار التي تسببها له تلك الظواهر، وقد طور الانسان سيطرته على الطبيعة واخضعها بتطور قدراته العقلية بما اكتشفه من علوم وما كونه من حضارة حسب قانون تراكم العلم والمعرفة وكفاحه المتواصل حتى وصل الى القمر، فقد كان الانسان قديما يقدم الصبايا الجميلات من العذارى قرابين الى إله الماء ويلقي بهن في النهر خوفا من الفيضان وما يحدثه من دمار وخراب الى ان توصل اليوم الى بناء سدود من الرمال المضغوطة تفوق قوتها قوة السدود المبنية بالخرسانة للسيطرة على مياه الفيضان.
اسوق هذه المقدمة لاني اعرف ان الدكتور لويس عوض متخصص بالادب الانكليزي من جامعة كيمبرج، قرأت له وتتبعت آراءه وطروحاته الغريبة منذ زمن، وقد لايعرف الكثير من الادباء ان الدكتور عوض يعتبر نفسه الرائد الاول للشعر الحديث في بلاد العرب، وانه يدعي انه سبق نازك الملائكة والسياب والبياتي وبلند الحيدري في الريادة ويذكر قصيدته التي منها:
وقالوا ربنا واحد
فقلت ليته عشرة
كمثل زيوس في الاولب
يحسو الراح....
( معذرة لاني لا اتذكر الكلمة الاخيرة في الشطر الرابع )، وقد نشرت القصيدة في مجلة حوار التي كانت تمونها منظمة الثقافة الحرة وكان رئيس تحريرها او المسؤول عنها الشاعر الفلسطيني الراحل توفيق صايغ صاحب القصيدة ( الديوان ) Q او K والذي كتب في احد اعداد المجلة قصيدة يصور فيها الامة العربية بالمومس التي كبرت وشاخت وقودت لبنيها...، وقد لا يعرف الكثير علاقة منظمة الثقافة الحرة وتبعيتها للمخابرات المركزية الامريكية.
اني اعتقد ان الراحل لويس عوض كان مزهوا بنفسه، مصاب بالنرجسية وحب الذات ويعاني من مركب نقص فلقد قرأت له مقابلة وجها لوجه مع الدكتور غالي شكري في مجلة العربي او سمعته في مقابلة اذاعية يتحدث عن شقيق له يحمل الدكتوراه بالعلوم الصرفة، يتهمه بالغيرة لانه اكثر شهرة منه، لذلك فإن كثيرا من طروحاته كان هدفها الاثارة والضجيج حول شخصه معتمدا التأويل دون التوثيق، في حين اصبح التوثيق اساسا ليس في الدراسات العلمية وحدها بل اساسا في الدراسات الانسانية ومنها الادبية.
استعمر الهكسوس مصر وحكموها وهم اقوام من جزيرة العرب وسمي الحاكم منهم بالعزيز وقد عاصر احدهم سيدنا يوسف عليه السلام وقد فرق القرآن الكريم بين حكام مصر من الهكسوس وبين ملوك مصر من الفراعنة، ويمكن الرجوع الى كتاب الدكتور أحمد سوسة المتخصص بالاديان اضافة الى تخصصه بالهندسة ((العرب واليهود في التأريخ )) الصادر عن دار العربي للاعلان والنشر والطباعة ndash; الطبعة الثانية 1973 لنجد ان هناك فترة زمنية تقارب او تزيد على الخمسمائة سنة تفصل زمن سيدنا ابراهيم عن زمن سيدنا موسى عليهما السلام
يقول الدكتور عوض لم يات ذكر العرب في التأريخ الفرعوني وان اول طهور للعرب على مسرح التأريخ في الشرق الاوسط ورد في نص شالمانصر الثالث ملك آشور ( 859 ndash; 824 ق. م ) وهذا صحيح، لان سكان الجزيرة العربية قبل ان يخلق او يولد يعرب لم يكونوا يسمون بالعرب ولكن بعد ولادة يعرب وسيادته لقومه وازدياد ابناءه واحفاده وذريته اصبحوا امة يطلق عليها العرب، وللدلالة على ذلك أقول ان امراء آل سعود هم من قبيلة عنزة العربية المشهورة، ولكن ظهور بن سعود الكبيــر وسيادتــه وتأسيسه امــارة في شبـه الجزيرة العربية وازدياد اولاده واحفاده اخذ يطلق عليهم آل سعود، واستطاع عبدالعزيز السعود ان يتغلب على جميع الامارات في الجزيرة العربية ويؤسس مملكة تسمى بالمملكة العربية السعودية قأصبح لقب السعوديين لا يطلق على الامراء السعوديين والعائلة السعودية فقط بل اصبح يطلق على جميع شعب المملكة العربية السعودية نسبة الى امرائهم، لذلك اطلق علماء الآثار العراقيين امثال طه باقر وفاضل عبدالواحد علي وغيرهم من العلماء على سكان الجزيرة العربية قبل ظهور يعرب لقب ( الجزريون ) نسبة الى محل سكناهم، واني اظن ان الدكتور عوض قد قرأ شيئا للعلامة طه باقر او للعلامة الدكتور فاضل عبدالواحد علي استاذ السومريات والآشوريات او لغيرهم من علماء الآثار الاجانب امثال كريمر وفلكنسلتن وغيرهم ولو قرأ لعرف اصل سكان العراق وسكان الشام وسكان البلاد العربية الاخرى بما فيهم سكان الجزيرة العربية ومن اين جاءوا، ولعرف من هو سرجون الاكدي ( 237. ndash; 2316 ق. م ) ولعرف ايضا اثر حضارة وادي الرافدين على حضارات الشرق القديم ومنها الحضارة الفرعونية لان حضارة ما بين النهرين هي السباقة التي رفدت الحضارات الاخرى وتأثرت بها تلك الحضارات.
ان ما ذكره الدكتور لويس عوض من ان المرأة كانت هي رأس القبيلة مستندا على اسماء القبائل العربية، مثل اسم ربيعة، وكندة، ومرة، وامية، تأويل لا يؤيده التوثيق، فمن قال ان اسم ربيعة او كندة او مرة او امية او جهينة هي اسماء نساء في لغة العرب؟ انها اسماء لرجال ومما يؤكد ذلك ويوثقه نص يعتبر اقرب الى لغة القرآن وهو اقدم نص تأريخه 1.6 ميلادية والنص يقول ( هذا القبر صَنَعَهُ كعب بن حارثة للقيض بنت مناة امه... )، فهل ان اسم حارثة الذي ورد في النص رجل ام امرأة؟ وما ينطبق على حارثة ينطبق على ربيعة وحطيئة وجذيمة وكندة وامية وربيعة وجهينة وغيرها من اسماء الرجال العرب.
يقول الدكتور عوض عن سكان الجزيرة العربية انهم موجات هبطت من القوقاز وبحر قزوين والبحر الاسود لم تجد لها مكانا في العراق والبلاد العربية الاخرى فسكنت جزيرة العرب ! ان هذا القول عارٍ عن الصحة وهو ايضاً تأويل دون توثيق منافيا للتأريخ القديم وعلم الآثار وما جاء في الواح الطين من كتابات مسمارية تقول ان سرجون الاكدي ( 237. ndash; 2316 ق.م ) هو اول حاكم من اقوام الجزيرة العربية في العراق، وهو موحد دويلات المدن وواضع ومرسخ اسس الدولة الحديثة في التأريخ ومؤسس اول امبراطورية في التأريخ القديم..، وان كثير ما جاء مدون في الواح الطين من المعتقدات العراقية القديمة أنتقلت من بلاد الرافدين الى مصر وهذا ما يؤكده علماء الآثار العرب والاجانب، والكل يعرف ان تخصص الدكتور لويس عوض لم يكن بالسومريات ولا بالآشوريات ولا بالتأريخ القديم ولا بالتأريخ العربي القديم قبل الاسلام.
اني اتسائل هل اطلع الدكتور لويس عوض على المجلد السابع من تأريخ العرب قبل الاسلام ( القسم اللغوي ) للعلامة الدكتور جواد علي الصادر سنة 1957 عن المجمع العلمي العراقي؟ وهو دراسة جادة موثقة عن لهجات العرب وتطورها، وان اول نص اقرب الى لغة القرآن كان في 1.6 ميلادية كما ذكرت ويليه نص قبر فهر بن شلي في موضع ام الجمال، ثم يليه نص النمارة شاهدة قبر امريْ القيس، وكتابة زبد ويعود تأريخها الى سنة 511 ميلادية، ونص حران وغيرها من النصوص، واذا افترضنا ان الدكتور لويس عوض لم يطلع على كتاب الدكتور جواد علي فلماذا لم يطلع على اطروحة الماجستير للاستاذ غانم قدوري حمد رئيس جامعة تكريت الان، التي حصل عليها من جامعة القاهرة او جامعة الازهر الموسومة (( رسم المصحف )) سنة 1977 او 1978 وقبل صدور كتابه في فقه اللغة وقد طبعت هناك وتقارب صفحاتها الالف صفحة وهي دراسة في تاريخ اللغة العربية ( لغة الشمال، لغة قريش، لغة القرآن ) وفيها يرجح الباحث مستندا بالشواهد والتوثيق الرأي القائل ان لغة قريش تطورت من الابجدية النبطية، وأنتقلت هذه اللغة من العراق من الحضر عاصمة الانباط وعواصمهم الاخرى الى الانبار ثم الى الحيرة حتى وصلت الى مكة والجزيرة العربية فاصبحت لغة قريش وميزت الكتابة فيها عن الخط المسند خط جنوب الجزيرة العربية ولهجات الجزيرة الاخرى وكما قلت ان هذه الدراسة موثقة بالشواهد كما وثق الدكتور جواد علي كتابه وكتب كثير من المستشرقين في التأريخ العربي قبل الاسلام.
يقول الدكتور عوض ان اللغة العربية تضم كلمات غير عربية الاصل، وهي من لغات عديدة وقد اورد قسم منها، وهذا الطرح ليس بجديد، فإن اسمي ابراهيم واسماعيل عليهما السلام اسمان معجمان وان من يعرف قليل من نحو العربية يقر بذلك، كما ان دخول الفاظ ليست من العربية الى اللغة العربية ليس عيبا، فإن الكثير من اللغات الاجنبية اخذت من اللغة العربية مئات الكلمات ولا اريد اقول اللغة الفارسيـة او التركيـة وانما اقول اللغات الاوربية كالاسبانية والانكليزية والفرنسية، وقد اخذت العربية كلمات من هذه اللغات ايضا وهذا دليل على ان اللغة العربية لغة حية متطورة تتطور مع الزمن لتواكب العصر والتقدم العلمي وهذا يتماشى مع قانون تراكم العلم والمعرفة، فهل ينكر من روج لطروحات الدكتور عوض ذلك؟ لقد قلت ان البحوث في الدراسات الانسانية الان اصبحت توثيقية ومنها الدراسات اللغوية والادبية، وليست آراء تأويلية، واقول ايضا، ان اعجاز النص القرآني حقيقة لا ريب فيها ولا يمكن انكارها، ولكن ما قاله الدكتور عوض عن اللغة العربية بانها كانت لغة آدم عليه السلام وانها مسطورة في اللوح المحفوظ، فهذه اقول ليست من الحقيقة في شيء وانما اريد بها الدس المبطن، وللحقيقة اقول اني سمعت قولا او حديثا لم اتأكد من صحته : ان لغة اهل الجنة بعد البعث والنشور هي العربية، واني اتسائل ايضا هل قرأ الدكتور لويس عوض كتاب الدكتور عبدالقادر محمود ( الفلسفة الصوفية في الاسلام ) الصادر عن دار الفكر العربي 1966 ndash; 1967 مطبعة المعرفة ndash; القاهرة وهي دراسة جادة وقيمة وجريئة ليعرف ان تلك الاقوال التي اوردها في كتابه فقه اللغة، عن قدسية اللغة العربية، ما هي الا افتراء على العرب والمسلمين.
ذكر الدكتور عوض في كتابه ان العرب استعمروا الشعوب الاخرى باسم الدين واللغة ! وهذا القول اريد به التجني على العرب وهو رأي خاطيء، واني اسأل واريد من يجيب، هل ان دولة بني أمية في الاندلس كانت استعمارا؟ هل كان خلفاء الاندلس مرتبطين بخلافة اخرى يرسلون لها الاموال والجبايات؟ ام انهم هربوا خوفا من اعدائهم خلفاء بني العباس واسسوا حكما لهم في الاندلس وعمروها ولا زالت شواهدهم شاخصة الى الان واصبح ما بقي منها يدر دخلا سياحيا للحكومة الاسبانية واقول ايضا رداً على ما جاء في طروحات الدكتور عوض... الم يشرك العرب غيرهم من الاقوام الاخرى في الوزارات والقيادة وادارة البلاد والولاية والقضاء والكتابة ومسك الدواوين، لا اريد ان اذكر كتب التاريخ وما جاء فيها من مشاركة غير العرب في ادارة الدولة الاسلامية ولكن اشير الى كتابات السيد فهمي هويدي في معاملة العرب المسلمين لغيرهم ممن لا يعتنق الاسلام وكيف كان التسامح الديني العربي مع هؤلاء وكيف كان لهم الحرية والمساواة في الحقوق مع غيرهم من المسلمين، لكني لا بد لي من أُذّكر بمحاكم التفتيش في اسبانيا بعد سقوط الحكم العربي الاسلامي فيها، واريد ان اذكر شيئا ذكرته في احد قصصي (( الدف والعقرب )) فأقول : كانت في مدينتي هيت طائفة يهودية من بقايا السبي الثاني لليهود أي السبي الآشوري الذي وزع السبايا في مدن عديدة ومنها مدينة هيت والى عهد قريب جدا يتجاوز العشر سنوات بقليل، وكانت هذه الطائفة تحظى بأحترام جميع اهل المدينة نساءاً ورجالاً، وقد بقوا على ديانتهم الى قبل اكثر من عشر سنوات فأعتنقوا الاسلام من تلقاء انفسهم، واني أذكر ان كبير طائفتهم الذي مات وهو على دينه اليهودي كان يسير وراء جنازة خطيب ومفتي المدينة ويصرخ باكيا امام جميع اهل المدينة. أن طروحات الدكتور لويس عوض عن العرب وتجنيه عليهم رغم كتاباته بلغتهم معروفة، كما ان فتونه بالادب اليوناني والادب الغربي معروف ايضا، وان اكثر كتاباته عن الالياذة والاوديسة وعن الكوميديا الالهية الفردوس والجحيم، لا يشير فيها عن المنابع التي اخذت منها تلك الكتابات وتأثرت بها إلا لماماً؟ فهو لايذكر ملحمة جلجامش الا بشكل مبتسر ولا يشير الى المعراج وتأثيره في ما كتبه دانتي بشكل واضح. وهو بذلك يجاري الكتاب الغربيين الذين ينكرون الكثير مما اخذوه من حضارة وادي الرافدين والحضارة العربية ونسبوه اليهم دون الاشارة الى ممن اخذوا وبمن تأثروا، ونظرب مثلا بما يعتبر قمة الشعر الحديث المكتوب بالانكليزية وهي قصيدة ت. س. إليوت (( الارض اليباب )) لقد كتب المرحوم الاديب السوداني الكبير الدكتور عبدالله الطيب مقالا نشر في مجلة الدوحة القطرية في اعدادها 74 و 75 و 76 للأشهر شباط وآذار ونيسان سنة 1982 يبين ما اقتبسه اليوت من القرآن الكريم ومن الشعراء العرب في هذه القصيدة دون ان يشير اليه، كما انه حذر الادباء العرب من الفتنة بالشاعر اليوت وغيره من ادباء الغرب. كما انه بين في كتابه الطبيعة عند المتنبي الصادر سنة 1977 عن وزارة الاعلام العراقية تأثر الشاعر الانكليزي اندومارفيل (1621 ndash; 1678 ) في قصيدته خواطر في حديقة بالشاعر ابو العلاء المعري وكذلك شعره بالشاعر بن الرومي وكتب عن تأثر الشاعر كيتس ( 1795 ndash; 1821 ) في قصيدته عن البلبل بالشعراء العرب وكذلك الشاعر وليم بلاك ( 1757 ndash; 1827 ) بقصيدته عن النمر بالشاعر ابو الطيب المتنبي دون ان يشيروا بمن تأثروا، وهناك الكثير الكثير، الذي لا يسعني ان اذكره في هذا المقال.
اما تأثير العرب على الرواية الغربية فإني اقول من من لا يعرف (( حي بن يقظان )) لابن طفيل وتأثيره في من يعتبر مؤسس الرواية الغربية دانيال دفو ومؤلفه روبنصن كروزو ومن لا يعرف ذلك عليه مراجعة كتابــات الفيلسوف مدني صالح عن هذا التأثير لان اطروحة الاستاذ مدني صالح هي عن حي بن يقظان لابن طفيل الاندلسي من جامعة كيمبرج وبالاخص كتابه (( ابن طفيل قضايا ومواقف )) الصادر عن وزارة الاعلام العراقية سنة 198..
لقد ذكر الدكتور عوض ان اللغة العربية نتيجة لتفاعلها وانضاجها منحها مرونة وخصوبة أهلها ان تكون وعاء فكري لوحي عظيم في عصر الرسول واداة صالحة للتعبير الفكري العميق حتى عصر بن خلدون نحو 14.. ميلادية، مما اهلها ان تقهر بعض ما جاورها من اللغات تماما كما قهرت اللاتينية عديدا من لغات اوربا التي فتحها الرومان نهاية العصور الوسطى.
ان هذا القول بما فيه من دس واضح ومقصود، لا اريد ان اخوض فيه لكني اسأل: لماذا توقف التعبير الفكري العميق والكتابة بهذه اللغة بعد عصر بن خلدون؟ واجيب على ذلك فأقول : لقد توقف التعبير الفكري العميق بهذه اللغة نتيجة لاستعباد واستعمار شعوب اخرى الامة العربية، وتغير لغة الدولة والكتابة والتأليف في العلم والادب والفلسفة من اللغة العربية الى لغة اخرى، مما جعل العربية تتوقف منذ 14.. ميلادية حتى العصر الحديث عن النمو والتفاعل كما كانت من قبل لان لغة الكتابة والعلم والادب اصبحت بلغة المستعمر للامة العربية باسم الدين والاسلام.
ان العرب كغيرهم من شعوب وامم الارض الاخرى لهم تأريخهم وارثهم الفكري العلمي والانساني، وان دراسة واعية لمسرحيات شكسبير تبين ان الانكليز وشعوب اوربا كانوا يتقاتلون على السلطة حيث يقتل الابن اباه والصديق صديقه وتحاك المؤامرات والدسائس، ولنا في هملت ومكبث والملك لير ويوليوس قيصر وتاجر البندقية وغيرها من المسرحيات التي تكشف لنا طبيعة تلك المجتمعات وما يجري فيها من صراعات، والشاهد على ما اقول المثل المعروف عندنا (( شريف روما )) يوضح لنا ما قام به بروتس حين طعن يوليوس قيصر صديقه فقال قيصر قولته المشهورة (( حتى انت يا بروتس )) واصبح شريف روما مثلا يضرب للخيانة.
9 نيسان 2..6
- آخر تحديث :
التعليقات